الصفحة الإسلامية

اشارات قرآنية من مسند الامام الكاظم للعطاردي (ح 1)


الدكتور فاضل حسن شريف

جاء في کتاب مسند الإمام الكاظم أبي الحسن موسى بن جعفرعليه السلام للشيخ عزيز الله العطاردي: باب ولادته عليه السلام: احمد بن ابي عبد اللّه البرقي رضوان اللّه عليه: عن الوشاء، عن علي بن ابي حمزة عن ابي بصير، عن ابي عبد اللّه عليه السلام قال: حججنا مع ابي عبد اللّه عليه السلام في السنة التي ولد فيها ولده موسى عليه السلام فلمّا نزلنا الابواء وضع لنا الغداء و كان اذا وضع الطعام لاصحابه اكثره و أطابه، قال فبينا نحن نأكل اذا أتاه رسول حميدة. فقال: إن حميدة تقول لك اني قد انكرت نفسي و قد وجدت ما كنت أجد اذا حضرتني ولادتي، و قد امرتني ان لا اسبقك بابني هذا، قال: فقام ابو عبد اللّه عليه السلام فانطلق مع الرّسول فلمّا انطلق قال له اصحابه: سرّك اللّه و جعلنا فداك ما صنعت حميدة؟ قال: قد سلمها اللّه و قد وهب لي غلاما و هو خير من برأ اللّه في خلقه، و لقد اخبرتني حميدة ظننت أني لا أعرفه، و لقد كنت اعلم به منها، فقلت: و ما اخبرتك به حميدة عنه؟ فقال: ذكرت انّه لمّا سقط من بطنها واضعا يده على الأرض، رافعا رأسه الى السّماء، فأخبرتها أنّ تلك امارة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و امارة الوصي من بعده، فقلت: و ما هذا من علامة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و علامة الوصي من بعده؟ فقال: يا ابا محمد إنّه لمّا أن كانت الليلة التي علقت فيها بابني هذا المولود أتاني آت فسقاني كما سقاهم، و أمرني بمثل الذي أمرهم به. فقمت بعلم اللّه مسرورا بمعرفتي ما يهب اللّه لي فجامعت فعلقت بابني هذا المولود، فدونكم فهو و اللّه صاحبكم من بعدي، إنّ نطفة الإمام ممّا اخبرتك فانّه اذا سكنت النطفة في الرّحم أربعة أشهر و أنشأ فيه الروح، بعث اللّه تبارك و تعالى إليه ملكا يقال له‌ "حيوان" يكتب في عضده الأيمن‌ "وَ تَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَ عَدْلًا لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ" (الانعام 115). فاذا وقع من بطن أمه وقع واضعا يديه على الارض رافعا رأسه الى السماء، فلمّا وضع يده على الارض فان مناديا يناديه من بطنان العرش من قبل رب العزة من الافق الأعلى باسمه و اسم ابيه، يا فلان بن فلان اثبت مليّا لعظيم خلقتك، أنت صفوتي من خلقي، و موضع سري، و عيبة علمي، و أميني على وحيي، و خليفتي في أرضي، و لمن تولاك اوجبت رحمتي، و منحت جناني، و أحللت جواري. ثمّ و عزتي لاصلين من عاداك اشدّ عذابي، و ان اوسعت عليهم في الدنيا من سعة رزقي، قال: فاذا انقضي صوت المنادي اجابه هو و هو واضع يده على الارض رافعا رأسه الى السماء، و يقول‌ "شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ وَ الْمَلائِكَةُ وَ أُولُوا الْعِلْمِ قائِماً بِالْقِسْطِ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ" (ال عمران 18) فاذا قال ذلك أعطاه اللّه العلم الاول و العلم الآخر، و استحق زيارة الروح في ليلة القدر. قلت: و الروح ليس هو جبرئيل؟ قال: لا، الروح خلق أعظم من جبرئيل، إن جبرئيل من الملائكة و إن الروح خلق أعظم من الملائكة، أ ليس يقول اللّه تبارك و تعالى: "تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَ الرُّوحُ" (القدر 4).

وعن قول والد الامام الكاظم عن ابنه عليهما السلام يقول الشيخ العطاردي: عن محمد بن الحسين عن صفوان بن يحيى عن عيسى شلقان قال: دخلت على ابي عبد اللّه عليه السلام و انا اريد ان أسأله عن ابي الخطاب فقال لي مبتدئا قبل ان اجلس: يا عيسى ما منعك ان تلقى ابني فتسأله عن جميع ما تريد؟ قال عيسى: فذهبت الى العبد الصالح عليه السلام و هو قاعد في الكتّاب و على شفتيه اثر المداد، فقال لي مبتدئا: يا عيسى ان اللّه تبارك و تعالى اخذ ميثاق النبيين على النبوّة فلم يتحولوا عنها ابدا و أخذ ميثاق الوصيين على الوصية فلم يتحوّلوا عنها ابدا و اعار قوما الايمان زمانا ثم سلبهم ايّاه. ان ابا الخطاب ممن اعير الايمان و سلبه اللّه، فضممته إليّ و قبّلت بين عينيه ثم قلت: بأبي أنت و أمي‌ "ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَ اللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ" (ال عمران 34) ثم رجعت الى ابي عبد اللّه عليه السلام، فقال لي: ما صنعت يا عيسى؟ فقلت له: بأبي أنت و أمي أتيته فاخبرني مبتدئا من غير أن اسأله عن جميع ما اردت ان اسأله عنه فعملت و اللّه عند ذلك انه صاحب هذا الامر، فقال يا عيسى ان ابني هذا الذي رأيت لو سألته عما بين دفتي المصحف لأجابك فيه بعلم، ثم اخرجه ذلك اليوم من الكتّاب فعلمت ذلك اليوم انه صاحب هذا الامر.

وعن موت اسماعيل يذكر الشيخ عزيز الله العطاردي في كتابه: روي عن زرارة بن أعين أنه قال: دخلت على أبي عبد اللّه عليه السلام و عن يمينه سيّد ولده موسى عليه السلام و قدّامه مرقد مغطّى، فقال لي: يا زرارة جئني بداود بن كثير الرقي، و حمران، و أبي بصير، و دخل عليه المفضل بن عمر، فخرجت فأحضرته من أمرني باحضاره، و لم تزل الناس يدخلون واحدا إثر واحد حتى صرنا في البيت ثلاثين رجلا، فلما حشد المجلس قال: يا داود اكشف لي عن وجه إسماعيل، فكشف عن وجهه. فقال أبو عبد اللّه عليه السلام: يا داود أ حيّ هو أم ميّت؟ قال داود: يا مولاي هو ميّت، فجعل يعرض ذلك على رجل رجل حتى أتى على آخر من في المجلس و انتهى عليهم بأسرهم، كلّ يقول: هو ميّت يا مولاي، فقال: اللهم اشهد، ثم أمر بغسله و حنوطه و إدراجه في أثوابه، فلما فرغ منه قال للمفضل: يا مفضل احسر عن وجهه، فحسر عن وجهه فقال: أحيّ هو أم ميّت؟ فقال: ميّت، قال: اللهم اشهد عليهم، ثم حمل إلى قبره. فلما وضع في لحده قال: يا مفضل اكشف عن وجهه، و قال للجماعة: أ حيّ هو أم ميّت؟ قلنا له: ميّت، فقال: اللهم اشهد و اشهدوا فإنه سيرتاب المبطلون، يريدون إطفاء نور اللّه بأفواههم- ثم أومأ إلى موسى عليه السلام- "وَ اللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ‌ وَ لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ"، ثم حثونا عليه التراب، ثم أعاد علينا القول، فقال: الميت المحنط المكفن المدفون في هذا اللّحد من هو؟ قلنا: إسماعيل، قال: اللهم اشهد، ثم أخذ بيد موسى عليه السلام، و قال هو حق و الحق منه إلى أن يرث اللّه الأرض و من عليها. وجدت هذا الحديث عن بعض إخواننا، فذكر أنّه نسخة من أبي المرجي بن محمد الغمر التغلبي و ذكر أنه حدثه به المعروف بأبي سهل يرويه عن أبي الفرج وراق بندار القمي عن بندار، عن محمد بن صدقة؛ و محمد بن عمرو، عن زرارة. أن أبا المرجي ذكر أنه عرض هذا الحديث على بعض إخوانه فقال: إنه حدثه به الحسن بن المنذر باسناد له عن زرارة، و زاد فيه أن أبا عبد اللّه عليه السلام قال: و اللّه ليظهرن عليكم‌ صاحبكم و ليس في عنقه لأحد بيعة، و قال: فلا يظهر صاحبكم حتى يشك فيه أهل اليقين‌ "قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ أَنْتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ" (ص 67).

يقول الشيخ العطاردي في كتابه: باب سيرته و مكارم اخلاقه عليه السلام: قال الكليني رضوان اللّه عليه: محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم عن بعض اصحابنا قال: أولم ابو الحسن موسى عليه السلام وليمة على بعض ولده فأطعم اهل المدينة ثلاثة ايام الفالوذجات في الجفان في المساجد و الازقة فعابه بذلك بعض اهل المدينة فبلغه عليه السلام ذلك. فقال: ما آتى اللّه عز و جل نبيّا من انبيائه شيئا الّا و قد آتى محمدا صلّى اللّه عليه و آله مثله و زاده ما لم يؤتهم قال لسليمان عليه السلام: "هذا عَطاؤُنا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسابٍ" (ص 39) و قال لمحمد صلّى اللّه عليه و آله: "وَ ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ ما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا" (الحشر 7).

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك