سوريا - لبنان - فلسطين

حزبُ الله عَرَّىَ الأنظمة العربية أمام شعوبها وأثبتَ تواطئها مع الصهاينة،


د.إسماعيل النجار ||   بهدوءٍ وصبر وعتادٌ قليل بدأَ ثُلَّةٌ من الأحرار عملهم ضد الإحتلال الصهيوني للبنان منذ العام ١٩٨٢، رغم الجراح ورغم المضايقات من نظام أمين الجميل وبعض المنظمات التي تصدت للمقاومة  آنذاك، لكن التصميم القوي والإرادة الجامحة، والإيمان بالله وبأحقية قضيتهم، ضغطوا على جراحهم وتحملوا الطعن من كل الإتجاهات لكي لا تحيد البوصلة عن إتجاهها الصحيح، كل مَن كان له سلطة في لبنان صَوَّبَ بندقيتهُ إلى صدر وظهر هذه المقاومة من دون ذِكر تفاصيل أو تسمية جهات، ورغم ذلك كانت المقاومة تقوم بتكثيف عملياتها وتزف الشهداء واحداً تلو الآخر ولم يقتصر حمل الراية على الرجال فكان للنساء في حملها نصيب  كمريم خير الدين وسناء محيدلي، كما سقط الكثير من الشهداء في صفوف المقاومة من سوريا ولبنان، وبعد إن انحسر العمل المقاوم في حزب الله لظروف خاصة لن نأتي على ذكرها، إشتدت العمليات العسكرية ضد العدو وكان العالم بأجمعه يترقب ضاحكاً بأن مجموعه صغيرة من الرجال تحاول هزيمة اقوى قوة في الشرق الأوسط! وكانوا ينتظرون بأن تُلحِق بهم اسرائيل هزيمة ويأفُل نجمهم، المقاومة التي سلكت أكثر الدروب وعورة في الحياة العسكرية اللبنانية دفعت أثماناً باهظة لكنها كبدت العدو الكثير من الخسائر البشرية والعسكرية والمادية ناهيك عن كسر هالة الخوف من الجيش الذي كان يُسمي حاله لا يقهر، خاضت المقاومة الحروب وانتصرت في حرب ٩٣ وحرب ٩٦وفرضت على العدو توقيع تفاهمات حَيَّدَت القوى والمدنيين، وتُرجِمَت هذه الإنتصارات عام ٢٠٠٠ بعد الإنسحاب الإسرائيلي المفاجئ الذي صدم العالم، خلال كل تلك الحقبة كانت الشعوب العربية تتابع وتراقب عمل المقاومين وكانت أكثر هذه الشعوب سعيدة للغاية بإنجازات المقاومة وتتحدث بفخرٍ واعتزاز، حال الصدمة أصابت تلك الشعوب المترافقة مع الفخر بما فعله رجال الله على الجبهات مع العدو، وكانوا يعبرون عن فرحتهم علانية وبصوتٍ عالٍ إلَّا ما خلا منهم البعض المضغوط على أمرهم من جلَّادي أنظمتهم الظالمة، اليوم المقاومة أصبحت رقم صعب وتغيير المعادلات هي التي تصنعها بعد سحبت البساط من تحت أقدام العدو المنهزم أمام هذه القوة الشجاعه الجبارة،  حزب الله واجهَ في ساحات الحرب  الأصيل والوكيل بدءََ من عيتا الشعب ومارون الراس وصولاً الى البوكمال والأنبار وهزمهم شر هزيمة، هذا الحزب الذي يدافع عن لبنان أصبح يهدد بالدخول الى الجليل، فأرعب العدو وأذهل الغرب، وفرض على الشعوب العربية أن تقوم بمراجعات ذاتية للصراع القائم مع العدو الصهيوني، فتأكد هذا الشعب أن هذه الأنظمة لا تريد أن تقاتل اسرائيل ولا تريد أن تستعيد فلسطين وذهبت الى الصلح مع الصهاينة وبدأت التطبيع معهم، كما اثبتت المقاومة أن هزيمة إسرائيل لا تحتاج الى الكثير من العديد والسلاح بل تحتاج الى الإرادة والقرار وينتهي الأمر، طائفة لبنانية صغيرة لا يتجاوز عدد أفرادها المليونَي شخص نساء ورجال وأطفال وشيوخ تهزم اسرائيل وتُركعها و٤٠٠ مليون عربي خانعين لإرادتها من دون حراك، لقد عَرَّت المقاومة زيف العرب في الصراع مع الصهاينة، انتفضوا يا أمة المليار ونصف.   بيروت في...          4/8/2022
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك