سوريا - لبنان - فلسطين

يُعايرون سوريا بالضَعف ويتناسون أنها ملكة الصبر،


د.  إسماعيل النجار ||   هُم أنفسهُم يعايرونها بالضعف والجُبن أمام الضربات الجوية الصهيونية وعدم الرد! وهؤلاء هُم أنفسهم مَن شَنُّوا عليها حرباِ كونية وجائوا بالإرهابيين من كُل حدبٍ وصَوب، سوريا تحكمها الحِكمَة والرأس المُدبِر والحسابات الدقيقة والأمر الواقع، إقتصادياً وإجتماعياً وأمنياً وجغرافياَ على إمتداد 186000 كلم مربع، سوريا التي تعايرونها ليست جبانة، فهي قاتلت بأقل من نصف جيشها بداية الأحداث وحُشِرَت في أقل من 20 بالمئة من أرضها، قواتها كانت مقطعَة الأوصال ومستشفياتها بقيت شهوراً بلا أمصال وجنودها بلا إمدادات الماء والغذاء وسجن حلب أكبر شاهد في التاريخ، حتى وصلَ الإرهابيون إلى أسوار المالكي وقاسيون، لم يفر الأسد ولم يحزم حقائبهُ على غرار زين العابدين بن علي، ومعمر القذافي، وصدام حسين، وحسني مبارك، إنما بقيَ في عرينه يقاتل ببسالة وشجاعة ويدير عملياته العسكرية بحنكة وجدارة، سوريا هذه حوصِرَت بقانون قيصر ومئات ألآف الإرهابيين من جهة الجولان والجنوب المحاذي للأردن وصولاً إلى الصحراء، أقفلَت عليها حدودها الشرقيه مع لبنان، والشمال من جهة حمص وتدمر ولم يبقى إلَّا دروباً ضيقة شبه مستحيلة الأمل والحياة لكي تصمد وتبقى وتستمر، تركيا إحتلت جزءً من أراضيها والولايات المتحدة الأميركية إحتلت قسماً آخر بدعم من منظمة قسد، وداعش سيطرت على ما تبقى من البلاد في شمال وشرق سوريا، ومع ذلك كانَ رأس الدبلوماسية السورية آنذاك وزير الخارجية وليد المعلم يضرب في كل عاصمة ضربة معلم، ومندوب سوريا في مجلس الأمن السيد بشار الجعفري يُعَرِّي الإرهابيين والخوَذ البيضاء ورعاتهم من القطريين والإماراتيين والسعوديين والأميركيين والأتراك والصهاينة ومَن يقف خلفهم مثل نظام عبدالله الثاني ومصر والمغرب، صحيح أن لسوريا حلفاء صادقون مدوا لها يد العون والمساعدة لكن ما ساعد سوريا على الصمود والأنتصار هو تصميم قائدها بأنه لن يغادرها وسيبقى يقاتل فيها حتى الرمق الأخير،  إيران الإسلام الحليفه والصديقة الصدوقة التي قدمت المال والسلاح والمستشارين والمعدات الطبية والادوية وإمدادات النفط والغاز كانت قمة الوفاء مع دمشق، روسيا التي جائت بطائراتها كانَ لها الدور الرئيس في وقف زحف الإرهابيين ووقف تقدمهم من ناحية الشمال والشرق، حتى كان الدور الأبرز على الارض جنباِ إلي جنب مع قوات الجيش العربي السوري البطل، لقوات حزب الله اللبناني ولواء فاطميون وفصائل الجهاد من العراق الحبيب، حيث قاموا جميعاً بالتصدي ووقف تقدم الإرهابيين وتابعوا محاصرتهم في ارياف دمشق ودرعا وحمص وحلب وجعلوهم محاصرين داخل المدن الصغيرة على أشكال قوالب الجبن من دون أي خطوط إمداد تجمع بينهم، وهذا ما ساعد دمشق أخيراً على التقاط أنفاسها بعد كسر عقدة القصير الإستراتيجية من قبَل قوات حزب الله التي أجتاحتها إنطلاقاِ من الأرض اللبنانية المحاذية لسوريا، سوريا اليوم متعافية وبألف خير رغم إستعادة إشارة الإنطلاق لداعش في الجنوب بأمرٍ عملياتي أميركي وما يزيد عن 70٪ من أراضي سوريا أضحَت محررة وبالأمان والدولة تفرد بجناحيها عليها من سواحل اللاذقية شمالاً إلى حدود طرابلس البحرية  والقلمون لبنان، لكن أيضاً لا زال الإحتلال التركي يُمعن في التمادي شمال سوريا وفي غرب وشرق مدينة حلب ويقصف المدنيين ويهدم ويحرق مؤسسات الدولة النفطية التي تسيطر عليها قسد، والأميركي أيضاً يمعن بسرقة النفط والغاز السوري بشكلٍ علني بلا حسيبٍ أو رقيب، وإسرائيل تعربد من ناحية لبنان بإتجاه الداخل السوري عبر عمليات القصف الجوي والبحري لمطارات دمشق ومَا حولها وصولاً إلى البوكمال، الحكومة السورية حددت اولوياتها واعتبرت ان ما يجري هو جزء من الإستهداف المنظم ضدها وهي تضع نصب أعينها تحرير اراضيها البرية من تركيا وأميركا والإرهابيين اولاً،  ثم استعادة عافية الإقتصاد وعودة النازحين، وبعدها سيكون الرد المُلزِم على الإعتداءآت الخارجية صهيونية كانت أم غير صهيونية وسيدفع الثمن كل من سيوجه سلاحه الى صدر دمشق، نحن كمراقبين نقول لو ان دولة عربية أخرى غير سوريا قلب العروبة النابض عانت ما عانت منه عاصمة الياسمين لكانت قد سقطت وأنهارت وما تبقى منها ألا إسمها، سوريا صمدت وقاتلت ودفعت أثماناً كثيرة لأجل عروبتنا ولأجل كرامتنا جميعاً ولولاها لما بقيَ عرب او عروبة ولكانت فلسطين في خبر كان،   بيروت في..        30/11 /2022
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك