الدكتور فاضل حسن شريف
جاء في موقع سماحة آية الله السيد علي الحسيني الميلاني حفظه الله: روى الخوارزمي باسناده عن علي بن أبي طالب، قال (نزلت هذه الآية على رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: "إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ" (المائدة 55) فخرج رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ودخل المسجد، والناس يصلّون ما بين راكع وساجد. وإذا سائل. قال له رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: يا سائل اعطاك احد شيئاً، قال: لا الاّ هذا الراكع اعطاني خاتماً واشار الى علي عليه السّلام، فكبّر النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم وقال: الحمدلله الذي أنزل الآيات البينات في أبي الحسن والحسين). قال العلامة الحلي: (اجمعوا على نزولها في علي عليه السّلام وهو مذكور في الصحاح الستة لما تصدّق بخاتمه على المسكين في الصلاة بمحضر من الصحابة، والولي هو المتصرف، وقد أثبت الله تعالى الولاية لنفسه وشرك معه الرسول وأمير المؤمنين عليه السّلام، وولاية الله تعالى عامة فكذا النبي والولي). وقال في منهاج الكرامة: (قد أثبت له الولاية في الآية كما اثبتها الله لنفسه ولرسوله صلّى الله عليه وآله). وروى ابن البطريق بإسناده عن ابن عباس رضي الله عنه، قال: (مرّ سائل بالنبي صلّى الله عليه وآله وسلّم وفي يده خاتم، فقال: من أعطاك هذا الخاتم؟ قال: ذاك الراكع، وكان علي يصلّي، فقال النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم: الحمد لله الذي جعلها في وفي أهل بيتي "إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ" (المائدة 55) الآية، وكان على خاتمه الذي تصدّق به سبحان من فخري بأني له عبد).
قال الله تبارك وتعالى "وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ" (البقرة 207) في آية المباهلة اختار رب العالمين العترة الطاهرة وخصهم بالرعاية باعتبار امير المؤمنين عليه السلام هو نفس رسول الله، وبهذا يكون افضل شخص بعد النبي وهي احدى مقامات امير المؤمنين. ولو ان هنالك مقامات اخرى للعترة الطاهرة "وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا" (الانسان8) واية التطهير"إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا" (الاحزاب 33) واية المودة "قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ" (الشورى 23) فانها تشير الى علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام. ولكن اية المباهلة تعني ان علي نفس الرسول محمد وهو أخيه كما جاء في الحديث الشريف (يا علي أنت أخي في الدنيا والاخرة) و (انت مني بمنزلة هارون من موسى). وكذلك خص فاطمة عليها السلام على كل نساء المسلمين ومن ضمنهم زوجات الرسول. واختيار الحسن والحسين عليهما السلام من دون الصحابة بالرغم من كونهما صبيان. ومن الايات التي نزلت بحق علي عليه السلام"وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ" (البقرة 207)، وفي معركة احد"فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا" (الاحزاب 23) والذي ينتظر هو امير المؤمنين عليه السلام. و ايةالصدقة "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَة " (المجادلة 12) واية الولاية "إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ" (المائدة 55) وخير البرية "إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّة " (البينة 7). ومراسلات الصلح تمت بوجود أمير المؤمنين ومنها صلح الحديبية. وكانت آية المباهلة تهيئة ليوم غدير خم التي حصلت قبل سنة من هذه الواقعة وهي حلقة مهمة من حلقات الولاية. لذلك علينا شكر وحمد الله على البقاء على ولاية علي عليه السلام. لذلك علينا تعظيم اليوم الذي حصلت في المباهلة "ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ" (الحج 32) وصفاء القلوب حبا لآل البيت عليهم السلام"إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ" (الشعراء 89).
جاء في موقع سماحة آية الله السيد علي الحسيني الميلاني حفظه الله: وروى باسناده عن ابن عباس قال: (أقبل عبد الله بن سلام ومعه نفر من قومه ممن قد آمنوا بالنبي فقالوا: يا رسول الله ان منازلنا بعيدة وليس لنا مجلس ولا مستحدث دون هذا المجلس، وان قومنا لما رأونا آمنا بالله وبرسوله وصدقناه رفضونا وآلوا على انفسهم ان لا يجالسونا ولا يناكحونا ولا يكلمونا فشق ذلك علينا، فقال لهم النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم "إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ" (المائدة 55) ثم ان النبي خرج الى المسجد والناس بين قائم وراكع فبصر بسائل فقال له النبي: هل اعطاك احد شيئاً؟ قال: نعم خاتم من فضّة، فقال له النبي: من أعطاكه؟ قال: ذاك القائم وأومى بيده الى علي، فقال له النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم على أي حال اعطاك؟ قال أعطاني وهو راكع، فكبر النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم ثم قرأ: (وَمَن يَتَوَلَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ" (المائدة 56) فأنشأ حسان بن ثابت يقول في ذلك: أبا حسن تفديك نفسي ومهجتي * وكل بطيء في الهدى ومسارع أيذهب مدحي والمحبر ضائعاً * وما المدح في جنب الاله بضائع وانت الذي اعطيت اذ كنت راكعاً * زكاتاً فدتك النفس يا خير راكع فأنزل فيك الله خير ولاية * فبيّنها مثنى كتاب الشرائع. وقيل في ذلك ايضاً: أوفى الصلاة مع الزكاة فأقامها * والله يرحم عبده الصبّارا من ذا بخاتمه تصدّق راكعاً * وأسرّه في نفسه اسراراً من كان بات على فراش محمّد * ومحمّد يسري وينحو الغارا من كان جبريل يقوم يمينه * فيها وميكال يقوم يسارا من كان في القرآن سمّي مؤمناً * في تسع آيات جعلن كبارا).
قال الله جل جلاله"وَقَالَ مُوسَىٰ لِأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي" (الاعراف 142) وهذه الآية أوضح الآيات في موضوع خلافة أمير المؤمنين عليه السلام. والخلافة اعطاء امير قوم او دولة منصبه وكافة صلاحياته الى شخص اخر عند مرضه او موته. وجاء في الطبري أن علي عليه السلام خليفة في بداية ونهاية الدعوة. وولايته عليه السلام تشريعية وتكوينية. ففي البداية عندما نزلت الاية الكريمة "وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ" (الشعراء 214) فقال علي عليه السلام ثلاث مرات: أنا يا رسول الله عندما طلب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم من عشيرته ان يكون احدهم أخيه وخليفته. وفي حجة الوداع ذكر ذلك ايضا في نهاية الدعوة "يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ۖ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ ۚ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ" (المائدة 67).
https://telegram.me/buratha
