الصفحة الإسلامية

اشارات الشهيد السيد محمد باقر الحكيم عن القرآن الكريم من سورة فاطر (ح 80)


الدكتور فاضل حسن شريف

جاء في علوم القرآن للسيد محمد باقر الحكيم: كان السجود لغير الله حراما لأنه يستخدم عادة في العبادة، فاريد للانسان المسلم أن يتنزه عما يوهم العبادة لغير الله تعالى. وأما إذا كان السجود للتعظيم وبأمر من الله تعالى، فلا يكون حراما، بل يكون واجبا. ولكن يبقى السؤال: أن هذا السجود ماذا كان يعني؟ فقد ذكر بعض المفسرين - انطلاقا من فكرة أن هذا الحديث لا يراد منه إلا التربية والتمثيل وليس المصاديق المادية لمفرداته ومعانيه أن السجود المطلوب انما هو خضوع هذه القوى المتمثلة بالملائكة للانسان، بحيث إن الله تعالى أودع في شخصية هذا الانسان وطبيعته من المواهب ما تخضع له هذه القوى الغيبية وتتأثر بفعله وارادته: "ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا" (فصلت 30). كما أنه يمكن أن يكون هذا السجود سجودا حقيقيا بالشكل الذي يتناسب مع الملائكة، ويكون طلب السجود منهم لادم من أجل أن يعبروا بهذا السجود عن خضوعهم أو تقديسهم لهذا المخلوق الإلهي المتميز، بما أودع الله فيه من روحه ووهبه العلم والإرادة والقدرة على التكامل والصعود إلى الدرجات الكمالية العالية. ولعل هذا المعنى الثاني هو الظاهر من مجموعة الصور والآيات القرآنية التي تحدثت عن هذا الموضوع، حيث نلاحظ أن امتناع إبليس عن السجود انما كان بسبب الاستكبار لتفضيل هذا المخلوق، حيث كان يطرح في تفسير عدم السجود أنه أفضل من آدم. وإذا كان من الجن فلماذا وضع إلى جانب الملائكة في هذه القصة؟ وتذكر عادة للاستدلال على أن إبليس من الجن وليس من الملائكة ويختلف عن طبيعة الملائكة عدة شواهد، إضافة إلى وصف القرآن الكريم له بذلك، ومن هذه الشواهد أن أوصاف الملائكة لا تنطبق على إبليس، حيث إنهم وصفوا بالطاعة وقد تمرد إبليس، ووصفوا بأنهم رسل: "جاعل الملائكة رسلا اولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع" (فاطر 1)، ومن هذه الشواهد أن الملائكة لا ذرية لهم، إذ لا يتناسلون ولا شهوة لهم.

عن موقع مؤسسة تراث الشهيد الحكيم عن مفهوم الامة في السياق القرآني للدكتور محمد جعفر العارضي: الأمَّة: جماعة تجتمع على أمر ما، من دين، او مكان ،او زمان. وردت لفظة (الأُمَّة) في القرآن الكريم في دلالتها الاجتماعية 56 مرة. وعلى الرغم من تعدد السياقات التي تحتوي هذه اللفظة، وكثرة تفريعاتها، ومن ثمَّ كثرة دلالاتها، الا إنَّنا نجد السيد محمد باقر الحكيم قدس سره قد أدار هذا التعدد السياقي وعالجه معالجة شاملة منتجة، فبدا ممهدا تارة، و مستنتجا تارة اخرى … فتناول مفهوم (الأُمَّة) بلحاظين هما: تناوله بلحاظ دلالته على البعد الاجتماعي المجرد، بمعنى دلالته على (مجرد الجماعة) البشرية التي تربطها رابطة الاجتماع. ورد لفظ الامة منها "إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ" (فاطر 24). وتناوله بلحاظ دلالته على البعد المعنوي و الفكري للجماعة البشرية.

عن المجتمع الانساني في القرآن الكريم للشهيد السيد محمد باقر الحكيم قدس سره: الإنسان والمجتمع الإنساني هدف أساسي في القرآن الكريم لما حظي به الكائن البشري من كرامة عند الله، ومكانة في الكون، وقدرة على الخلافة. وسور القرآن الكريم تتناول جوانب شتى مما يرتبط بالإنسان والمجموعة البشرية في إطار عقائدي تارة واجتماعي وتاريخي وأخلاقي تارة أخرى. والأستاذ الباحث بدأ الحلقة الأولى بمباحث تمهيدية ثم يتناول في هذه الحلقة موضوع استخلاف الإنسان في الأرض. خلافة آدم والإنسان: قضية الاستخلاف هذه تشتمل على جانبين وفصلين: الفصل الأول: يتناول معنى الاستخلاف، والحكمة، والعلة فيه ومبرراته، وهذا الجانب من قصة آدم يشير إليه القرآن الكريم في عدة مواضع، ولكن أكثرها تفصيلاً ووضوحاً الآيات الأربع الأولى من هذا المقطع الشريف، وذلك لأن جميع آيات الاستخلاف تتحدث عن هذا الموضوع - أيضاً - إلا أنها تتحدث عن استخلاف الإنسان عموماً، مثل قوله تعالى:"هو الذي جعلكم خلائف في الأرض فمن كفر فعليه كفره ولا يزيد الكافرين كفرهم عند ربهم إلا مقتا ولا يزيد الكافرين كفرهم إلاّ خسارا" (فاطر 39).

عن كتاب علوم القرآن عن القصص القرآنية للسيد محمد باقر الحكيم: اختصاص القصة بأنبياء الشرق الأوسط: وأما الظاهرة الثانية فمن الملاحظ ان القرآن الكريم تحدث عن مجموعة من الأنبياء يشتركون في خصوصية: أنهم يعيشون جميعا في منطقة الشرق الأوسط، أي المنطقة التي كان يتفاعل معها العرب الذين نزل القرآن في محيطهم ومجتمعهم. وقد تفسر هذه الظاهرة لأول وهلة بأن النبوات لما كانت بالأصل في هذه المنقطة ومن خلالها انتشر الهدى في جميع أنحاء العالم، حيث كانت البشرية تعيش في البداية بهذه المنطقة ولا يوجد في المناطق الأخرى نبوات وأنبياء، كما قد يفهم ذلك من خلال الاستعراض التأريخي للنبوات وتأريخ الانسان في التوراة، وحينئذ لا تعني هذه الخصوصية ظاهرة تحتاج إلى تفسير، بل هي قضية فرضتها الحقيقة التأريخية ويكفي في تفسيرها هذا الواقع التأريخي. الرسالات الإلهية لا تختص بمنطقة الشرق الأوسط: ولكن توجد شواهد في القرآن الكريم تنفي هذا التفسير لهذه الظاهرة، فالقرآن يشير في بعض آياته إلى أن هناك مجموعة أخرى من الأنبياء لم يتحدث عنهم، مع أن حياتهم لا بد وأنها كانت زاخرة بالاحداث شأنهم في ذلك شأن الأنبياء الآخرين "إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ" (فاطر 24).

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك