الأخبار

صحيفة اسرائيلية تكشف عن مخطط تصدير نفط كركوك الى حيفا في الثمانينيات

1636 2016-09-18

كشفت صحيفة "هارتس" الاسرائيلية، عن محاولة اسرائيل استغلال الازمة الاقتصادية التي عصفت بالعراق ابان الحرب الايرانية في ثمانينيات القرن الماضي، حيث لم تكتف إسرائيل بتوقيع اتفاق سلام مع مصر الذي تصادف ذكرى توقيعه غدا الأحد، فرغبت بضم العراق والأردن لبناء محور إقليمي من خلال إعادة بناء خط النفط التاريخي بين كركوك وميناء حيفا.
وقالت الصحيفة الإسرائيلية، إن "نائب مدير عام الخارجية في إسرائيل في حينها حنان بار أون اقترح (إحياء الأموات)، من خلال إعادة بناء خط النفط التاريخي بين كركوك وبين ميناء حيفا داخل أراضي 48 عن طريق الأردن الذي عمل في أربعينيات القرن الماضي، وتوقف ضخ النفط غداة النكبة الفلسطينية عام 1948، وتم استبداله بخط آخر عن طريق سوريا حتى ميناء صيدا اللبناني، واليوم هو الآخر غير مستعمل نتيجة عدة أسباب وحوادث".
واضافت، ان "المسؤول الإسرائيلي، بار أون، توقع بأنه بالإمكان تقديم اقتراحات للعراق منها تجديد ضخ النفط عبر خط كركوك  حيفا أو إطالته وتغيير مساره بحيث يصل لخليج العقبة ومنه لشمال سيناء، على أن تلتزم إسرائيل بعدم المساس به وبذلك يتم بناء مصالح مشتركة للدول الأربع المذكورة".
ووفقا لهارتس، فأن "بار أون أدرك عمق العلاقات الوثيقة بين رئيس الحكومة الإسرائيلية مناحيم بيغن وبين الرئيس المصري أنور السادات فطرح عليه مقترحاته في نهاية ولايته، ثم اقترحها على خليفته اسحق شامير الذي بارك ووافق على البدء بالاتصالات لإخراج الأفكار لحيز التنفيذ، ولهذا الغرض سافر بار أون للولايات المتحدة وعرض على السفير الإسرائيلي في واشنطن مئير روزين الذي سارع لعقد لقاء مع وزير الخارجية الأمريكي جورج شولتز".
وتابعت إن "الفكرة القائمة على مصالح اقتصادية مشتركة وتشكل خطوة نحو السلام، انسجمت مع السياسات الأمريكية التي رغبت بتعزيز قوة العراق مقابل إيران بعد ثورة الخميني والإطاحة بالشاه.. إذ ألقى شولتز على مستشار الرئيس للأمن القومي روبيرت مكفارلين مهمة دراسة الفكرة المقترحة ومنح مساعده هوارد تايشر صلاحية متابعتها، ومبكرا أي في 1984 بدأ تايشر يتحرك، وأظهر الفحص أنه يمكن إعادة صيانة وتفعيل وحماية خط النفط من كركوك إلى حيفا.. ووفق التقديرات الإسرائيلية الأمريكية فإن خط النفط هذا يمكن أن يضخ نفطا تقدر قيمته بعشرين مليون دولار يوميا".

وتشير الصحيفة إلى أن "كل شيء كان جاهزا عدا موافقة العراق الذي حذرت تقارير استخباراتية وقتها من أن تنديد واشنطن بالعراق لاستخدامه سلاحا كيميائيا ضد إيران، من شأنه هدم العلاقات الدبلوماسية بينهما، وعلى خلفية قرار الأمم المتحدة إدانة العراق لاستخدامه سلاحا كيميائيا، رجح البيت الأبيض بقيادة الرئيس رونالد ريغان أن المقترحات الإسرائيلية بتجديد خط النفط من شأنها أن تدفع صدام حسين لإبداء مواقف أكثر ليونة واعتدالا".
وتؤكد الصحيفة، ان "العراق رفض حينها المخطط، بعد لقاء المبعوث الخاص للشرق الأوسط دونالد رامسفيلد، بوزير الخارجية العراقي طارق عزيز، الذي قال بدوره لرامسفيلد ان موافقتي تعني ان يعدمني صدام حسين".
ولاحقا وافق العراق على بناء خط للنفط يصله بميناء العقبة بعدما وافقت إسرائيل خطيا وبتوقيع رئيس حكومتها وقتذاك شمعون بيريس خليفة اسحق شامير، وفق اتفاق تناوب السلطة، بوساطة أمريكية الالتزام بعدم المساس بالخط مقابل تأمين حصة من الأرباح لها بطريقة غير مباشرة (70 مليون دولار سنويا لمدة عشرين عاما).
وتم تجميد المشروع مع انتهاء ولاية ريغان، وهناك وفق الصحيفة الإسرائيلية، عدة تفسيرات منها أن بغداد لم تكن جادة فعلا بل رغبت بالمناورة بعلاقاتها مع واشنطن.
وتنقل الصحيفة عن شامير قوله "اتضح أن العراق لم ينوي للحظة واحدة إقامة علاقات أيا كانت مع إسرائيل ورغب بإرضاء الجانب الأمريكي فقط"
.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك