الصفحة الإسلامية

اشارات السيد أبو القاسم الخوئي قدس سره عن القرآن الكريم من سورة الرعد (ح 56)


الدكتور فاضل حسن شريف

جاء في كتاب البيان في تفسير القرآن للسيد ابو القاسم الخوئي قدس سره: المشركون استبعدوا أن يكون الرسول الالهي فقيرا لا يملك شيئا. فطلبوا من النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن يكون ذا مال كثير. ويدلنا على ذلك أنهم قيدوا طلبهم بأن تكون الجنة والبيت من الزخرف للنبي دون غيره، ولو أرادوا صدور هذه الامور على وجه الاعجاز لم يكن لهذا التقييد وجه صحيح، بل ولا وجه لطلب الجنة أو البيت، فإنه يكفي إيجاد حبة من عنب أو مثقال من ذهب. وأما قولهم: حتى تفجر لنا من الارض ينبوعا فلا يدل على أنهم يطلبون الينبوع لهم لا للنبي وإنما يدل على أنهم يطلبون منه فجر الينبوع لاجلهم، وبين المعنيين فرق واضح. ولم يظهر النبي لهم عجزه عن الاتيان بالمعجزة كما توهمه هؤلاء القائلون. وإنما أظهر بقوله: سبحان ربي أن الله تعالى منزه عن العجز، وأنه قادر على كل أمر ممكن، وأنه منزه عن الرؤية والمقابلة. وعن أن يحكم عليه بشئ من اقتراح المقترحين وأن النبي بشر محكوم بأمر الله تعالى، والامر كله لله وحده يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد. ومن الآيات التي استدل بها القائلون بنفي المعجزات للنبي عدا القرآن. ووجه الاستدلال: أن المشركين طالبوا النبي بآية من ربه، فلم يذكر لنفسه معجزة. وأجابهم بأن الغيب لله، وهذا يدل على أنه لم يكن له معجزة غير ما أتى به من القرآن. وبسياق هذه الآية آيات اخرى تقاربها في المعنى، كقوله تعالى: "وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْلآ أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ" (الرعد 7).

جاء في كتاب التنقيح في شرح العروة الوثقى للسيد أبوالقاسم الخوئي: آيات الكتاب في مورد، أو تفسيرها بمورد خاص لا يوجب اختصاص الآية بذلك المورد، لان القرآن يجري مجرى الشمس والقمر، ويشمل جميع الاطوار والاعصار من دون أن يختص بقوم دون قوم، بل وفي بعض الاخبار ان الآية لو اختصت بقوم تموت بموت ذلك القوم، وفي رواية ان الامام عليه السلام طبق قوله تعالى: "وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ" (الرعد 21) على أنفسهم. وقال: انها وردت في رحم آل محمد صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلم وقد تكون في قرابتك ثم بين عليه السلام ان مرادنا من ورود الآية في مورد: أنه مصداق ومما ينطبق عليه تلك الآية، لا أن الآية مختصه به. فهذه الشبهة أيضا مندفعة فلا مانع من الاستدلال بها من تلك الجهات. تزييف الاستدلال ولكن الانصاف أن الآيتين مما لا دلالة له على المطلوب. فروى العياشي في تفسيره باسناده عن أبي جعفر عليه السلام انه قال: القرآن نزل أثلاثا ثلث فينا وفي أحيائنا، وثلث في أعدائنا وعدو من كان قبلنا، وثلث سنة ومثل، ولو ان الآية إذا نزلت في قوم ثم مات اولئك القوم ماتت الآية لما بقي من القرآن شئ، ولكن القرآن يجري أوله على آخره، الحديث. رواه في الوافي في باب متى نزل القرآن وفيم نزل. من أبواب القرآن وفضائله. ونقل في مرآة الانوار ص 5 من الطبعة الحديثة مضمونه عن تفسير العياشي تارة وعن تفسير فرات بن ابراهيم اخرى. ونقل غيرذلك من الاخبار التي تدل على ما ذكرناه فليراجع. وهي ما رواه في الكافي في باب صلة الرحم ص 156 من الجزء الثاني الطبعة الاخيرة عن عمر بن يزيد قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام "وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ" (الرعد 21) قال: نزلت في رحم آل محمد صلى الله عليه وآله وقد تكون في قرابتك (ثم قال) فلا تكونن ممن يقول للشئ انه في شئ واحد.

جاء في كتاب مصباح الفقاهة للسيد ابو القاسم الخوئي قدس سره: النميمة محرمة بالادلة الاربعة. أقول: لا خلاف بين المسلمين في حرمتها، بل هي من ضروريات الاسلام، وهي من الكبائر المهلكة، وقد تواترت الروايات من طرق الشيعة ومن طرق العامة على حرمتها، وعلى كونها من الكبائر، بل يدل على حرمتها جميع ما دل على حرمة الغيبة، وقد استقل العقل بحرمتها لكونها قبيحة في نظره. وأما الاجماع فهو بقسميه وان كان منعقدا على حرمتها، ولكن الظاهر ان مدرك المجمعين هو الوجوه المذكورة في المسألة، وليس اجماعا تعبديا، وقد تقدم نظيره مرارا. وقد يستدل على حرمتها بجملة من الايات: منها: قوله تعالى: ويقطعون ما امر الله به ان يوصل ويفسدون في الارض اولئك لهم اللعنة ولهم سوء الدار (الرعد 25)، بدعوى ان النمام قاطع لما امر الله بصلته ويفسد في الارض فسادا كبيرا فتلحق له اللعنة وسوء الدار. وفيه: ان الظاهر من الاية ولو بمناسبة الحكم والموضوع هو توجه الذم الى الذين امروا بالصلة والتوادد، فاعرضوا عن ذلك. ومن هنا قيل: ان معنى الاية انهم امروا بصلة النبي والمؤمنين فقطعوهم، وقيل: امروا بصلة الرحم والقرابة فقطعوها، وقيل: امروا بالايمان بجميع الانبياء والكتب ففرقوا وقطعوا ذلك، وقيل: امروا أن يصلوا القول بالعمل ففرقوا بينهما، وقيل: معنى الاية انهم امروا بوصل كل من امر الله بصلته من اوليائه والقطع والبراءة من اعدائه، وهو الاقوى لانه اعم، ويدخل فيه جميع المعاني. وعلى كل حال فالنمام لم يؤمر بالقاء الصلة والتوادد بين الناس لكي يحرم له قطع ذلك فالاية غربية عنه. وأما الاستدلال على الحرمة بقوله تعالى: ويفسدون في الارض - الخ، فانه وان كان صحيحا في الجملة، كما إذا كانت النميمة بين العشائر والسلاطين، فانها كثيرا ما تترتب عليها مفسدة مهمة، ولكن الاستدلال بها اخص من المدعي، إذ لا تكون النميمة فسادا في الارض في جميع الموارد وان اوجبت العداوة والبغضاء غالبا. ان النميمة قد تجر الى قتل النفوس المحترمة وهتك الاعراض ونهب الاموال، ولكنها ليست كذلك في جميع الاحوال، بل المراد من الفتنة هو الشرك كما ذكره الطبرسي، وانما سمي الشرك فتنة لانه يؤدي الى الهلاك، كما ان الفتنة تؤدي الى الهلاك. ثم ان النسبة بين النميمة والغيبة هي العموم من وجه، ويشتد العقاب في مورد الاجتماع. وقد تزاحم حرمة النميمة عنوان آخر مهم في نظر الشارع فتجري فيها قواعد التزاحم المعروفة، فقد تصبح جائزة إذا كان المزاحم أهم منها، وقد يكون واجبة إذا كانت أهميته شديدة، ويتضح ذلك بملاحظة ما تقدم.

جاء في كتاب البيان في تفسير القرآن للسيد ابو القاسم الخوئي قدس سره: تحليل آية "إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ" (الفاتحة 5). اللغة: العبادة: في اللغة تأتي لاحد معان ثلاثة: الاول: الطاعة، ان عبادة الشيطان المنهي عنها. الثاني: الخضوع والتذلل، ومنه أيضا إطلاق المعبد على الطريق الذي يكثر المرور عليه. الثالث: التأله، ومنه قوله تعالى "قُلْ إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللّهَ وَلا أُشْرِكَ بِهِ" (الرعد 36). وإلى المعنى الاخير ينصرف هذا اللفظ في العرف العام إذا أطلق دون قرينة. والعبد: الانسان وإن كان حرا، لانه مربوب لبارئه، وخاضع له في وجوده وجميع شؤونه، وإن تمرد عن أوامره ونواهيه. والعبد: الرقيق لانه مملوك وسلطانه بيد مالكه، وقد يتوسع في لفظ العبد فيطلق على من يكثر اهتمامه بشئ حتى لا ينظر إلا إليه، ومنه قول أبي عبد الله الحسين عليه‌ السلام: الناس عبيد الدنيا، والدين لعق على ألسنتهم يحوطونه ما درت معايشهم وإذا محصوا بالبلاء قل الديانون. وقد يطلق العبد على المطيع الخاضع.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك