الصفحة الإسلامية

اشارات قرآنية في كتاب فقه الحضارة للدكتور محمد حسين الصغير (ح 2)


الدكتور فاضل حسن شريف

جاء في کتاب فقه الحضارة في ضوء فتاوى سماحة آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني للمؤلف محمد حسين علي الصغير عن علاقة المسلم بسواه من غير المسلمين: الإسلام دين الاجتماع والتآلف والحب المتبادل، والمسلم الملتزم هو الذي يطبق على نفسه وعائلته الظواهر الإنسانية التي يدعو إليها الدين الحنيف، ومع اتساع خطوط الاتصال في شرق الدنيا وغربها، تتلاحم القوى البشرية فيما بينها صلة ومعروفاً وإنسانية، ولمّا كان الإسلام دين المودّة الخالصة والحب المتبادل، وشريعته شريعة اليسر والسماح، فما على المسلم من بأس أن يتخذ له أصدقاء وأحباء من غير المسلمين، لا أولياء بالمعنى الشرعي المحدد، فالصداقة شيء، والموالاة شيء آخر، وإباحة الصداقة لا تعني إباحة الموالاة، وفي هذا الضوء فلا مانع من الاتصال المباشر وغير المباشر مع غير المسلمين، إذا كانوا لا يعادون الإسلام، وإنما هم من سائر الناس في الشعور والتفكير والمعاناة، يحترمون شعائر الآخرين، ولا يكيدون للإسلام والمسلمين، وفي هذا المضمار قد تستحسن مجاملتهم بل والإحسان إليهم تحبيباً للإسلام من نفوسهم، واحتفاءً بالمسلمين في شمائلهم ومشاعرهم، وقد دأب سماحة سيدنا المفدى دام ظله الشريف على استيعاب أكبر عدد متعاطف مع المسلمين من كل الجنسيات والديانات فذهب إلى طهارة الكتابيين من اليهود والنصارى، ولكنه لم يترك الاحتياط الاستحبابي في الموضوع، وكان سيدنا الإمام الحكيم قدس‌سره العظيم قد أفتى من ذي قبل بطهارتهم خلافاً للمشهور، أما سيدنا السيستاني فقد أفتى: (وأما الكتابي: فالمشهور نجاسته، ولكن لا يبعد الحكم بطهارته، وإن كان الاحتياط لا ينبغي تركه). وقد حاول سيدنا المفدى أن تكون العلاقات العامة بين المسلمين وسواهم قائمة على أساس التفاهم والودّ البريء، فسيّر بذلك الفتاوى الآتية ضمن الإجابة عن الأسئلة الموجهة لسماحته: 1 ـ هل يجوز تبادل الودّ والمحبة مع غير المسلم، إذا كان جاراً، أو شريكاً في عمل، أو ما شابه ذلك؟ إذا لم يظهر المعاداة للإسلام والمسلمين بقول أو فعل، فلا بأس بالقيام بما يقتضيه الودّ والمحبّة من البرّ والإحسان إليه، قال تعالى: "لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين" (الممتحنة 8). 2 ـ هل يجوز السير في موكب جنازة غير مسلم لتشييعه، إذا كان جاراً مثلاً؟ إذا لم يكن هو، ولا أصحاب الجنازة، معروفين بمعاداتهم للإسلام والمسلمين، فلا بأس بالمشاركة في تشييعه، ولكن الأفضل المشي خلف الجنازة، لا أمامها. 3 ـ هل يجوز دخول أصحاب الديانات السابقة من الكتابيين، ودخول الكفّار من غيرهم، المساجد ودور العبادة الإسلامية؟ وهل يجب علينا إلزام غير المحجبات بارتداء الحجاب، ثم الدخول إذا كان دخولهن جائزاً؟ لا يجوز على الأحوط دخولهم في المساجد، وأمّا دخولهم في دور العبادة وغيرها، فلا بأس به، وتلزم النساء بالتحجب، إذا لزم من تركه الهتك. 4 ـ هل يجوز التصدّق على الكفّار الفقراء كتابين كانوا أو غير كتابيين؟ وهل يثاب المتصدّق على فعله هذا؟ لا بأس بالتصدق على من لا ينصب العداوة للحق وأهله، ويثاب المتصدّق على فعله ذلك. 5 ـ هل يجوز إزعاج الجار اليهودي، أو الجار المسيحي، أو الجار الذي لا يؤمن بدينٍ أصلاً؟ لا يجوز إزعاجه من دون مبرّر. 6 ـ هل يجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، إذا كان المأمور ليس موالياً لأهل البيت: أو كان من الكتابيين الذين يحتمل التأثير فيهم مع الأمن من الضرر؟ نعم يجبان مع توفر بقية الشروط في وجوبهما، ومنها أن لا يكون الفاعل معذوراً في ارتكاب المنكر أو ترك المعروف، ومن غير المعذور الجاهل المقصّر، فيرشد إلى الحكم أولاً، ثم يؤمر أو ينهى إن أراد مخالفته. هذا ولو كان المنكر مما أحرز أن الشارع لا يرضى بوقوعه مطلقاً، كالإفساد في الأرض، وقتل النفس المحترمة، ونحو ذلك فلا بد من الردع عنه، ولو كان الفاعل جاهلاً قاصرا. 7 ـ هل يجوز للمسلم أن يسرق من الكفّار في بلادهم ( أوروبا ) أو أن يحتال عليهم في أخذ الأموال بالطريقة المتعارفة لديهم؟ لا تجوز السرقة من أموالهم الخاصة والعامة، وكذا إتلافها إذا كان ذلك يسيء إلى سمعة الإسلام والمسلمين بشكل عام، وكذا لا يجوز إذا لم يكن كذلك، ولكن عدّ غدراً ونقضاً للأمان الضمني المعطى لهم حين طلب رخصة الدخول في بلادهم، أو طلب رخصة الإقامة فيها، لحرمة الغدر ونقض الأمان بالنسبة إلى كل أحد.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك