الصفحة الإسلامية

اشارات قرآنية من مسند الامام المجتبى الحسن للعطاردي (ح 13)


الدكتور فاضل حسن شريف

جاء في کتاب مسند الإمام المجتبى أبي محمد الحسن بن علي عليه السلام للمؤلف عزيز الله عطاردي: قال الحسن عليه السلام: أمّا أنت يا مروان فلست سببتك و لا سببت أباك، و لكن اللّه عز و جل لعنك و لعن أباك، و أهل بيتك، و ذرّيتك، و ما خرج من صلب أبيك إلى يوم القيامة على لسان نبيه محمد، و اللّه يا مروان ما تنكر أنت و لا أحد ممّن حضر، هذه اللعنة من رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله لك و لأبيك من قبلك، و ما زادك اللّه يا مروان بما خوّفك الا طغيانا كبيرا، و صدق اللّه و صدق رسوله، يقول اللّه تبارك و تعالى: "وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ وَ نُخَوِّفُهُمْ فَما يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْياناً كَبِيراً" (الاسراء 60) و أنت يا مروان و ذريتك الشجرة الملعونة في القرآن و ذلك عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله عن جبرئيل عن اللّه عزّ و جل. فوثب معاوية فوضع يده على فم الحسن و قال: يا أبا محمد ما كنت فحاشا و لا طيّاشا، فنفض الحسن عليه السلام ثوبه، و قام فخرج، فتفرّق القوم عن المجلس بغيظ و حزن و سواد الوجوه في الدنيا و الآخرة.

عن احتجاج الإمام الحسن في الإمامة: قال صلوات الله عليه: لامتي اثنا عشر إمام ضلالة، كلّهم ضالّ مضلّ عشرة من بني اميّة، و رجلان من قريش، وزر جميع الاثني عشر و ما أضلّوا في أعناقهما ثمّ سمّاهما رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سمّى العشرة منهما، قال: فسمّهم لنا. قال: فلان و فلان، و صاحب السلسلة و ابنه من آل أبي سفيان، و سبعة من ولد الحكم بن أبي العاص، أولهم مروان، قال معاوية: لئن كان ما قلت حقّا هلكت، و هلكت الثلاثة قبلى، و جميع من تولّاهم من هذه الامة و لقد هلك أصحاب رسول اللّه من المهاجرين و الأنصار و التابعين، من غيركم و أهل البيت و شيعتكم. قال: ابن جعفر فانّ الذي قلت و اللّه حقّ سمعته من رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله، قال معاوية، للحسن و الحسين و ابن عباس، ما يقول ابن جعفر؟ قال: ابن عبّاس و معاوية بالمدينة أوّل سنة اجتمع عليه الناس بعد قتل عليّ عليه السلام: أرسل إلى الذي سمّى، فأرسل إلى عمرو بن أمّ سلمة، و اسامة، فشهدوا جميعا إنّ الذي قال ابن جعفر حقّ، قد سمعوا من رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله كما سمعه ثم أقبل معاوية الى الحسن و الحسين، و ابن عباس، و الفضل، و ابن أمّ سلمة و اسامة قال: كلكم على ما قال ابن جعفر؟ قالوا: نعم. قال معاوية: فإنكم يا بني عبد المطّلب لتدّعون أمرا، و تحتجون بحجة قوية إن كانت حقّا و انكم لتبصرون على أمر تسترونه و الناس في‌ غفلة و عمى، و لئن كان ما تقولون حقّا لقد هلكت الامة و رجعت عن دينها، و كفرت بربّها، و جحدت نبيها، إلّا أنتم أهل البيت و من قال بقولكم، و أولئك قليل في الناس. فأقبل ابن عبّاس على معاوية فقال: قال اللّه تعالى: "وَ قَلِيلٌ مِنْ عِبادِيَ الشَّكُورُ" (سبأ 13)، و قال: وَ قَلِيلٌ ما هُمْ‌، و ما تعجب منّي يا معاوية أعجب من بني إسرائيل إن السحرة قالوا لفرعون: اقض‌ ما أَنْتَ قاضٍ‌ فآمنوا بموسى، و صدّقوه، ثمّ سار بهم و من اتّبعهم من بني إسرائيل، فاقطعهم البحر و أراهم العجائب، و هم مصدّقون بموسى، و بالتوراة يقرّون له بدينه، ثمّ مرّوا بأصنام تعبد. فقالوا: يا موسى اجعل لنا إلها كما لهم آلهة، قال إنكم قوم تجهلون، و عكفوا على العجل جميعا غير هارون فقالوا: هذا إلهكم و إله موسى، و قال لهم موسى بعد ذلك: ادخلوا الأرض المقدّسة، فكان من جوابهم ما قصّ اللّه عزّ و جلّ عليهم، فقال موسى‌ "رَبِّ إِنِّي لا أَمْلِكُ إِلَّا نَفْسِي وَ أَخِي فَافْرُقْ بَيْنَنا وَ بَيْنَ الْقَوْمِ الْفاسِقِينَ‌" (المائدة 25). فما اتباع هذه الامة رجالا سوّدوهم و أطاعوهم، لهم سوابق مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله، و منازل قريبة منها، و اصهاره مقرّين بدين محمد صلى اللّه عليه و آله، و بالقرآن، حملهم الكبر و الحسد أن خالفوا إمامهم و وليّهم، بأعجب من قوم صاغوا من حليّهم عجلا ثم عكفوا عليه يعبدونه، و يسجدون له و يزعمون أنّه ربّ العالمين، و اجتمعوا على ذلك كلّهم غير هارون وحده، و قد بقي مع صاحبنا الذي هو من نبيّنا بمنزلة هارون من موسى من أهل بيته ناس، سلمان، و أبو ذرّ، و المقداد، و الزبير، ثمّ‌ رجع الزبير و ثبت هؤلاء الثلاثة مع إمامهم حتى لقوا اللّه.

وجاء في احتجاجه عليه السلام مع جماعة من قريش‌: و انشدكم اللّه أيها الرهط؛ أ تعلمون انّ عليّا حرم الشهوات على نفسه بين أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله فانزل فيه: "يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحَرِّمُوا طَيِّباتِ ما أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ" (المائدة 87) و أنّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله بعث أكابر أصحابه إلى بني قريظة، فنزلوا من حصنهم فهزموا، فبعث عليّا بالراية، فاستنزلهم على حكم اللّه و حكم رسوله، و فعل في خيبر مثلها! ثم قال: يا معاوية أظنّك لا تعلم أني أعلم ما دعا به عليك رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله لمّا أراد أن يكتب كتابا الى بني خزيمة، فبعث إليك ابن‌ عباس، فوجدك تأكل، ثمّ بعثه إليك مرة اخرى فوجدك تأكل، ثمّ بعثه إليك مرّة اخرى فوجدك تأكل، فدعا عليك الرسول بجوعك و نهمك إلى أن تموت. و أنتم أيها الرهط: نشدتكم اللّه، أ لا تعلمون أنّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله لعن أبا سفيان في سبعة مواطن لا تستطيعون ردّها. أوّلها: يوم لقى رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله خارجا من مكّة إلى الطائف، يدعو ثقيفا إلى الدّين، فوقع به و سبّه و سفهه و شتمه و كذّبه، و توعّده، و همّ أن يبطش به، فلعنه اللّه و رسوله و صرف عنه. و الثانية: يوم العير، اذ عرض لها رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و هي جائية من الشام، فطردها أبو سفيان، و ساحل بها، فلم يظفر المسلمون بها، و لعنه رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله، و دعا عليه، فكانت وقعة بدر لأجلها. و الثالثة: يوم احد، حيث وقف تحت الجبل، و رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله في أعلاه، و هو ينادي: اعل هبل! مرارا، فلعنه رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله عشر مرّات، و لعنه المسلمون. و الرابعة: يوم جاء بالأحزاب و غطفان و اليهود، فلعنه رسول اللّه و ابتهل. و الخامسة: يوم جاء أبو سفيان في قريش فصدّوا رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله عن المسجد الحرام، و الهدي معكوفا أن يبلغ محلّه، ذلك يوم الحديبية، فلعن رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله أبا سفيان، و لعن القادة و الأتباع، و قال: ملعونون كلّهم، و ليس فيهم من يؤمن، فقيل: يا رسول اللّه، أ فما يرجى الاسلام لأحد منهم، فكيف باللعنة؟ فقال: لا تصيب اللعنة أحدا من الأتباع، و أما القادة فلا يفلح منهم أحد. و السادسة: يوم الجمل الاحمر. و السابعة: يوم وقفوا لرسول اللّه صلى اللّه عليه و آله في العقبة ليستنفروا ناقته، و كانوا اثني عشر رجلا، منهم أبو سفيان. فهذا لك يا معاوية.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك