سوريا - لبنان - فلسطين

هل أصبح الحل في لبنان عصياً على المسؤولين أم أنه صعب لأنهم مأجورين؟.


د.إسماعيل النجار ||

 

بكل تأكيد الحَل يصبحُ صعب المنال عندما يكون بعض الأفرقاء السياسيين المعنيين بهذا الحل مأجورين للخارج والبعض الآخر عاجز عن فتح ثغرة في جدار الأزمة الداخلية،

الطائفة السُنِيَة الكريمة في لبنان مقطعة الأوصال وقرارها أصبحَ مسلوباً بين معراب والسفارة السعودية حيث لم يُبقي لها إبن سلمان قرار،

جعجع الجميِّل مرتبطون خارجياً، وبكركي فقدت وزنها الكَنَسي مسيحياً أمام حضور السفير وليد البخاري الوصي الشرعي على الطائفة المسيحية في لبنان، حيث أصبح البطريرك الراعي عاجزٌ عن لَملَمَة أشلاء المسيحيين السياسية الممزقه بالريال السعودي،

الرياض تُعقِد الأمور وتضع شروطاً بقيت سرية مقابل الدفع بحل في لبنان، (ومقابل إنتخاب الرئيس وتشكيل حكومة) يجب على حزب الله صناعة حَل مع صنعاء الرافضة للشروط السعودية، وذلك بعدما رفضت طهران لعب هذا الدور وأبلغت السعوديين بأن الحاجز الترابي الذي يقفل الطريق بينكم وبين صنعاء هوَ من صنع ايديكم وتستطيعون إزالته والتحدث مع السيد عبدالملك الحوثي بأنفسكم،

نحنُ لن نتدخَل..

بن سلمان يضغط في لبنان ليستدرج عروضاً من حزب الله ولا يعلم أنه سينتظر طويلاً ولن يصله شيء؟..

الأزمة الرئاسية اللبنانية الحادة هيَ نتاج تشرذم في البيت المسيحي، والحل يكون من داخله وليسَ من خارجهُ، وإذا استمرَ الحال كما هو عليه الآن فأنه سيعطي مبرراً للأطراف الأخرىَ وعلى رأسها الثنائي الشيعي بإنتخاب رئيس بالنصف + واحد وينتهي الأمر،

جبران باسيل بالتحديد يتَبِع سياسة هدم الهيكل من الداخل حيث يُتَوَقَّع هبوطه وانهيارهُ فوق رأسه في أي وقت من دون أن يَعي خطورة ما يقوم بهِ من عرقلة لا تنفعه، ومنها لن يستفيد، ولن تُقَدِّم له أي وعد، أو تعطيه إشارة أمل بالوصول إلى قصر بعبدا، وسيعود للتحالف مع حزب الله متل الشاطر لأنه معزول ومرفوض مسيحياً،

على المقلب الآخر حيث يتموضع الثنائي الشيعي ترىَ خطوات حَذِرَة أكثر مما يتوقع الآخرون، لأن حزب الله يدرك خطورة المرحلة ويعرف أي جزء تريده أميركا والسعودية منه،

فهو ينظر الى ما خلف جدار إنتخاب الرئيس ويراقب ما يجري في الخفاء وما يُحاك له فالمُعلَن شيء والمطالب الحقيقية شيء آخر؟

لذلك هو مستنفر كل أجهزته السياسية والأمنية والعسكرية ولن يقبل بأخذه على حينَ غُرَّة أو إملاء الشروط عليه أو رفض شروطه بمواصفات الرئيس العتيد،

هناك سؤال يطرح نفسه بقوة في ظل إنهيار الوضع الإقتصادي وتدهوُر سعر صرف الليرة وإنقسام القضاء وإشتداد الحصار الأميركي على لبنان،

هل سيبقى حزب الله هادئاً لا يُحَركُ ساكناً أم أنه يدرس خطوات سيقدم عليها وستكون مؤلمة لغلمان الخارج، هذا الأمر أستشعرهُ جنبلاط ولامسَ الخطر به فأعلن أمام الرئيس بري بأنه قرر أن لا يصطدم مع حزب الله في إنتخابات الرئاسة الأمر الذي يشير إلى إنعاطافه إيجابية في طريق الحل، وبدا سريع الخطوات ليلاقي الثنائي الشيعي في منتصف الطريق ويثبت دعائم نفسه قبل أن تأخذه الطَوفةَ مع مَن ستجرفهم السيول في ظل إستمرار ترشيح فرنجية الثابت؟

الجواب قادم الأيام،

ولبنان ليسَ بخير.

 

بيروت في...

              5/2/2023

 

ـــــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك