سوريا - لبنان - فلسطين

سوريا: إفشال هجومين على «الفرقة 17» في الرقة و«الفوج 121» في الحسكة

1429 2014-07-30

 

بداية حامية للمواجهات بين الجيش السوري و«داعش»

ترتسم في أفق الأزمة السورية معالم مرحلة جديدة من المواجهات الحامية بين الجيش السوري من جهة وتنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» ـ «داعش» من جهة ثانية، بعد مرور أشهر طويلة نسبياً لم يحدث فيها أي اشتباك مباشر بين الطرفين.

وبعد حوالي أسبوعين من المناوشات والاشتباكات المحدودة، شنّ «داعش» أمس هجوماً مزدوجاً على كل من «الفرقة 17» في الرقة و«الفوج 121» (فوج الميلبية) في الحسكة، الأمر الذي يمكن اعتباره من جهة أضخم هجوم عسكري يقوم به «الدولة الإسلامية» منذ تأسيسه، ومن جهة أخرى أعنف مواجهة بينه وبين الجيش السوري منذ بداية الأزمة.

ويأتي هذا الهجوم بعد أيام من سيطرة «داعش» على حقل الشاعر للغاز في بادية تدمر بريف حمص والذي تسبب باستشهاد العشرات من عناصر الجيش السوري. ورغم خطورة هذا الهجوم إلا أنه لا يمكن قياسه بالهجوم المزدوج الذي حصل أمس، لا من حيث الحجم ولا من حيث التداعيات، خصوصاً إذا أخذنا بالاعتبار التنوع الطائفي والقومي الذي تنطوي عليه محافظة الحسكة.

الهجوم على «الفرقة 17»

بدأ «داعش» أولاً بالهجوم على «الفرقة 17» في ريف الرقة الشمالي، التي تعتبر من آخر معاقل الجيش السوري في المنطقة وأكثرها تحصيناً بعد مطار الطبقة، وذلك في ساعة متأخرة من ليل أمس الأول.

وكالعادة استهلّ الهجوم بإرسال سيارة مفخخة يقودها السعودي عبدالعزيز السعودي (خطاب النجدي). والسيارة من نوع «كيا» مكتوب على زجاج نوافذها أسماء ثلاثة من المعتقلات في السجون السعودية، بينهن اسم هيلة القصير التي تكون ابنة أخت الانتحاري.

وتحت غطاء قصف كثيف بالمدفعية والقذائف الصاروخية وصلت السيارة إلى محيط «الفرقة 17»، حيث أحدثت انفجاراً ضخماً اهتزت له الأبنية في مدينة الرقة. وكان من المتوقع أن يتسبب التفجير الانتحاري بإحداث ثغرة يتسلل منها 40 انغماسياً كانوا ينتظرون إشارة البدء لاقتحام الفرقة، ونقل الاشتباكات إلى داخلها لإثارة الفوضى والتأثير على معنويات الجنود، لكن يبدو أن السيارة انفجرت قبل أوانها، نتيجة إصابتها بقذيفة أطلقها عناصر الجيش السوري من الداخل، الأمر الذي استدعى إرسال انتحاري آخر، سعودي أيضاً، واسمه عبدالله صالح السديري يلقب بـ«أبو صهيب الجزراوي» الذي قاد شاحنة محمّلة بأطنان عدة من المتفجرات، لكنه فشل أيضاً في الوصول إلى الفرقة وانفجرت شاحنته قبل الوصول إلى هدفها المحاذي لموقع كتيبة الإشارة (إحدى الكتائب الموجودة ضمن «الفرقة 17»).

وبحسب المعطيات المتوفرة، فقد شارك في الهجوم حوالي 600 عنصر من «داعش»، بالإضافة إلى 40 انغماسياً، وتشكيلات من أنواع الأسلحة المتوسطة والثقيلة كافة، ولاسيما مدفعية 57 و130 ملليمتراً.

وتوزع المهاجمون على ثلاثة محاور، الأول بمحاذاة مساكن العسكريين، والثاني قيادة الفرقة والثالث ثكنة الأغرار. وحدثت اشتباكات عنيفة بين الطرفين، حاولت من خلالها حامية الفرقة، التي يعتقد أنها تتألف من 300 جندي سوري، صدّ الهجوم ومنع حدوث أي اختراق لأسوار الفرقة التي تهدّمت أجزاء منها بفعل هجمات سابقة خلال العام الماضي. وساند الطيران الحربي حامية الفرقة عبر قصف مواقع ومراكز انتشار المهاجمين ومنعهم من الاقتراب، كما قامت الطوافات باستهداف مقار ومواقع لـ«داعش» داخل مدينة الرقة.

وأعلنت صفحات مقربة من «داعش» سقوط صاروخي أرض – أرض، الأول بالقرب من مبنى نقابة الصيادلة حيث انفجر في الجو قبل وصوله، بينما انفجر الثاني على حدود محافظة الرقة من دون أن تذكر الصفحات المكان بدقة.

ولم تعرف حصيلة الهجوم من حيث أعداد القتلى والجرحى، إلا أن حساب «ولاية الرقة»، التابع لـ «داعش»، عرض صوراً لستة جنود سوريين مقطوعي الرأس، قال إن مقاتلي التنظيم قاموا بذبحهم داخل الفرقة، بينما أكد مصدر ميداني سقوط عدد من القتلى لـ «الدولة الإسلامية» لم تعرف أعدادهم ولا أسماؤهم نتيجة التعتيم الإعلامي المحكم من قبل «داعش» على مجريات المعركة. هذا وما زالت الاشتباكات مستمرة، ترتفع وتنخفض وتيرتها من ساعة إلى أخرى.

عبد الله سليمان علي السفير اللبنانية

7/5/140730

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك