سوريا - لبنان - فلسطين

التهكم المروري على طرقات لبنان..!


 

د. علي حكمت شعيب* ||

 

لم أستطع اليوم قراءة لفظ التحكم المروري لأستطلع حركة السير، إلا بالتهكم المروري، وذلك لغلبة المعنى المستفاد من الملاحظة المتكررة لحالة الابتزاز الوقح الذي تمارسه قوات الضغط الحزبية الممولة سعودياً على الناس، بقطع الطرقات ومنع وصول الدواء والغذاء وسدّ سبل الارتزاق، في ظل أزمة صحية واقتصادية ومعيشية خانقة للوصول بالناس الى حد الانفجار، خدمة لأهداف إقليمية للمموّل الخليحي الذي يريد تعزيز نقاط قوته التفاوضية في المنطقة، لا سيّما في اليمن بعد أن بدأ العد العكسي لخسارته عاصفة الحرب والعلوّ فيها.

كل ذلك يجري تحت نظر القوى الامنية من جيش وقوى أمن داخلي، عديدهم  في كل مواضع قطع الطرقات، يزيد بأضعاف مضاعفة عن مثيري الشغب، الذين قد يكونون في الأغلب مراهقين، تستهويهم الإثارة للهروب من أعباء الدراسة أو لإشباع رغبة الظهور وتأكيد الفاعلية أو للاحتجاج على وضع معيشي مسدود أفقه أنتجته الحريرية السياسية المدعومة سعودياً وأمريكياً، بعد أن نهبت مقدراتنا بسياساتها ومصارفها وسوليديراتها. 

إنه لأمر عجيب أن يترك للسفهاء والعملاء مجالاً لممارسة حماقاتهم وتنفيذ مؤامراتهم مستغلين آلام الناس جهلاً وزوراً لمصالحهم.

والأعجب من ذلك هو موقف القوى الأمنية اللامبالي تجاههم، وهي من جملة المؤسسات التي تضررت موازناتها بسبب هذا الشغب المدفوع أجره.

 هذا المشهد المهزلة يستدعي من الناس رفع الصوت إزاءه وعدم التسامح معه وكأنه لا يكفينا إقفالات كورونا لتأتي إقفالات "سَعْوِدونا".

اللبنانيون الأحرار لن يتسعودوا ولن يسمحوا لهذا التهكم والاستغلال الرخيص واللعب السخيف على أوتار أزماتهم أن يستمر، لإيمانهم أن ذلك ليس السبيل الأنسب لحل المشاكل.

تعالوا ندعو الى إعادة النظر بإتفاق الطائف لتعديله من خلال طاولة مستديرة تجمع الحكماء والخبراء، بعد أن أثبتت التجارب عقمه الناشئ من تمحوره على الطائفية السياسية التي ساهمت في توليد أزمتنا الاقتصادية الراهنة.

   * أستاذ جامعي/ الجامعة اللبنانية ـ بيروت

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك