سوريا - لبنان - فلسطين

لبنان/ بين منطق العقل والقُوَّة من المنتصِر في معادلات الردع؟!


د. إسماعيل النجار ||

 

v    بين منطق العقل والقُوَّة من المنتصِر في معادلات الردع وهَل من كَسر لا يُعَبْر عن ضَعف؟

من البديهي أن مَنطِق العقل هُوَ المَلك وهوَ المنتصِر، ومنطِق القُوَّة من دون هذا العقل يجلب الويلات والخراب على صاحبهِ، لذلك وفي الكثير من الأحيان تتغلَّب إرادة العقل على الجنون ويتم لجم القوَّة وتركها جامدة من دون حِراك،

واحدة من نِعَم الله علينا في لبنان وعالمنا العربي هي المقاومة التي تمتلك القُوَّة والعقل في آنٍ معاً، فَ بفضل عقلها الراجح  وحكمتها المتميزة بالمعالجة الحَسَنَة لكافة الأمور والقضايا نجَونا من مَطَبَّاتٍ كثيرة وكبيرة وتجاوزنا مِحَن كانت لولا هذا العقل الراجح لهذه المقاومة قد إنقلبت علينا وبالاً ودماراً ونَدَم،

منذ سنة 1982 والمقاومة تخوض حرباً مع العدو الصهيوني فهي القادرة والمقتَدِرَة والهادئة والثائرة كالبركان، تعاملت مع العدو بواقعية، وحين كانت تتميَّزُ بفائق قُوَّة كانت لا تُسرِف بها وتعطي المعركة وزنها الطبيعي وحقها الغير مُبالغ فيه، وهي قادرة وليست ضعيفه،

مقاوَمَة غير متهوِرَة دئوبَة نشيطه تعمل ليل نهار تبحث عن مكامن ضعف العدو في قُوَّتِه وتبحث عن الثغرات في طبيعة عمله، تدرس عقله وطبيعة تفكيرهُ، تُجَهِز له تَعُد العُدَّة لا تستهتر أو تُهمل معلومة تعتقد أنها كاذبه لكي لا تكون صحيحة فتصبحُ خطأً قاتل، مقاوَمَة أعطت المجاهد حقَّه زودَتهُ بما يحتاج وأَمَّنَت عائلَته حتى وقت الحرب لا يلتفت خلفهُ ويبقى مُطمَئِناً،

بالأمس عندما حصلت عملية إطلاق الصواريخ على مستوطنات الكيان الغاصب في شمال فلسطين مقابل القرى الجنوبية، وكَثُرَت التحليلات والتوقعات نحنُ قلنا الحمدلله أن أعدائنا حمقىَ، ولكن ليسوا جميعهم فبينهم مَن هوَ صاحب عقل وبصيرة ولن يضع على عينيه عُصابة ويدخل في النفق مع حزب الله،

صدَق تحليلنا وعرِفَ العدو كيف يصنع المخارج لأزمتهِ التي كادت أن تدخل الكيان بآتون النار،

من جهتها المقاومة التي هددت بالرد على أي إعتداء، وهي التي ألزَمَت نفسها بهِ تعاملت مع القصف الصهيوني لبساتين منطقة صور بحكمة، حتى لو أنها أختارت تنفيذ تهديداتها وقررت الرد على هذا الإعتداء الصهيوني لتثبيت معادلتها وليسَ معادلة تل أبيب، فإن الرَد سيكون ضمن منطق العقل بنفس الحجم ونفس الوزن، أي في منطقة مزارع شبعا وفي مساحة مفتوحة لتقول للعدو من غير المسموح أن تُسجِل على لبنان نتيجة 1/1 ويجب أن يفهم أن اللعب مع المقاومة نتيجته دائماً 1/0 في مرمىَ الكيان الغاصب،

حزب الله لا يريد الذهاب إلى حرب مفتوحة مع العدو حتى أنه لا يرغب بأيام قتالية وثم الهدوء،

حزب الله كشفَ لإسرائيل عن حجم قُوَّته لا عن أسرارها التي ستبقى عنصر المفاجئة مَتَىَ وقَع قدَر المعركة ولا عودة عنها،

إذاً للذين يريدون حرباً مفتوحة مع العدو ونحن نعلم أنهم أصحاب نوايا طيبة لكن يجب أن يعلموا أن تكلفة الحرب مال ورجال ودماء ودمار مدن وقرىَ فنحنُ لسنا هواة تحقيق أحلام الشيطان، إنما سنخوضها مَتىَ آنَ أوانها، لذلك نتمنى أن لا يشعرَ أحد بالخيبة أو الضعف إذا ما رَدَّ حزب الله على قصف البساتين الخاوية، وعلينا أن نصغي لصوت العقل ونُكَرِّم الوسطاء النزيهين،

وفي حال سيحصل رد فإنَْ مزارع شبعا وتلال كفرشوبا هم المخرج ومفتاح قفل الأزمة.

 

بيروت في....

          8/4/2023

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك