سوريا - لبنان - فلسطين

لبنان/ الحكومة تترنَّح على كَف ميقاتي من دون شباك الأمان الأميركية


 

✍️ * د. إسماعيل النجار ||

 

🔰 حتى تشكيل الحكومة كانت واحدة من وسائل تلاعب رياض سلامة بسعر صرف الدولار، بعدما امتلئت جوارير الفنادق والمطاعم ومكاتب تأجير السيارات والشقق المفروشة ومحلات الصيرَفة بعشرات الملايين الدولارات الخضراء من جيوب السُيَّاح والمصيفين الوافدين من الخارج والتي تنتهي إجازاتهم في منتصف شهر أيلول تقريباََ حيث من المفترض وككُل عام تغادر أساطيل الطائرات من مطار بيروت حاملةََ على متنها عشرات الآلاف مِمَن جائوا لقضاء عطلة الصيف في بلاد الأرز الخضراء.

كما العادة إستغَلّ سلامه وفريقه المتمرس في التشليح موضوع تشكيل الحكومة والمكلَّف ليسَ بريء من اللعبة فأوعزوا لأبواقهم واعلامهم اللذين افرطوا في التفاؤل بقُرب تشكيل الحكومة وقاموا بتخفيض سعر الصرف ليصل الى سبعة عشرة الف ليرة لبنانية للدولار الواحد، الأمر الذي دفع ببعض المواطنين للهرولة نحو محلات الصيرفة لإستبدال العملة الخضراء بالليرة اللبنانية، وثمَ يتم الإعلان عن فشل مشاورات التأليف كما حصل ويعود السيد سام الى الإرتفاع والتحليق مجدداََ بعدما يكون الميت دُفِن وصلُّوا عليه صلاة الوِحشَة.

*هذا الذي حصل بالضبط

[ بينما سيناريو التعطيل مستمر بحِجَجٍ واهية وبعناوين غير صادقة وغير حقيقية، حَطَّت أميرة القلوب في ميناء بانياس السوري وبدأت بإفراغ حمولتها من المحروقات لكي تبدأ بعدها عملية النقل عبر الصهاريج الى الأماكن المخصصة لتخزينها في لبنان من أجل تنظيم عملية التوزيع من خلال الأولويات، وشقيقاتها الإثنتين يبحرون الآن هلى أَكُف الرحمَن نحو مياه المتوسط ببركته وحِماه.

على مقلبٍ آخر بينما السُفُن تُبحِر، يُسمَعُ النباح الأميركي من مطار بيروت ويتردد صداه في الكثير من المناطق اللبنانية من دون أن يخيف أي طفل صغير من أبناء المقاومة المصَمِمَة على إنقاذ اهلها وشعبها من العتمة وطوابير الذُل والمهانة على اطراف الطرقات.

ميقاتي الغارق في الأحلام الحكومية الوردية، غارقٌ ايضاََ في سيل الطلبات الأميركية التعجيزية، فلا هو قادر على التشكيل، ولا هوَ قادر على الإعتذار، شأنه شأن كل المرتهنين اللذين يمتلكون مصالح في الخارج وأموالاََ بالمليارات في البنوك الأميركية والأوروبية، بينما لبنان غارقٌ في الظلام ،

وشعبه عاجزٌ عن تأمين أبسط مقومات الحياة من مازوت وبنزين ودواء.

الأميركي يلعب آخر أوراقه في الملف اللبناني بما تيسَر له من خَوَنة مطواعين قبل أن يعترف بهزيمته أمام حزب الله ويتراجع لكي لا يخسر مصالحه ووجوده في لبنان، وخصوصاََ أن المواجهة أصبحت بالأصالة ولم تَعُد بالوكالة بينه وبين حزب الله، على جغرافيا يحتاج الى دقيقة واحدة ليَعبُرَ (زلزال) أو (فجر) أو السيد (شهاب) سمائهُ من أقصى شماله لأقصى جنوبه،

حينها لن ينفع الندم،

وسنرى كيف سيتكرر مشهد سايغون وكابول في عوكر.

 السلام.

 

✍️ * د. إسماعيل النجار / لبنان ـ بيروت

ــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك