سوريا - لبنان - فلسطين

لبنان حاضر بين الفوضى السعودية والتسوية الفرنسية اللبنانية


   د. إسماعيل النجار ||    يعيش لبنان اليوم عمليات تصعيد خطيرة يتولَّى مهمة تنسيقها طرف مسيحي مؤثر على الساحة المارونية مع بقية الأطراف السياسية الموالية لواشنطن والرياض التي تغفو تحت عبائته،  والأحداث اللبنانية تتسارع في ظِل تحضيرات تجري خلف الكواليس ينشَط فيها الافرقاء كافَة لخوض الإنتخابات النيابية القادمة ألتي يسعى كل فريق  منهم لكي ينال الأغلبية فيها،  واشنطن والرياض وأبو ظبي والبطريَرك الراعي، يُعتَبرَون رأس حَربَة المواجهة ضد حزب الله وفريقه في لبنان ويحاولون توريطه في الزواريب الداخلية هوَ وكل مَن يدور في فلكه،  وعندما فشلوا بجَرِهِ إليها، بدأَ الطرفان اللدودان يتحضران ويَعُدَّان العُدَّة لخوض مواجهة كسرالعظم الإنتخابية في آذار المقبِل من العام ٢٠٢٢. الأمرالمختلف تماماً في هذه الإنتخابات عن سابقاتها، وتَتَّخِذَ شكل التحالفات المتشابكة بين الافرقاء السياسيين حيث ان بعض الدوائر ستشهد تحالفات للأضداد موجهَة ضد حزب الله لها إعتبارات حفظ المصالح الشخصية والآنية لكل فريق منهم. حزبُ الله الغير آبِه لأي نوع من أنواع هذه التحالفات، والذي بدأَ تحضير ماكينتهُ الإنتخابية،  يرسُم لنفسهِ خط سير لتحالفاتهُ القادمة تأتي حسب مقتضيات الحاجة في مناطقه الأربع التي يحرَص على بقاء تواجدهُ فيها جنباً إلى جَنب مع شريكتهِ أمَل، لكنه لَن يغفَل عن واجبهِ بسَد الفراغ الكبير الحاصل عن تخلي تيار المستقبل عن مقاعده في مناطق نفوذهِ السابقة بعد قرار رئيسهُ سعد الحريري بالعزوف عن التَرَشُح للإنتخابات بسبب الفيتو السعودي عليه وعدم تَوَفُر إمكانيات مادية أو دعم، اللهم إلَّا إذا إنتَخَت دولَة الإمارات أو قطر لأجلهِ في اللحظات الأخيرة؟، حزب الله يشعُر بواجب التحرك الفوري بإتجاه تلك المناطق التي تَخَلَّىَ عنها تيار المستقبل لسَد حاجات الناس وبالمستطاع المقدور عليه من دون أن يشعروا بأنهم تُرِكوا لمصيرهم تتناتشهم  الأحزاب والقوَىَ المدعومة من سفارات السعودية وعَوكَر التي أمعَنَت بهم طعناً وغدراً طيلة ثلاثون عام. التَحَرُك الكبير لحزب الله في مناطق السُنَّة كافَة يحمل رسالة واضحة المعالم تقول :لَن نتركَكُم ولَن نتخلَّى عنكم ونحنُ أهلكم ولو تَخَلَّىَ عنكم مَن أستخدَمَكُم وزرَع واستثمَرَ فيكم طيلة عقودٍ ثلاث. على الضفَة المسيحية بدأت معركة شَدّْ العصب الإنتخابي من عيون السيمان، حيث طالبَ رئيس حزب الكتائب (اللبنانية) سامي الجمَيِّل من الجيش اللبناني تكثيف تواجدهُ في المنطقة التي تقع في السلسلة الغربية لجبال لبنان، بسبب خوفه حسب إدعائهِ من تواجد عسكري لحزب  الله في المنطقة، والغريب في الأمر أن تصريح الجمَيِّل هذا جاءَ بعد أربعين عام على تواجد عناصرالحزب في المنطقة لحماية سهل البقاع من أي إنزال جوي إسرائيلي بهدف القيام بأي عمل تخريبي على غِرار ما حصل عام ٢٠٠٦ خلال حرب تموز. المملكة العربية السعودية المهزومة تسعَىَ جاهدة لتفجير الأوضاع داخل لبنان وإشعال حرب طائفية ومذهبية بوجه المقاومة، من دون أن تنتبه إلى أن هذه الحرب تحتاج إلى طرفان متمكنان ومستعدان للقيام بها، أما ما هو حاصل اليوم القادر على إشعالها يرفض الإقدام عليها، والعاجز عنها يريدها ولكنه غير قادر، الأمر الذي دَفَع بقيادة المملكة إتخاذ قرار بإفتعال أزمة مع لبنان للضغط عليه وإجبار الشارع على الإشتعال! فتصَدَّىَ لها لبنان بقيادة سيد المقاومة وأفشلَ مشروعها القديم الجديد. على الصعيد الفرنسي... لا زال العجز سيد الموقف! ولو أنَّ باريس أعطَت جُرعَة دعم مع واشنطن للرئيس ميقاتي، لكنها لم تكُن كافية لطالما أن واشنطن تكيل بمكيالين وتجبر باريس الكَيل بهِما؟ الرئيسان عَون وبِرِّي اللذآن تفرقهما الكيمياء ولا تجمعهما ملائكة السماء لا يمكن أن يلتقيا على رأي، أو إيجاد حَل وسط لتفكيك عُقَد الأزمة. بدورِه حزب الله عَبَّرَ صراحةً عن رأيه لا إستقالة للوزير قرداحي ولا إقالة، ولا رضوخ لمطالب المملكة ولا تسوية معها ولا إعتذار، لأن المشكلة بالأساس هيَ من صنع البخاري بالكامل تستهدف السلم الأهلي وحزب الله. قطب سياسي بارز يسعىَ إلى تدوير زوايا الخلاف مع السعودية على طريقة أل ١٧٠١ عام ٢٠٠٦؟!  واليوم بدأت تتسَرَّب معلومات عن إستقالة مُحتَمَلة للوزير قرداحي والتسويق لها، لإنهاء الخلاف مع السعودية ورَد الروح (لطويل القامة واليَد) نجيب ميقاتي، لكي يتشجع ويبدأ بعقد جلسات لمجلس الوزراء وإرضاء السعودية! لكن الواقع سيبقى كما هو والقرداحي لن يستقيل.  ختاماً أنتَ في لبنان مش معروف مين ساكن فوق مين؟       20/11/2021
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك