الدكتور فاضل حسن شريف
جاء في دعاء السمات (وَاَسْأَلُكَ اللّهُمَّ بِمَجْدِكَ الَّذى كَلَّمْتَ بِهِ عَبْدَكَ وَرَسُولَكَ مُوسَى بْنَ عِمْرانَ عَلَيْهِ السَّلامُ فِى الْمُقَدَّسينَ فَوْقَ اِحْساسِ الْكَرُّوبينَ (الْكَرُّوبِيّينَ) فَوْقَ غَمآئِمِ النُّورِ فَوْقَ تابُوتِ الشَّهادَةِ فى عَمُودِ النّارِ وَفى (وَاِلى) طُورِ سَيْنآءَ وَفى جَبَلِ حُوريثَ فِى الْوادِ الْمُقَدَّسِ فِى الْبُقْعَةِ الْمُبارَكَةِ مِنْ جانِبِ الطُّورِ الْاَيْمَنِ مِنَ الشَّجَرَةِ وَفى اَرْضِ مِصْرَ بِتِسْعِ آيات بَيِّنات)
قال الله تعالى فى كتابه الكريم عن تكليم موسى عليه السلام "وَرُسُلا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلا لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا" (النساء 164)، في الوادي المقدس "إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ ۖ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى" (طه 12). قال الله تبارك وتعالى "فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ ۖ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَٰلِكَ ظَهِيرٌ" (الترحيم 4) روي عن بحار الأنوار أن الكروبيين خَلْقٌ من الملائكة، و جبرئيل عليه السَّلام هو رأس الْكَرُوبِيِّينَ. وعن أبي عبد الله قالَ: (إن الْكَرُوبِيِّينَ قوم من شيعتنا من الخلق الأول جعلهم الله خلف العرش، لو قَسَّمَ نور واحدٍ منهم على أهل الأرض لكفاهم، ثم قال إن موسى عليه السَّلام لما أن سأل ربه ما سأل، أمر واحدا من الْكَرُوبِيِّينَ فتجلى للجبل فجعله دكا). قوله تعالى "وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ" (البقرة 57)، و "وَظَلَّلْنَا عَلَيْهِمُ الْغَمَامَ" (الاعراف 160) الغمائم: جمع غمامة، وهي السحائب البيض. سمّيت غمامة لسترها، لأنّها تغمّ الماء في أجوافها أي تستره. عن التابوت يقول الله عز وجل "وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَن يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِّمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَىٰ وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلَائِكَةُ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ" ﴿البقرة 248﴾، و "أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِّي وَعَدُوٌّ لَّهُ ۚ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَىٰ عَيْنِي" ﴿طه 39﴾ عن موقع حديث نت: والتابوت: هو صندوق التوراة، وهو الّذي أنزله اللّه على اُمّ موسى فوضعته فيه فألقته في البحر، فلمّا حضرت موسى الوفاة وضع فيه الألواح ودرعه وما كان عنده من آثار النبوّة، وأودعه وصيّه يوشع عليه السلام، وبالجملة تابوت بني إسرائيل معروف. عمود النار: قيل: إنّ الغمام تظلّ التابوت بالنهار، ويشرق عليه بالليل عمود من نار، وكان يدلّهم على الطريق ليلاً. في البحار: النور بدل النار. جاء في مجمع البيان: قال الطبرسي: كان الغمام يظلّ بني إسرائيل من حرّ الشمس، ويطلع بالليل عمود من نور يضيء لهم. عن طور سيناء يقول الله تعالى "وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِن طُورِ سَيْنَاءَ تَنبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِّلْآكِلِينَ" ﴿المؤمنون 20﴾، و "وَطُورِ سِينِينَ" ﴿التين 2﴾، و الوادي المقدس "إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ ۖ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى" (طه 12) عن موقع حديث نت: الوادي المقدّس بقرب بيت المقدس، وهو واد طيّب كثير الزيتون، قيل: إنّ موسى عليه السلام قبض فيه. ومصر هي المعروفة. وعن أرض مصر يقول الله تعالى "وَنَادَىٰ فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَـٰذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي ۖ أَفَلَا تُبْصِرُونَ" ﴿الزخرف 51﴾، و "اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلْتُمْ" ﴿البقرة 61﴾، و "وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ وَأَخِيهِ أَن تَبَوَّآ لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ ۗ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ" ﴿يونس 87﴾. وجبل حوريث: جبل بأرض مدين خوطب عليه موسى عليه السلام أوّل خطابه. والشجرة: هي المشار إليها بقوله تعالى: "فَلَمّا أتَاها نُودِيَ مِنْ شاطِئِ الوادِ الأيْمَنِ في البُقْعَةِ المُبارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أنْ يا مُوسَى إنِّي أنَا اللّهُ ربُّ العالَمينَ" (القصص 30) وفي الآية الوادي الأيمن والبقعة المباركة. يقول الله تعالى عن الطور الأيمن "وَنَادَيْنَاهُ مِن جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا" ﴿مريم 52﴾. والآيات البينات في القرآن الكريم "وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَىٰ تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ ۖ فَاسْأَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِذْ جَاءَهُمْ فَقَالَ لَهُ فِرْعَوْنُ إِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا مُوسَىٰ مَسْحُورًا" (الاسراء 101)، و "فأرسلنا عليهم الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم آيات مفصلات فاستكبروا وكانوا قوما مجرمين" (الاعراف 133). عن ابن عباس، حيث قال: التسع الآيات البينات: يده، وعصاه، ولسانه، والبحر، والطوفان، والجراد، والقمل، والضفادع، والدم آيات مفصلات.
وورد في دعاء السمات (وَيَوْمَ فَرَقْتَ لِبَنى اِسْرآئيلَ الْبَحْرَ وَفِى الْمُنْبَجِساتِ الَّتى صَنَعْتَ بِهَا الْعَجآئِبَ فى بَحْرِ سُوف، وَعَقَدْتَ مآءَ الْبَحْرِ فى قَلْبِ الْغَمْرِ كَالْحِجارَةِ، وَجاوَزْتَ بِبَنى اِسْرائيلَ الْبَحْرَ وَتَمَّتْ كَلِمَتُكَ الْحُسْنى عَلَيْهِمْ بِما صَبَرُوا وَاَوْرَثْتَهُمْ مَشارِقَ الْاَرْضِ وَمَغارِبَهَا الَّتى بارَكْتَ فيها لِلْعالَمينَ، وَاَغْرَقْتَ فِرْعَوْنَ وَجُنُودَهُ وَمَراكِبَهُ فِى الْيَمِّ)
قال الله سبحانه عن تفريق البحر لبني اسرائيل "وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ" ﴿البقرة 50﴾ ورد انه بحر القلزم. وقال السيّد ابن طاووس: بحر سوف: بلسان العبرانيّة: يمّ سوف، أي: بحر بعيد. جاء في موقع حديث نت فرقت البحر: أي: فلقت. أي: وبمجدك يوم فلقت البحر لبني إسرائيل، وبمجدك في يوم المنبجسات، وهي العيون الجارية من الحجر، وهي إشارة إلى قوله تعالى: "فانْبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتا عَشْرَةَ عَيْناً" (الاعراف 160)، أي: فانفجرت. بحر سوف: قيل: معناه: بحر بعيد القعر، وقيل: هو الّذي غرق فيه فرعون. وعقدت: أي: إنّه سبحانه عقد ماء البحر في كثرته وسيلانه كما يعقد الحجارة، وكأنّه إشارة إلى الكوى التي تراءى قوم موسى في البحر منها. تمّت على بني إسرائيل، أي مضت عليهم، وقوله: "بما صبروا" (الاعراف 137) أي بسبب صبرهم، وأورثهم أرض مصر والشام بعد العمالقة فانصرفوا في نواحيها الشرقيّة والغربيّة كيف شاءوا، وبارك لهم فيها بأنواع الخضر من الزرع والثمار والعيون والأنهار. مراكبه: جمع مركب وهي الأفراس وغيرها ممّا يركب، وليس المراد المراكب التي هي السفن. وفي بعض النسخ: مواكبه: جمع موكب، ركوب القوم للزينة، والمراد جيوشه وعساكره. واليمّ: البحر. قال الله سبحانه وتعالى عن وراثة بني اسرائيل مشارق الأرض ومغاربها "وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا ۖ وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَىٰ عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا ۖ وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ" (الاعراف 137). اليم: البحر بالعبرية "فَانتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ" ﴿الأعراف 136﴾، و "وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا ۖ حَتَّىٰ إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ" ﴿يونس 90﴾.
https://telegram.me/buratha
