الأخبار

سماحة السيد احمد الصافي: تقاعس المتصدين للأمن تسبب بأزهاق الاف المواطنين منذ 2003

1158 19:10:39 2016-06-04

حمل المتولي الشرعي للعتبة العباسية السيد أحمد الصافي [أحد ممثلي المرجعية الدينية العليا في كربلاء] من وصفهم بـ"المسؤولين المتقاعسين" مسؤولية إزهاق الالاف من أرواح المواطنين طيلة السنوات الماضية في العراق بعد 2003.

وقال سماحة السيد الصافي في كلمته خلال حفل افتتاح مشروع الاتصالات والمراقبة الأمنية المتكامل، للعتبة العباسية الذي جرت فعاليته صباح اليوم السبت ان "البلد لم يستقر أمنياً منذ عام 2003 إلى يومنا هذا، وهناك الكثير من التداعيات الأمنية التي يمرُّ بها، وهذا يجعلُنا أمامَ تحدياتٍ أمنية كبيرة، فلابد أن نتحملَ جزءاً من مسؤوليتنا، والأمن والأمان من المسائل التي يسعى إليها الإنسانُ والمجتمعاتُ التي تعاني من عدم استقرار في أمنها".

وأضاف ان "حريةُ الإنسان إذا سُلبتْ، وإذا بدأ يخاف ويقلق ولا يعلمُ من أين يُستهدَف، لا شك أن حالة الفوضى ستعمّ سواء الأفراد أو المجتمعات، ونحن في العراق عانينا ولا زلنا نعاني من عدم استقرار الوضع الأمني".

وبين سماحته إنّ "المسألة ليست مسألة قلة التخصيصات المالية، خصوصاً والعراق في السنوات الماضية كان يعيشُ اقتصاداً جيداً، ولديه ميزانيات كبيرة، لكن للأسف - ومن حقنا أنْ نأسف - أنّ المسائل الأمنية لم تكن تُدار بالشكل الصحيح، ولذلك زُهقتْ أرواحٌ بريئة من العراقيين طيلة هذه الفترة، وبطريقة ارهابية منظمة، من استهداف التجمعات البشرية لمختلف الطوائف، مع تفاوت في نسب الاستهداف، فتارة يُستهدفُ الزائرُ الأعزل، وأخرى المراقد المقدسة، والمساجد، والكنائس، والبيوت السكنية، وهذه المسألة الى الآن موجودة".

وتابع "هناك بعضُ المشاكلِ الأمنية، وعلينا تشخيص الأسباب وبيانها وتوضيحها؛ كون الانسان المتألم والمتضرر من هذه الأحداث والمشاكل، من حقه أنْ يبيّنَ ألمَه أمامَ الملأ، ويعرف السبب أمامَ مَنْ يعتقدُ أنهم يمتلكون القرار أو بعضه، وأنّ صوته ومعاناته لا بد أنْ تصلَ الى أسماعِهم، ولابد أنْ تتحملَ جهة هذه المعاناة، وتقف على أسباب هذه المشاكل الأمنية".

وأكد "حياة الانسان ليست رخيصة، واستشهد الآلاف من الابرياء المظلومين لا لسبب ما، فغاية الأمر أنّ العدو كان أجرأ وأشرس، وهو بلا منطق ولا عقل ولا دين، فلا توجد عنده محرمات، ولا خطوط حمراء، فحاول أن يفعلَ كلَّ شيء، وكلَّ ما بوسعه لتدمير بلدنا".

وأوضح ان "المشكلة تكمن في تقاعس بعض المتصدين لحماية المواطنين، الأمر الذي سهّلَ قضيةَ مرور هؤلاء الإرهابيين، مما أدى إلى سقوط الآلاف من الضحايا خلال هذه السنوات، مخلفين وراءهم الأرامل والأيتام، وتراكم المشاكل الاجتماعية، إضافة إلى أعداد كبيرة من الجرحى والمعاقين، هذه الحالة تستوجبُ منا النفيرَ من أجلِ القضاءِ عليها".

واستدركَ الصافي بالقول ان "مسألة التخطيط والاستخبارات الأمنية واجبة، كذلك الاستفادة من العلوم الحديثة والتكنولوجيا أيضاً واجبة من أجل حماية المواطنين، وإبعاد الخطر عنهم، وهذه من الأمور الواجب على الدولة التكفل بها، وتوفيرها، بما يحققُ الأمنَ والحماية للمواطنين".

وأشار "هناك عقدٌ ضمني مرتكز في أذهان بعض الناس، هو أنْ تعطي ولاءً الى الدولة، وتحافظ عليها، وتهتم بها، ولا تخالف قوانينها، مقابل ذلك على الدولة أيضاً أنْ ترجع هذا الولاء لحماية الناس، والاهتمام بهم، من توفير الخدمات والأمن، ومثال على ذلك حقيقة المسألة الأمنية التي لا زالت تحتاجُ الى بذل الكثير من الجهود الجادة والمثمرة".

وأوضح "هناك تحسن ملحوظ في بعض المناطق، لكن المأمول أن يكونَ افضل ما يمكن، ولعل من الأساليب المهمة التي تسهم في الحفاظ على الوضع الأمني ورصد الحالات التي قد تسبب اختراقاً أمنياً هي اتباع الوسائل التكنولوجية الحديثة، كالكاميرات وما شابه ذلك، والأهم من ذلك هو أن يكون العاملون على هذه الأجهزة والمعدات من الشخصيات التي تمتلك الحسَّ الأمني القادرة على رصد أيّ حالة تثيرُ الشكَّ أو الريبة".

وتابع الصافي، ان "العتبات جزءا من اهتمامها الوضع الأمني، فهذه الأماكن الطاهرة يفدُ إليها الزائرون من مختلف بقاع العالم، ومن أجل تسهيل مرورهم وانسيابية حركتهم، نحتاج الى التعرف على كثافة الزائرين من أجل فتح قنوات اكثر لاستقبالهم، فهذه مسألة جزء منها أمني، وآخر خدمي، ولتسهيلهما نحتاج الى منظومات أمنية وجهات مختصة بهذا المجال، نستعين بها دائماً سواء كانت في المحافظة او في الحكومة المركزية؛ لإعطاء البيانات المهمة لبعض الأشخاص المطلوبين قضائياً حتى نتمكن من درء خطرهم عن المناطق الحيوية، وهذا التعاون لا بد أن يكونَ تعاوناً حقيقياً وغير شكلي، فيتم ارسال البيانات بتفاصيل دقيقة، حتى نتمكن من استيعاب المعلومة بشكل او بآخر، وتحليلها من قبل المختصين في العتبة المقدسة، لتمرر الى الجهات المعنية التي تتخذ الاجراء المناسب، هذا فيما يخص الجانب الأمني".

واستطرد بالقول "أما الجانب الآخر ونحن مسؤولون عنه، هو توفير الخدمات، وتسهيل حركة الزائرين، ورصد حالات المخالفة من قبل الناس في التجمعات، أيضاً الكاميرات تراقب السارق - لا قدر الله إن وجد - والتصرفات غير المنضبطة، مما يتيح للإخوة التحرك بهدوء لغرض معالجتها، والعمل على الحد منها"موضحاً: "سعينا قدر المستطاع أنْ نوفرَ منظومة حديثة ممكن أنْ تحيطَ بالعتبة المقدسة من الداخل والخارج، وترصد الحالات التي من شأنها أنْ تسببَ بعض المشاكل".
 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك