سوريا - لبنان - فلسطين

مشروع إنشاء ما يسمى بـ "مجموعة معتدلة مسلحة" ينهار في سوريا

1556 2015-03-04

إنهيار "حركة حزم" وإنضمام مقاتليها إلى تجمعات أخرى طلباً للحماية، يؤكد مرة أخرى فشل المراهنات العربية الخليجية والغربية، على مشاريع تكوين قوى عسكرية تخدم مشاريعها السياسية في المواجهة مع الدولة السورية.

أمريكا والغرب والسعودية وقطر دول أخذت على عاتقها إنشاء مشروع ما يسمى بـ "معارضة معتدلة" وهي قوة مسلحة لمواجهة داعش جبهة النصرة التكفيريتين، ومن ثم خوض القتال ضد قوات الجيش السوري الوطني، وإضفاء شرعية لهذه القوات في سوريا؛ كونها تحمل صفة الاعتدال على حد زعم هذه الدول الداعمة  لها.

فكانت حركة حزم تشكيلة جديدة وصفت بأنها جماعة معتدلة تقاتل بتوجيه من الغرب والسعودية وقطر، داعش وجبهة النصرة، ومن ثم قوات الجيش السوري .

و"حركة حزم" التي يراهن الغرب وبعض دول الخليج الفارسي على تحويلها إلى قوة مواجهة تحت لافتة الاعتدال تنهار، وهذا الإنهيار ليس إلا دليلاً على فشل مشاريع مماثلة منذ أن قررت "جبهة النصرة" و"داعش" تصفية أو ضمّ من يخالفهما من

المسلحين.

من الواضح أن الإستراتيجية التي يعمل عليها تنظيم "داعش" كما "جبهة النصرة"، تقضي بالحؤول دون أي نمو عسكري وشعبي خارج ما تخطط له وتعمل على تحقيقه في سوريا.

ولذلك ثبّت الطرفان معادلة أن من لم ينضم إليهما تحت وطأة الدعاية التكفيرية المتطرفة، أخرج من الخارطة بالرصاص والإغتيالات والتصفية.

وآخر الإثباتات على تآكل ما يوصف بفريق المعتدلين بين المجموعات المسلحة، كان إنحلال "حركة حزم" بعد تشتيتها عسكرياً من قبل "جبهة النصرة".

إنهيار "حركة حزم" وإنضمام مقاتليها إلى تجمعات أخرى طلباً للحماية، يؤكد مرة أخرى فشل المراهنات العربية الخليجية والغربية، على مشاريع تكوين قوى عسكرية تخدم مشاريعها السياسية في المواجهة مع الدولة السورية.

ويعني ذلك أن "جبهة النصرة" التي هي فرع القاعدة في سوريا، تكسب المزيد من الأرض والمواقع على حساب الذين موّلتهم واشنطن بأحدث الأسلحة.

أسلحة متطورة ستؤول حكماً إلى مخازن المجموعات الإرهابية، ويعني ذلك أيضاً أن المصير الذي آلت إليه "حزم" ليس إلا رسالة إضافية عما ينتظر من تحاول واشنطن تدريبهم وتمويلهم في تركيا والسعودية قبل إرسالهم إلى سوريا لمقاتلة التطرف بحسب زعم الناطقين بإسم الخارجية الأميركية.

ويوماً بعد يوم، تثبت الصراعات الدموية بين المجموعات المسلحة بما لها من إمتدادات إقليمية، رجحان كفة التنظيمات المتطرفة ومشاريعها التدميرية، فيما يواصل الغرب وحلفاؤه في الخليج الفارسي رهاناتهم الخاسرة على قوى وتجمعات سرعان ما تنهار أمام أي إمتحان جدي على الأرض.

...................5/5/150304

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك