النجف الاشرف خاص وكالة انباء براثا ( واب ) - اكرم صالحعقدت الجامعة الإسلامية في النجف الأشرف ندوة موسعة لمناقشة السبل الكفيلة بتفعيل قانون مكافحة الارهاب الذي اقرته الجمعية الوطنية واصبح ساري المفعول منذ اقراره . القانون لم يأخذ طريقه إلى التطبيق الفعلي وبقي تحت التجاذبات السياسية والتدخلات الامريكية في شؤون الداخلية ، وهو الأمر الذي ادى إلى تطاول الارهابيين واستغلالهم الفرصة لتنفيذ عملياتهم الاجرامية بحق ابناء الشعب العراقي الابرياء . فضلاً عن اغراضهم الاخرى في تعطيل العملية السياسية ومحاولة تحقيق مكاسب سياسية من خلال وصول بعض الجهات الساندة للارهاب إلى اجهزة الدولة السياسية والأمنية ليعيثوا الفساد ويوفرو الدعم المادي والمعنوي توفير الملاذ الآمن لهم . من هذا المنطق سعت الجامعة الإسلامية إلى المشاركة في هموم الشعب العراقي ودعت اساتذة متخصصين من القضاة ومدراء الدوائر الأمنية بأجهزتها المختلفة مع حضور حشد كبير من المتابعين لهذه المسألة الشائكة التي اصبحت شغلاً شاغلاً للعراقيين . وألقى سماحة حجة الاسلام والمسلمين السيد صدر الدين القبانجي (دام عزه) مؤسس الجامعة الإسلامية في النجف الأشرف كلمة تناول فيها الجانب السياسي إزاء هذه المسألة . وقال سماحته : (( ان ما تعرض له شعبنا العراقي على مدى قرون متواصلة من الارهاب المنظم عبر تاريخه الطويل يعد مجزرة حقيقية متواصلة ولاسيما ما تعرض له اثناء حكم البعثيين على مدى خمسة وثلاثين عاماً . اذ تعرض العراقيون إلى شتى أنواع الاضطهاد على يد النظام المباد تحت غطاء شرعي وقانوني . فقد دُمرت مدن كاملة واحرقت مساجد وقتل الناس على الشبهة تحت ظل دولة ارهابية بقرارات صادرة من مجلس قيادة الثورة سيء الصيت . وصار الارهاب يمثل السلطة والقانون حيث تحولت أجهزة الدولة إلى أجهزة امنية صرفة من مخابرات واستخبارات وأمن وسواها وكان الشعب العراقي يُذبح ويُسحق ويسجن ويلاحق ويهجر ويُزج في حروب مع دول الجوار ، حتى لجأ النظام إلى تبييض السجون لعدم وجود مكان لدخول مسجونين آخرين فضلاً عن صدور قرار واحد باعدام خمسة آلاف عراقي . ولم تُطلق تسمية الارهاب على كل هذه الجرائم المروعة .واستعرض سماحته الحروب التي افتعلها الطاغية المخلوع مع الجارة ايران والكويت وسحقه الاكراد في شمال العراق . وتدميره مدن وقرى الجنوب والوسط الذي قتل فيها واصاب اكثر من مليوني عراقي . وقال سماحته : (( ان الارهاب الآن موجود بشكل آخر . حيث اصبح يمثل بقايا النظام واجهزته التي ارهبت الشعب العراقي وتحالف هؤلاء مع التكفيريين الوافدين من خارج الحدود وان ما نشاهده في العراق الآن قد شاهدناه على مدى خمسة وثلاثين عاماً من الاضطهاد البعثي الصدامي . واستذكر سماحته الانتفاضة الشعبانية المباركة وما حدث للمدن العراقية ولاسيما مدينتي النجف وكربلاء المقدستين وما أعقب الانتفاضة من مقابر جماعية وتهجير وتجفيف الاهوار حتى اصبح الشعب العراقي جميعه مختطفاً تحت ارهاب السلطة . وقد شخص سماحة السيد صدر الدين القبانجي عناصر الارهاب ببقايا النظام المباد واجهزته الامنية فضلاً عن التكفيريين الوافدين من وراء الحدود وقال سماحته : (( ان الارهاب يتراجع وانه مندحر بعون الله تعالى . وانه فشل فشلاً سياسياً ذريعاً في المنطقة وان هناك دعوات لعقد مؤتمر للتقريب بين وجهات النظر للشيعة والسنة وفي هذا دليل واضح على فشل الارهاب ونجاح العراق الجديد ونجاح العملية السياسية ولولا هذا النجاح ما سكتت الابواق التي كانت تناصر الارهاب )) . ثم تطرق سماحته إلى اهم المعالجات المطروقة وقال : (( ان أول معالجة هي تفعيل قانون مكافحة الارهاب الذي اصدرته الجمعية الوطنية في تشرين الثاني 2005 وانه لا يمكن للمعالجات السلمية ان تقضي على الارهاب مع التأكيد على ان المعالجة يجب ان تكون عبر عملية جراحية امام المعالجات الاخرى التي وضعت لان الارهاب وباء لابد من محاربته لانه يحارب الله ورسوله )) وطالب سماحته ان تكون المعالجة فاعلة وفورية مع ان هناك ضغوطاً تواجهها الدولة العراقية في مكافحة الارهاب وهي لم تطبق حكم الاعدام بكثير من عناصر الارهاب المدانين فضلاً عن تعاطي الحكومة البارد مع الارهاب . وفي نهاية حديثه اشار سماحته إلى مساندة حكومات المنطقة للارهاب لانهم مشابهون لحكم صدام وقد انكشف القناع عنهم وان الحل الأمثل هو باتباع منهج أهل البيت (ع) لانهم يمثلون العدالة ومكافحة الارهاب وان العالم بأجمعه يحتذي بالنموذج الاسلامي الشيعي المعتدل ومواكبة الحركات العالمية ومسايرتها وان كل هذه الارهاصات هي من علامات ظهور الإمام صاحب الزمان ( عجل الله فرجه الشريف ) .وتحدث القاضي رحيم الموسوي عن قانون مكافحة الارهاب رقم (13) لسنة 2005 وبنوده موضحاً للحاضرين ما يقوم به القضاء من بعد سقوط النظام إلى الآن حيث وصف ذلك العمل بالمضني والمتعب ، كما شرح بنود ذلك على الحاضرين ، وتحدث عن النقص الكبير في عدد القضاة الذي يحتاجه العراق في الفترة الحالية والمقبلة واجاب على استفسارات الحاضرين من خلال النص القانوني ومعاناة القضاة والمدة الطويلة التي حكمت بها المتهم وغياب عناصر كثير ومهمة في التحقيق القضائي الاصولي .وشكا المقدم محمد عبد الواحد مدير مكتب مكافحة الارهاب في النجف الأشرف أحد المتحدثين في هذه الندوة من النقص الكبير في الاسلحة والاعتدة مع عدم توفر الاجهزة الفنية التي تساعدهم على توفير ادنى متطلبات العمل الأمني وان الوزارة ما زالت تعاني من مشاكل جمة تمنعها من توفير الدعم اللازم للاجهزة الأمنية في النجف الأشرف وقال ان جهازنا يؤدي عمله بشكل فاعل على الرغم من المعوقات الكبيرة التي تعاني منها دائرته فضلاً عن الدوائر الأمنية الاخرى في المحافظة وهي تؤدي عملها بكفاءة عالية تشهد لها الحالات الأمنية الممتازة التي تتمتع بها محافظة النجف الأشرف رغم افتقار الاجهزة الأمنية لأبسط متطلبات العمل الأمني .وفي نهاية الندوة شارك الحاضرين في ابداء الملاحظات وابدوا استغرابهم من سكوت الاجهزة الحكومية على الجرائم المرتكبة بحق اتباع أهل البيت (ع) ودعوا إلى تفعيل قانون مكافحة الارهاب لانقاذ العراق من بؤر الارهاب .وفي نهاية الندوة القى الدكتور علي عظم محمد عميد الجامعة الإسلامية البيان الختامي وهذا نصه :بسم الله الرحمن الرحيمبيان ختاميمشاركة من الجامعة الإسلامية في النجف الأشرف مع المخلصين من ابناء العراق ، وتحفيزاً للمؤسسات العلمية الأخرى ، عقدت الجامعة ندوة موسعة تحت عنوان ( تفعيل قانون مكافحة الارهاب اساس لبناء العراق الجديد ) . وذلك لمناقشة السبل الكفيلة بتطبيق هذا القانون وتنفيذ فقراته بحق كل من يؤذي العراقيين أو يدعم الجهات الارهابية التي تنفذ عملياتها الاجرامية على ارض العراق هادفين من وراء جرائمهم هذه تعطيل العملية السياسية ومنع الاغلبية السكانية من ممارسة حقوقهم التي حرموا منها عقوداً من الزمن تحت ادوات القمع والتشريد والتهجير والاضطهاد وقد أجمع المشاركون في هذه الندوة على ضرورة : 1- توجيه هذه المطالب إلى الحكومة العراقية التصدي للارهابيين وتوجيه أقسى الضربات لهم ولمن يؤويهم أو يدعمهم أو يتستر على جرائمهم . ولاسيما من يصرحون تصريحات متشنجة وواضحة تدعو إلى ممارسة الارهاب ضد العراقيين تحت تسمية (المقاومة) .2- كشف القناع عن الجماعات الحاضنة للارهاب تحت ستار الاسلام .3- ان مدرسة أهل البيت (ع) تمثل الوجه المشرق لنبذ الارهاب وفكرهم مقبول عالمياً .4- ان عدم تفعيل قانون مكافحة الارهاب يمثل عصب حياة مستمر للارهابيين ومن يساندهم .5- رعاية مشاعر العراقيين وعدم مقابلة ما يعانونه من برود المعنيين إزاء ما يتعرضون له من ذبح وتهجير قسري .6- ضرورة إعطاء المجال للحكومة المنتخبة لتطبيق برنامجها وتشكيل الحكومة سريعاً على وفق الاستحقاق الانتخابي المؤدي إلى الوحدة الوطنية .7- المطالبة بتأسيس كلية للشرطة في محافظة النجف الأشرف لتأخذ دورها في رفد المؤسسات الأمنية بعناصر كفوءة قادرة على المشاركة الفاعلة في القضاء على الارهاب .الجامعة الإسلامية في النجف الأشرف15-3-2006
وكالة انباء براثا ( واب )
https://telegram.me/buratha