الصفحة الإسلامية

الاستعداد العقلي والنفسي في الانسان


بسم الله الرحمن الرحيم

قال تعالى : {وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَىٰ لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَٰئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُورًا كُلًّا نُّمِدُّ هَٰؤُلَاءِ وَهَٰؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا }

صدق الله العلي العظيم (20الاسراء)

تراودنا افكار احيانا في موضوعات شتى. منها لماذا لا يرزقنا الله ما نطلب منه.؟ ولماذا نرى فلان الغير مؤمن في بحبوحة من العيش , وفلان المؤمن يعيش في ظنك وفقر وعوز. وبلدان كافرة لا تعرف قيمة لدين الله , نجدهم اقوياء يسيطرون ويظلمون المؤمنين . كيف يقبل الله بذلك .؟وهناك اسئلة اخرى.

فلان كان يدعوا الله ليل نهار ان ينصره على عدوه . وفلان يطلب الرزق بالمال. ولما بدل الله حاله من حال الظليمة الى استلام السلطة نسى الله وصار يحكم كالطغاة , ويسرق مال الله والعباد . هل في القران هل في القران .. هذا التصرف الالهي في الكون من قبل الله { انما يتصرف حسب القابلية عند الانسان واستعداده} لانلو اعطى الله الانسان كل ما يطلب دون وجود قابلية واستعداد .. ففث الانسان يوجد من كل صنفين متقابلين . فهو فيه علم يقابله الجهل. وعنده مستوى من الكفر يقابله اليقين . وعنده كرم مقابل البخل. وشجاعة مقابل الجبن .. وهكذا .!!

لذلك تجد المجتمع قديما كانوا مع رسول الله{ص} صلوا معه وسمعوا حديثه وعرفوا منه الحق والباطل. ولكنهم ليس عندهم كلهم قابلية واستعداد لتطبيق ما قرئوه في القران , وليس عندهم استعداد لتطبيق ما يريده النبي{ص} لذلك تركوا وصايا النبي في اهل بيته{ع} فهم يعرفونهم انهم سادة الخلق منصبين من الله , ولكن استعدادهم الفكري والنفسي لا يرتقي الى مساوى ابي ذر الغفاري وسلمان وعمار والمقداد.

حتى الذين حاربوا الحسين{ع} في كربلاء قتلوا اهله واصحابه وسبوا عياله. لم يقل احد منهم انهم كفار او خارجين عن الدين . بل لان المال اغراهم الى حد ان ينكر ما جاء عنهم في القران وما بلغ عنه الرسول{ص} فيهم .

يقابل هؤلاء اصحاب الحسين{ع} والمتمسكين ينهج الحسين عندهم الاستعداد والامكانية ان يعطي ماله وحياته مقابل احياء ذكر الحسين{ع} بينما راينا شيعة في زمن الطاغية اسم امه فاطمة وابوه عبد علي او عبد الصاحب ولكنه كان ينتقم من انصار الحسين{ع} ويكتب التقارير ضدهم وهو يعلم انهم سينعدمون,

فما هو المانع الذي حجب عنهم رؤية الحق في الصراع قديما وحديثا..؟ ربما البعض يقول عدم رؤية الحق بوضوح وانه انخدع بالشعارات وتحت عناوين براقة كاذبة كحب الوطن او ظاهرة المدنية والتقدم .

لا يعتقد احد ان الله لم يزوده بعوامل المعرفة. يقول تعالى :{ وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَىٰ لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَٰئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُورًا كُلًّا نُّمِدُّ هَٰؤُلَاءِ وَهَٰؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا}.. يعد الحق في منظور أمير المؤمنين(ع) عبارة عن الفكر الذاتي هوالعامل المحرك للفرد والمجتمع في بناء الذات والمجتمع،

لما عرض على عمر بن سعد قتال الحسين{ع}طلب مهلة ليس للتفكرومعرفة جهة الحق , بل لمعرفة الفائدة من قتل الحسين {ع} لذلك اشتهر عنه انه قال: فواللّه ما أدري وإنــــــــي لـحائرٌ// أفكّرُ في أمــــري على خطرينِ//أأتركُ ملكَ الرّيِّ والرّيُّ مـــنيتي//أم أرجعُ مأثــــــوماً بقتلِ حسينِ ــ اذن هو متاكد ان طريق الحسين هو الحق/ ثم برر فعله بقوله : وإنَّ إلهَ العرشِ يغفرُ زلّتي// ولو كنتُ فيها أظلمَ الثقلينِ. ولا يظن احد انه يترك بدون اعانة من الله في الصبر والثبات على الحق .يقول تعالى :[والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وان الله لمع المحسنين) العنكبوت - 69. ].

والله الغني هو المتصرف بعباده لا يتصرف بمقتضى ذاته { لانه لا يظلم احدا} ولكن يتصرف بمقتضى المقابل وامكانيته ..كان بامكان يوسف {ع} ان ينال ما تريد زليخه. ولكن معرفته بالحكم ابعدته . وسجنه الحق الذي كان في قلبه . فكم شخص في السجن وهو ملتزم بالحق واخر طليق وهو مجرم.{ كُلًّا نُّمِدُّ هَٰؤُلَاءِ وَهَٰؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا} صدق الله العلي العظيم .

الشيخ عبد الحافظ البغدادي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك