الأخبار

متى اصبح شيوعيا..؟!

2807 2016-07-02

  قاسم العجرش   qasim_200@yahoo.com يزدري العلمانيون العرب؛ المتدينيين من أبناء جلدتهم، وتحديدا المسلمين منهم، ويصفونهم بأنهم متشبثين بشرائع غابرة، ويتحدثون بعلن فج، عن أن تلك الشرائع؛ لا تصلح لبناء أنظمة الحكم المعاصرة، وأنها تنتهك حقوق الإنسان، وفي مقدمتها حرية المعتقد. هذا الإزدراء يصاحبه تثقيف واسع، على أن العلمانية وما يسمى بالمدنية؛ هي الأصل والقاعدة، وأن لا مكان في الحياة العامة للدين الإسلامي، أو للمثقفين المسلمين؛ إلا إذا أذعنوا لمنطقهم وقوانينهم. محصلة هذا طرح، أن تَغَرب العلمانيين العرب وتطرفوا بإعتقاداتهم، وكاد مفهومي العلمانية والمدنية، أن يتحولا الى دين جديد، ما أدى الى  إزدياد حدة التنافر في المجتمعات العربية. من المفيد هنا أن نشير الى أن المنطقة العربية، كانت خاضعة الى إحتلالات متعددة، إبتداءا من الإحتلال العثماني وما تلاه من إحتلالات غربية، بريطانية وفرنسية في معظمها، وحينما نالت بلدان المنطقة إستقلالها، شغلت الأقلية العلمانية الساحة؛ وهي المتنفّذة في دهاليز السياسة والإدارة والإعلام، إذ أن العلمانيين هم الذين حكموا جميع الدول، التي تشكلت بعد الأستقلال، لكنها ما شهدت حرية ولا عدلا، ولا احترامًا لحقوق الإنسان، ولا نهضة ولا ازدهارًا اقتصاديًا، تحت حكم العلمانيين قط. المثير في هذا الصدد؛ أن العلمانيين عندما يواجهون هذه الحقيقة، يرمون الكرة في ساحة الأنظمة العسكرية، مبرئين أنفسهم من إنتماء العسكر الى العلمانية، بل ويحملون الإسلاميين مسؤولية التردي، متهميهم بموالاة الأنظمة العسكرية..! التغييرات المتسارعة في المنطقة، والتي أطاحت بالأنظمة الأستبدادية، جرت وفقا لقواعد يرتضيها ويقدسها العلمانيون والمدنيون، فقد تم الإحتكام في العراق ومصر، الى آليات الديمقراطية، وتكرّر المشهد في تونس والمغرب وليبيا، وأفرزت صناديق الإقتراع، فوزا كاسحًا للإسلاميين كما كان متوقّعًا، واستبشر الرأي العام بذلك، وبات ذلك ظاهرة طبيعية، يُنتظر اكتساحها لباقي الدول، كلّما عبّرت الشعوب عن رأيها، بحرية في أجواء النزاهة والشفافية. لكن هذه التغيرات؛ كشفت الوجه الحقيقي للعلمانيين وأتباع دين المدنية، فقد ذرت الرياح شعاراتهم التي بدت جوفاء،وتبيّن من مواقفهم وسلوكهم، أنّهم لم يعودوا يعادون الإسلاميين فحسب، بل جاهروا بمعاداة الديمقراطية ذاتها، ليس لأنها سيئة، ولكن لأنها عكست صورتهم الحقيقية القبيحة. بمسلسل سيء الإخراج، فإنهم يتحدثون عن إنهم يخافون على الديمقراطية، من أن تتحول البلاد إلى دولة دينية، ولكن لو تحولت الديمقراطية؛ إلى دكتاتورية لهم أو تخدمهم، فسيعدون ذلك تحررا وديمقراطية، لأن الديمقراطية لديهم تعني دكتاتورية الأقلية. في العراق  قام العلمانيون ودعاة المدنية، وفي مقدمتهم الشيوعيين العراقيين، بمظاهراتهم الرداحة، بتكسير المرآة التي رأوا فيها ولأول مرة، صورتهم على حقيقتها، زيفا وتزييفا كما دأبوا منذ عقود. هذه الأيام تهاجم نخب العلمانيين وأتباع دين المدنية الشعب، فهم يصمون الشعب بالغباء وعدم بلوغ الرشد! ثمة موضوع مفتوح للنقاش؛ وهو أن العراق تعرض الى هجمة شرسة، إستهدفت وجوده كرامته وسيادته، ويخوض العراقيون معارك التحرير وطرد الدواعش، والثقل الأكبر في تلك المعارك يحمله الإسلاميين.  كلام قبل السلام: لم نسمع أو نشاهد عن علماني او مدني أو شيوعي واحد، قد أستشهد في تلك المعارك، ولو حصل وأن قدموا لنا نموذجا واحدا فقط، لخرجت من تشيعي وأعلنت نفسي شيوعي!
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك