الصفحة الإسلامية

اشارات الشهيد السيد محمد باقر الحكيم عن القرآن الكريم من سورة البقرة (ح 107)

394 2024-08-09

الدكتور فاضل حسن شريف

عن کتاب أهل البيت عليهم السلام في الحياة الاِسلامية للسيد محمد باقر الحكيم: أن الوصي والاِمام عندما يكون له هذا الجذر التاريخي والاِرتباط النسبي بالرسالة، يكون إحساسه بالاِنتماء إليها وشعوره بالمسؤولية تجاهها، متجذراً بدرجة عالية جداً، وذلك حينما يرى في نفسه فرعاً من شجرة طيبة أصيلة، تمتد في جذورها الرسالية عبر القرون في التاريخ الرسالي والاِنساني، وتمده بالعزم والاِرادة والصبر والصمود والقدرة على تحمل المحن والآلام والشدائد والاِنتصارات والتقدم والبركة الاِلهية التي شهدتها هذه الشجرة الطيبة في تاريخها. ويؤكد هذا التفسير عدة مؤشرات، يمكن أن نلاحظها في القرآن الكريم: الاَول: تأكيد القرآن الكريم على الجذر التاريخي للرسالة الاِسلامية، مع أن الرسالة الاِسلامية هي أفضل الرسالات الاِلهية، وهي الرسالة المهيمنة عليها ـ كما ذكرنا ـ وهي الرسالة الخاتمة، ورسولها أفضل الاَنبياء على الاِطلاق، ومع ذلك كله كان القرآن الكريم يؤكد على هذا الجذر التاريخي والاِنتماء للاَنبياء السابقين، ولاسيما إبراهيم عليه السلام الذي ينسب إليه القرآن الكريم الاِسلام في مواضع عديدة، منها قوله تعالى: "إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَـلَمِينَ * وَوَصَّى بِهَا إِبْرَهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَـبَنِيَّ إِنَّ اللهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاِّ وَأَنْتُم مُسْلِمُونَ * أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَآءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِى قَالُواْ نَعْبُدُ إِلهَكَ وَإِلهَ ءَابآئِكَ إِبْرَهِيمَ وَإِسْمَـعِيلَ وَإِسْحَـقَ إِلهاً وَحِداً وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ" (البقرة 131-133). بل أن إبراهيم عليه السلام هو الذي سمى الاَمة الخاتمة بهذا الاَسم منذ البداية، كما يشير إلى ذلك قوله تعالى: "وَجَـهِدُوا فِى اللهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَـكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِى الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَهِيمَ هُوَ سَمَّـكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِن قَبْلُ وَفِى هذا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُواْ شُهَدَآءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُواْ الصَّلَوةَ وَءَاتُواْ الزَّكَوةَ وَاعْتَصِمُواْ بِاللهِ هُوَ مَوْلَـكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ" (الحج 78). الثاني: ما أشار إليه القرآن الكريم في قوله تعالى: "رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُواْ عَلَيْهِمْ ءَايَـتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَـبَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ" (البقرة 129) فقد ذكرنا سابقاً أن وجود رسول الله كان بدعوة من إبراهيم عليه السلام، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وآله يفتخر بأنه كان دعوة أبيه إبراهيم عليه السلام. الثالث: ذكْر القرآن الكريم لقصص الاَنبياء وتأكيده أن أحد الاَهداف لذلك هو تثبيت النبي، وطلب الصبر والثبات منه تأسياً بالاَنبياء السابقين.

 

تكملة للحلقة السابقة جاء في صفحة مقالات / وكالة انباء براثا عن ومضات من تاريخ السيد محمد باقر الحكيم للكاتب مجاهد منعثر منشد: يقول تعالى: "وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ" (البقرة 154). كان والد المجاهد صادق ابو معتز احد اصدقاء سماحة السيد شهيد المحراب ومن ضمن المقلدين لسماحة الامام الراحل السيد محسن الحكيم قدس سره وعمل مع خطوط العمل الاسلامي التابعة للشهيد السعيد المفكر الاسلامي السيد محمد باقر الصدر قدس سره ومن خلال هذا الوجود الميداني تعرف على سماحة شهيد المحراب الامام السيد محمد باقر الحكيم قدس سره وكانت لقائات متواصلة بينهم لحد هجرت سماحته في بداية الثمانينات.وتعرض والد المجاهد صادق لبعض المضايقات من قبل حكومة البعث المجرمة لكنه كان ذكي لايضع اي دليل خلفة ورغم ذلك لم يسلم من اذاهم.واصيب بامراض عديدة خلالها اجريت له ستة عمليات بعضها في القلب وكان يعيش مابين السرير وحمل العصا (العكازة) في المسير الى ان رقد في السرير بشكل نهائي وحركته اصبحت محدده داخل المنزل.ولم يعلم والد صادق ابومعتز بعمل ولده صادق مع السيد شهيد المحراب طوال سنوات العمل الا بعد سقوط الانظام المخلوع لحكومة البعث المجرم.وكان اصدقاء يترددون لمنزل والد صادق وهم من ضمن العاملين مع السيد شهيد المحراب لكن كان شعور المجاهد والد صادق بان ابنه واصدقائه ضمن خطوط العمل الاسلامي الصحيح.وبعد عودة السيد شهيد المحراب من الجمهورية الاسلامية الايرانية وخلال مسيرته وتوقفه بين شعبه واهلة في مناطق الجنوب العراقي وبعد وصوله في محافظة ذي قار لناحية الغراف ولقائه مع شيوخ العشائر في جامع الغراف الكبير التقى مع شقيق والد صادق وعندما عرف نفسه له بادر الشهيد العلامة بالسؤال عن صديقة قائلا لعم صادق..ماهي اخبار اخي وصديقي والد صادق ؟ اني مشتاق اليه كثيرا.هل مازال يعيش في بغداد؟وكنت اسمع اخباره وانا هناك.وسلم لي عليه واريد ان اراه ,فابلغه عم المجاهد صادق بان شقيقة يرقد في السرير نتيجة المرض.وهو في بغداد.وهنا نتوقف لنتأمل في شخص السيد الحكيم لم يسال مسؤولي صادق عن والده ,فيبلغوا السيد الحكيم ولم يكن حديث في يوم من الايام عن موضوع والد المجاهد صادق.وعدد سنوات الفراق طويلة ومقدارها 23عام ,فكيف لم ينسى شهيد المحراب صديقة ؟ومن هو الذي كان يرسل اخبار صديقة له؟ وتحليل النتيجة لمابين العلاقتين علاقة العمل الجهادي مع المجاهد صادق.وعلاقة سماحته مع والد صادق.نجد أن السيد محمد باقر الحكيم وفي بوفاء منقطع النظير وفاء للاسلام والعمل الجهادي والايمان بالقضية.ووفاء لاصدقائه فلم ينساهم خلال سنوات الفراق.ووفاء لمصلحة الناسفي 10|5|2003 عاد سماحته للعراق. واستفر في مدينة جده الامام علي عليه السلام النجف الاشرف و اقام صلاة الجمعة في صحن جده امير المؤمنين.وكان كثير القول ويردد دائما كلمة الامام الحسين عليه السلام (هيهات منا الذلة). وكان الحكيم من الداعين إلى الإسراع بقيام حكم عراقي مستقل، فقد قال في خطاب بعد عودته إن العراقيين يرغبون في حكومة مستقلة وانهم لن يقبلوا بأي حكومة تفرض عليهم من الخارج. ودعا إلى تشكيل حكومة ديمقراطية تمثل الشعب العراقي برمته. ودعا في خطبه الى بناء« نظام اسلامي عصري ينسجم مع اساليب هذا العصر والزمان ومع التطورات الاجتماعية الموجودة في هذا الزمانرافضا « حكومة مفروضة» على العراقيين..ورفع يده داعين الخصماء للتوبة عما فات مسامحا الابرياء منهم ومن لم تتلطخ ايدهم بدماء العراقيين.وكان يؤكد مرارا وتكرارا ويحشد الجماهير لدعم مرجعية الامام السيد علي الحسيني السيستاني ادام الله ظله الوارف.استشهاد المفكر الاسلامي شهيد المحراب استشهاد المراجع فيه سر ؤباني عجيب ولابد ان نذكر بعض هذه الشهادات ثم نعرج لذكر شهادة شهيد المحراب.الظاهر ان العشق الالهي يجعل هؤلاء المراجع يبدعون حتى في نيل الشهادة قذاك المغكر الاسلامي اية الله السيد محمد باقر الصدر الذي اسس قوانين العمل الاسلامي واصول الجهاد وصولا للحكومة الاسلامية (الدولة الكريمة) وكان مخلصا لله تعالى ,فطلب الله تبارك وتعالى روحه للقاء ,ففاز هو وخسرناه.ومرتين يتم اخراج جسده الطاهر وكل هذه السنوات الطوال والجسد طري تخرج منه رائحة المسك.وبعد في زمن المعتوة الطاغية صدام وللاسف احاول عدم ذكراسمه (هدام) لكن ذكره مفروض كون الاحداث تجبرنا على ذكره وان لم نذكره كما ذكرت فالتاريخ وتحديدا صفحات التاريخ الاسود تحتم ذكره.وعلى سبيل المثال اذا لم نذكره ,.فالمناسبات هي التي تجعل ذكره واضح كما في اليوم العظيم لسقوط الصنم وهي عطلة رسمية اشارة لسقوطه وتسجيلة في التاريخ الاسود. ومن نماذج الشهداء المراجع العلامة المغكر الاسلامي اية الله السيد محمد محمد صادق الصدر الذي كان صوت حق للاسلام وهز عروش الطغات بوقفته على منبر الجمعة في الكوفة وكان سلاحه الفكر واللسان والقلم والكفن الذي يرتدية وعدوه مجهز باحدث الاسلحة ويحيطه الحرس بعدة خطوط.والظاهر ان الشهيد الصدر الثاني لم يرعب الانظام البائد فقط بل ارعب اسرائيل حيث انتشرفي الصحف الاسرائيلية موضوع بعنوان (الرجل الابيض يهدد اسرائيل من خريبة في النجف ) واليوم مكان استشهاده المبارك ومرقدة يشار اليه بالبنان.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك