الصفحة الإسلامية

أنبياء الأرض المقدسة (يحيى عليه السلام) (ح 1)


الدكتور فاضل حسن شريف

قال الله تعالى عن النبي يحيى عليه السلام "يا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَىٰ لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيًّا" ﴿مريم 7﴾ يحيى اسم علم، يا زكريا إنَّا نبشرك بإجابة دعائك، قد وهبنا لك غلامًا اسمه يحيى، لم نُسَمِّ أحدًا قبله بهذا الاسم، و "يَا يَحْيَىٰ خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ ۖ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا" ﴿مريم 12﴾ يَا يَحْيَى: يَا حرف نداء، يَحْيَى اسم علم، فلما ولد يحيى، وبلغ مبلغًا يفهم فيه الخطاب، أمره اللَّه أن يأخذ التوراة بجدٍّ واجتهاد بقوله: يا يحيى خذ التوراة بجد واجتهاد بحفظ ألفاظها، وفهم معانيها، والعمل بها، وأعطيناه الحكمة وحسن الفهم، وهو صغير السن، و "فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَىٰ وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ ۚ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا ۖ وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ" ﴿الأنبياء 90﴾ فاستجبنا له دعاءه ووهبنا له على الكبر ابنه يحيى، وجعلنا زوجته صالحة في أخلاقها وصالحة للحمل والولادة بعد أن كانت عاقرًا، إنهم كانوا يبادرون إلى كل خير، ويدعوننا راغبين فيما عندنا، خائفين من عقوبتنا، وكانوا لنا خاضعين متواضعين، و "فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَىٰ مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِّنَ الصَّالِحِينَ" ﴿آل عمران 39﴾ بِيَحْيَى: بِ حرف جر، يَحْيَى اسم علم، فنادته الملائكة وهو واقف بين يدي الله في مكان صلاته يدعوه: أن الله يخبرك بخبر يسرُّك، وهو أنك سترزق بولد اسمه يحيى، يُصَدِّق بكلمة من الله وهو عيسى ابن مريم عليه السلام، ويكون يحيى سيدًا في قومه، له المكانة والمنزلة العالية، وحصورًا لا يأتي الذنوب والشهوات الضارة، ويكون نبيّاً من الصالحين الذين بلغوا في الصَّلاح ذروته، و "وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَىٰ وَعِيسَىٰ وَإِلْيَاسَ ۖ كُلٌّ مِّنَ الصَّالِحِينَ" ﴿الأنعام 85﴾ وَيَحْيَى: وَ حرف عطف، يَحْيَى اسم علم، كذلك هدينا زكريا ويحيى وعيسى وإلياس، وكل هؤلاء الأنبياء عليهم السلام من الصالحين.

جاء في تفسير الميزان للعلامة السيد الطباطبائي: قوله تعالى "هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً" (ال عمران 38) طيب الشيء ملائمته لصاحبه فيما يريده لأجله، فالبلد الطيب ما يلائم حيوة أهله من حيث الماء والهواء والرزق ونحو ذلك، قال تعالى "وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ" (الاعراف 58)، والعيشة الطيبة والحيوة الطيبة ما يلائم بعض أجزائها بعضاً ويسكن إليها قلب صاحبها ومنه الطيب للعطر الزكي فالذرية الطيبة هو الولد الصالح لأبيه مثلاً الذي يلائم من حيث صفاته وأفعاله ما عند أبيه من الرجاء والامنية فقول زكريا عليه السلام: رب هب لي من لدنك ذرية طيبة، لما كان الباعث له عليه ما شاهد من أمر مريم وخصوص كرامتها على الله وامتلاء قلبه من شأنها لم يملك من نفسه دون أن يسأل الله أن يهب له مثلها خطراً وكرامة، فكون ذريته طيبة أن يكون لها ما لمريم من الكرامة عند الله والشخصية في نفسها، ولذلك استجيب في عين ما سأله من الله، ووهب له يحيى وهو أشبه الأنبياء بعيسى عليهما ‌السلام، وأجمع الناس لما عند عيسى وامه مريم الصديقة من صفات الكمال والكرامة، ومن هنا ما سماه تعالى بيحيى وجعله مصدقاً بكلمة من الله وسيداً وحصوراً ونبياً من الصالحين وهذه أقرب ما يمكن أن يشابه بها إنسان مريم وابنه عيسى عليهما‌ السلام على ما سنبينه ان شاء الله تعالى. قوله تعالى: فنادته الملائكة وهو قائم يصلّى في المحراب أن الله يبشرك بيحيى إلى آخر الآية، ضمائر الغيبة والخطاب لزكريا، والبشرى والإبشار والتبشير الإخبار بما يفرح الإنسان بوجوده. وقوله "أَنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَـى" (ال عمران 39)، دليل على أن تسميته بيحيى إنما هو من جانب الله سبحانه كما تدل عليه نظائر هذه الآيات في سورة مريم، قال تعالى "يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيّاً" (مريم 7) وتسميته بيحيى وكون التسمية من عند الله سبحانه في بدء ما بشر به زكريا قبل تولد يحيى وخلقه يؤيد ما ذكرناه آنفاً: أن الذي طلبه زكريا من ربه أن يرزقه ولداً يكون شأنه شأن مريم، وقد كانت مريم هي وابنها عيسى عليهما ‌السلام آية واحدة كما قال تعالى "وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً لِّلْعَالَمِينَ" (الانبياء 91). فروعي في يحيى ما روعي فيهما من عند الله سبحانه، وقد روعي في عيسى كمال ما روعي في مريم، فالمرعي في يحيى هو الشبه التام والمحاذاة الكاملة مع عيسى عليهما‌ السلام فيما يمكن ذلك، ولعيسى في ذلك كله التقدم التام لأن وجوده كان مقدراً قبل استجابة دعوة زكريا في حق يحيى، ولذلك سبقه عيسى في كونه من اولي العزم صاحب شريعة وكتاب وغير ذلك لكنهما تشابها وتشابه أمرهما فيما يمكن. وإن شئت تصديق ما ذكرناه فتدبر فيما ذكر الله تعالى من قصتهما في سورة مريم فقال في يحيى: "يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيّاً" (مريم 7) إلى أن قال "يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيّاً * وَحَنَاناً مِّن لَّدُنَّا وَزَكَاةً وَكَانَ تَقِيّاً * وَبَرّاً بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُن جَبَّاراً عَصِيّاً * وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيّاً" (مريم 12-15)، وقال في عيسى عليه ‌السلام "فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا" (مريم 17) إلى أن قال: "إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَاماً زَكِيّاً" (مريم 19) إلى أن قال "قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِّنَّا" (مريم 21) إلى أن قال "فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيّاً * قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيّاً * وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيّاً * وَبَرّاً بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً شَقِيّاً * وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيّاً" (مريم 29-33)، ويقرب منها من حيث الدلالة على تقارب أمرهما آيات هذه السورة التي نحن فيها عند التطبيق. وبالجملة فقد سماه الله سبحانه يحيى وسمى ابن مريم عيسى وهو بمعنى (يعيش) على ما قيل وجعله مصدقاً بكلمة منه وهو عيسى كما قال تعالى "بكلمة منه اسمه المسيح عيسى" (ال عمران 45) وآتاه الحكم وعلمه الكتاب صبياً كما فعل بعيسى، وعده حناناً من لدنه وزكاة وبراً بوالديه غير جبار كما كان عيسى كذلك، وسلم عليه في المواطن الثلاث.

عن كتاب قصص الانبياء للمؤلف قطب الدين الزاوندي: وعن ابن بابويه، حدّثنا أحمد بن الحسن القطّان، حدّثنا محمد بن سعيد بن أبي شحمة، حدّثنا أبو محمد عبدالله بن سعيد بن هاشم القناني البغدادي، حدّثنا أحمد بن صالح، حدّثنا أبي صالح، حدّثنا حسّان بن عبدالله الواسطي، حدّثنا عبدالله بن لهيعة، عن أبي قبيل، عن عبدالله بن عمر قال: قال النّبيّ صلى الله عليه واله: كان من زهد يحيى بن زكريا عليهما السلام أنّه أتى بيت المقدس، فنظر إلى المجتهدين من الأحبار والرّهبان عليهم مدارع الشّعر، فلمّا رآهم أتى أمّه، فقال: انسجي لي مدرعة من صوف حتّى آتي بيت المقدس فأعبد الله مع الاحبار، فأخبرت زكريّا بذلك، فقال زكريّا: يا بنيّ ما يدعوك إلى هذا؟ وإنما أنت صبيّ صغير، فقال: يا أبت أما رأيت من هو أصغر منّي قد ذاق الموت؟ قال: بلى، وقال لأمّه: انسجي له المدرعة، فأتى بيت المقدس وأخذ يعبد الله تعالى حتّى أكلت مدرعة الشّعر لحمه وجعل يبكي، وكان زكريّا إذا اراد أن يعظ يلتفت يميناً وشمالاً، فان رأى يحيى لم يذكر جنّة ولا ناراً. وفي خبر آخر: أنّ عيسى بن مريم عليه السلام بعث يحيى بن زكريّا في اثني عشر من الحواريّين يعلّمون النّاس وينهاهم عن نكاح ابنة الاُخت، قال: وكان لملكهم بنت أخت تعجبه، وكان يريد أن يتزوّجها، فلمّا رآها سألها عن حاجتها، قالت حاجتي أن تذبح يحيى بن زكريّا، فقال: سلي غير هذا، فقالت: لا أسألك غير هذا، فلمّا أبت عليه دعا بطشت ودعا يحيى عليه السلام فذبحه، فبدرت قطرة من دمه فوقعت على الارض، فلم تزل تعلو حتّى بعث الله بخت نصّر عليهم، فجاءته عجوز من بني إسرائيل فدلّته على ذلك الدّم، فاُلقي في نفسه أن يقتل على ذلك الدّم منهم حتّى يسكن، فقتل عليها سبعين ألفاً في سنة واحدة ثمّ سكن. وعن ابن بابويه، حدّثنا أبو محمد الحسن بن محمد بن يحيى العلوي، حدّثنا جدّي يحيى بن الحسن، حدّثنا محمد بن إبراهيم التّميمي، حدّثنا محمّد بن يزيد، حدّثنا الفضل بن دكين، حدّثنا عبدالله بن حبيب بن أبي كاتب، عن أبيه، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنه، قال: أوحى الله إلى نبيّه صلى الله عليه واله إنّي قتلت بدم يحيى بن زكريّا سبعين ألفاً، وسأقتل بالحسين عليه السلام سبعين ألفاً وسبعين ألفاً. وبإسناده عن أحمد بن محمد بن عيسى، حدّثنا عثمان بن عيسى، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن ابي عبدالله عليه السلام قال: لا يقتل النّبيّين ولا أولادهم إلاّ أولاد الزّنا. وعن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام قال: إنّ عاقر ناقة صالح كان أزرق ابن بغيّ، وكانت ثمود تقول: ما نعرف له فينا أباً ولا نسباً، وأنّ قالت الحسين بن علي صلوات الله عليهما ابن بغيّ، وأنّه لم يقتل الأنبياء ولا أولاد الأنبياء إلاّ أولاد البغايا، وقال في قوله تعالى جلّ ذكره: "لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا" (مريم 7). قال: يحيى بن زكريّا لم يكن له سميّ قبله، والحسين بن علي لم يكن له سميّ قبله، وبكت السّماء عليهما أربعين صباحاً، وكذلك بكت الشّمس عليهما، وبكاؤها أن تطلع حمراء وتغيب حمراء. وقيل: أي بكى أهل السّماء وهم الملائكة.

جاء في الموسوعة الإلكترونية لمدرسة أهل البيت عليهم‌ السلام عن النبي يحيى عليه السلام: هو أحد أنبياء بني إسرائيل، أصبح نبياً وهو في عمر الصبا. ذكر القرآن قصة ولادته كمعجزة إلهية بعد شيخوخة أبيه النبي زكريا عليه السلام وعقم أمه. وكان النبي يحيى معروفاً بالزهد والبكاء الكثير من خشية الله. جاء في روايات الشيعة مقارنة استشهاد الإمام الحسين عليه السلام باستشهاد النبي يحيى، وإمامة بعض أئمة الشيعة في صباهم مقارنة بنبوة النبي يحيى في صباه، كما في إثبات إمامة الجواد عليه السلام والإمام الهادي عليه السلام وإمام الزمان عجل الله تعالى فرجه. في صباهم، حيث يُستند في ذلك إلى نبوة يحيى عليه السلام في صباه أيضاً. يعتبر الصابئة أو المندائيون أنفسهم أتباع النبي يحيى، وهناك مقام في الجامع الأموي بدمشق يعرف بمزار يحيى. حياته: لم يكن لزكريا عليه السلام ولد حتى كبر في السن. وذات يوم رأى مريم عليها السلام وما حصلت عليه من الجنة،"فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ" (ال عمران 37) فسأل الله أن يرزقه ولداً، وقال: "رَبِّ هَبۡ لِي مِن لَّدُنكَ ذُرِّيَّةٗ طَيِّبَةًۖ إِنَّكَ سَمِيعُ ٱلدُّعَآءِ" (ال عمران 38) وأكد زكريا في دعائه على عدم وجود من يرث آل يعقوب يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا" (مريم 6). وخوفه من الأقارب من بعده "وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا" (مريم 5) استجاب الله دعوته فبشـره بولدٍ يَٰزَكَرِيَّآ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَٰمٍ" (مريم 7) بالرغم من شيخوخته وزوجته العاقر. أم النبي يحيى اسمها ایشاع، أو الیصابات، أو إليزابث وهي خالة السيدة مريم عليها السلام، وكانتا قد حملتا بطفليهما في نفس الوقت. ولقد سمّى الله مولود زكريا قبل أن يولد كما جاء في سورة مريم: "ٱسۡمُهُۥ يَحۡيَىٰ لَمۡ نَجۡعَل لَّهُۥ مِن قَبۡلُ سَمِيّٗا" (مريم 7). سبب التسمية: ذُكرت أسبابٌ مختلفة حول سبب تسمية يحيى؛ ومنها أن الله أزال بحضوره عقم أمه وأحياه. وقال البعض أيضاً إن الله أحياه بالإيمان، أو أن الله أحيا قلبه بالنبوة، ولم يُسمَّ أحد قبله بهذا الاسم. ويحيى عليه السلام معروف عند المسيحيين باسم يوحنا المعمدان، وسبب هذا الاسم أنّ عيسى عليه السلام قد غُسِّل بواسطته غُسل التعميد، وهو أحد تقاليد الدين المسيحي، فبحسب عقيدتهم أن القيام بهذا الغسل يؤدي إلى التطهير من الذنوب، وتکريس النفس لخدمة وطاعة الله. الخصائص الأخلاقية: ورد في المصادر خمس صفات ليحيى، هي: الإيمان بالمسيح، ومكانة السيادة والريادة في العلم والعمل، والنبي الصالح، والزهد والعظمة "فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ" (ال عمران 39). وفي خصوص زهده ذكر أن نبي الإسلام صلی الله عليه وآله وسلم قال: (كان من زهد يحيى بن زكريا عليهما السلام أنه أتى بيت المقدس، فنظر إلى المجتهدين من الأحبار والرهبان، عليهم مدارع الشعر وبرانس الصوف ويعبدون الله، فتدرع المدرعة على بدنه، ووضع البرنس على رأسه، ثم أتى بيت المقدس، فأقبل يعبد الله عز وجل مع الأحبار حتى أكلت مدرعة الشعر لحمه). وقيل إن زكريا لما كان يتحدث إلى الناس ويرى يحيى بينهم لم يكن يذكر شيئاً عن النار للطافة روحه وبكائه الشديد عند سماع أسمائها وصفاتها. روي في الكافي عن الإمام علي عليه السلام: بكى يحيى كثيراً ولم يضحك، أما عيسى بن مريم فضحك وبكى، وكان عمل عيسى عليه السلام أفضل من يحيى. وفي رواية أخرى حول تفضيل يحيى نقل أنه لا يحق لأحد أن يقول أنا أفضل من يحيى؛ لأنه لم يرتكب أيّ معصية ولم يلتفت إلى أيّ امرأة. وقد اعتبر البعض أن هذه الرواية تتعارض مع بعض التعاليم الإسلامية ولم يقبلوها.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك