الصفحة الإسلامية

مجلس حسيني زيارة الحسين {ع} كيف نشأت المواكب الحسينية


هذي دِمِــــــاكَ على فمي تـَـتـَـكلـّـمُ * مَاذَا يَقولُ الشـّـــعرُ إنْ نَطقَ الدمُ

يا ســـائرينَ إلى الطفوفِ تـَطهّروا * وإذا وصلتـُمْ كربلاءَ فـَاحرمُـــوا

لو في يدي وَوضعـت كفي جيدهــــا ***وحَملتُ عنها ما بــهِ تـَتـَـألـّمُ

وإذا المطيُّ بـِكـُم وَصــلنَ مَزارَها **فـَظهورهَنَّ على الرجــالِ تـُحرَّمُ

طوفوا بـِكـَــعْبَتها َلَبُّوا وَاهْتفـُوا**هذا مقامُكَ مِــــنْ سَـــماها أعظمُ

فـَلأنْ سَريتَ مِنَ الحطيمِ فإنـَّما **** إنى نـَزلتُ هـِـيَ الحطيمُ وزمزمُ

أأبا الهواشـــــــم لا عليك فإنما *ذِقنا مِــن الكأسِ الذي لكَ قدّمـُــــوا

عجبا ولم أر قبلَ يومكَ في الورى** دمعاً يســـيلُ على فمٍ يـتبســـمُ

نحن مقبلون هذه الايام على شعيرة عالمية هي زيارة الاربعين يشترك فيها المسلمون وغيرهم من الاديان السماوية. بل حتى الغير دينيين وهذا يعني ان زيارة الاربعين وطريقة ممارسها انتشرت بشكل فاق التوقعات. ولهذه الزيارة خصوصية يعرفها الجميع. كيف بدات الزيارة وما هي الظروف التي مرت على زوار الحسين{ع} طيلة الفترة.

** كثير من الناس يتوجهون الى كربلاء في الاربعين . لو سالتهم عن زيارتهم يقولون:{نريد استقبال زينب والامام زين العابدين}هل هذا القول جانب شرعي للزاحفين لقبر الحسين{ع}؟موقفنا من زينب .من خلال حديث رسول الله{ص} اني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي ما ان تمسكتم بهما لن تظلوا بعدي ابدا . اذن ما يأتينا من الائمة يجب التمسك به.

هناك مصادر تذكر رواياتٍ عن زينب انها كانت تحدِّثُ عن جدِّها (ص) بمحضر أخويها الحسنين، وهما حجة الله في الارض.. وما أن تتمَّ حديثها حتَّى يُبادرها الحسن{ع}قائلًا:(زادَكِ الله كمالًا، نعم. كما تقولين، ليبين حقيقة زينب للناس انها حَقًّا من شجرة النبوة }.ذه شهادة الإمام الحسن (ع) فيها، أمَّا شهادة الحسين{ع} ورد (أنَّها دخلت على الحسين (ع) وكان يقرأ القرآن، فوضع القرآن على الأرض وقام إجلالًا لها،هذا الفعل يذكِّرنا بفعل الرسول اتِّجاه الزهراء (ع) عندما كانت تدخل عليه، ممَّا يوحي بوراثة السيادة من أمِّها؛ لتكون بعدها سيِّدة، وأمَّا مع الإمام زين العابدين (ع) إنَّه كان لزينب {نيابة خاصة} من الحسين (ع)، وكان الناس يرجعون إليها في الحلال والحرام حتى برئ زين العابدين (ع) من مرضه وشهادته لها بقوله:(أنتِ بحمدِ اللهِ عالِمة غيرُ معلَّمةٍ، وفاهِمةٌ غيرُ مفهَّمةٍ)..

*(لو لاحظت تصرفات الشيعة في اقامة المجالس الحسينية) جميع ممارساتهم مستمدة من الشارع المقدس .ابين رواية للمجلسي في البحار عن الرسول(ص): أنّه لمّا أخبر فاطمة(ع) بقتل ولدها الحسين(ع) وما يجري عليه ، بكت فاطمة بكاءً شديداً، قالت: يا أبت! متى يكون ذلك؟ قال: (في زمان خالٍ منّي ومنك ومن عليّ). فقالت: يا أبت! فمن يبكي عليه، ومن يقيم عليه العزاء ؟ فقال النبيّ(ص): (يا فاطمة! إنّ نساء أُمّتي يبكون على نساء أهل بيتي، ورجالهم يبكون على رجال أهل بيتي، ويجدّدون العزاء جيلاً بعد جيل فإذا كان القيامة تشفعين أنت للنساء وأنا أشفع للرجال، وكلّ من بكى منهم على مصاب الحسين أخذنا بيده وأدخلناه الجنّة) .اذن اقامة العزاء مرغوب عند رسول الله{ص}وعند علي والزهراء{ع}.

*** هل انتهى موقف الامويين والعباسيين والحاقدين من قتل الحسين {ع} بعد شهادته..؟ بصريح العبارة لماذا يهتم اعداء الحسين بمهاجمة زواره والذين يقيمون العزاء لمواساة الرسول واله؟ .يحتفلون بشهادة الحسين {ع} يرقصون ويوزعون الحلويات. ويسمونه يوم الظفر..ماذا كانت ردود افعال الائمة المعصومين عن هذه التصرفات وبماذا اوصوا شيعتهم.؟

ـــ اذكر بداية احتفالات القوم بمناسبة عاشوراء . ولجوئهم الى التراث اليهودي وتطبيقه على معركة الطف .سأذكر نصا عن الاحتفال بيوم عاشوراء .كتب استاذ : كنت أسمع عن الشعوب التي اتخذت من يوم عاشوراء (عيداً)،تتبادل فيه التهاني، يصومون ذلك اليوم،لم أصدّق الحكاية، حتى تسنى لي العمل كأستاذ جامعة في إحدى الدول الافريقية ، فوجئت بالأشقاء في تلك الدولة يقبلون عليَّ في صبيحة عاشوراء، مهنئين يرددون( كل سنة وأنت طيب) أو( كل عام وأنتم بخير)،وطرقوا باب بيتي وقدموا حلويات ،وسألوني :أنت صائم؟! يتبين ان الامة منقسمة في شعيرة يوم العاشر, قسم يحزنون وقسم يعتبرونه عيدا. شاركتهم الاحتفال لوقت قصير وقررت ان اسال شيخ المدينة وامام الجمعة والجماعة.

** أخبرني أحد زملائي من أساتذة الجامعة أنها عادة اجتماعية متوارثة أكثر منها مناسبة دينية، فقلت له أن العادات في المجتمع الإسلامي ينبغي ألا تتقاطع مع الدين،وليس في الإسلام سوى عيدين هما عيد الفطر وعيد الأضحى. .ووجدته حائراً مثلي، بيد أنه وعدني أن نلتقي في المسجد القريب، عند صلاة الجمعة، ونطرح هذا الموضوع على شيخ المسجد، وهو من خريجي الأزهر في مصر، لعلنا نحظى بالجواب الصحيح. في ظهيرة الجمعة، كنا نجلس في المسجد، فارتقى الشيخ المنبر، والقى خطبة الجمعة، فوجئت بإشارته إلى فضائل شهر محرم الحرام،{في أول يوم منه هاجر الرسول الكريم إلى المدينة المنورة، وفي العاشر منه نجا سيدنا نوح{ع} من الطوفان ،وانتصر موسى(ع) وقومه على فرعون، الذي غرق مع جنوده في البحر {وصار يعدد مواقف الانبياء} التي حدثت في يوم العاشر وكان الله لم يخلق يوما غيره.!! هذه الاهداف معروفة .

لم يذكر الشيخ أي نص قرآني أو حديث نبوي يؤكد ارتباط هذه الأحداث بيوم عاشوراء، وبخاصة ما يتعلق بنوح وموسى{عليهما السلام} اذن لا بد ان يكون هناك تفسير اخر خاصة ان اهل تلك المناطق لا توزع حلويات طيلة ايام السنة الا في يوم العاشر. ثم ان الشيخ لم يتطرق{متعمدا إلى استشهاد الإمام الحسين(ع) بل انتقد الشيعة ووصفهم انهم يشوهون هذه المناسبة السعيدة، ويجعلونها يوماً للحزن وإيذاء الجسد!. .قلت في نفسي: ماذا يمكن أن أسال هذا الشيخ، بعد أن قال كل شيء،. انه مسرور بقتل الحسين {ع} ولم يترك لي مجالا للسؤال. هذه الحالات تجعل اغلب الناس لا يعرفون عن مصيبة كربلاء, والان عندنا بعض ممن باع ضميره بثمن بخس وصار ينال من ذكرى استشهاد الحسين{ع} بعد ان منحوه جنسية من دولة خليجية وامتيازات اعلامية . فلا يعرف الحديث سوى مهاجمة الشيعة . ويقول كان جدي مجتهدا.!!! وكان يسكن مدينة مقدسة.

** نعود الى الاحتفال بيوم العاشر : لا يوجد نص قراني في الكتاب المقدس يذكر أي كلمة عن الاحتفال والكرامات ونجاة الانبياء في اليوم العاشر . اذن كل من نقل اراء شرعية للاحتفال هو مفتري على القران الكريم. ولو تابعت جميع احاديث النبي الاكرم {ص} لا توجد فقرة يحث فيها امته للفرح والاحتفال في غير العيدين الفطر والاضحى. ثم جاء بعدهما في حجة الوداع تتويج الامام علي {ع} بالولاية.. فنفرح ويدخلنا السرور كوننا نلتزم بإكمال الدين واتمام النعمة. ونصرة لنبينا محمد{ص} نحتفل بيوم الغدير. اما الاحتفال بغير هذه الاعياد {فانها لا تمت للاسلام بصلة بل جاءت رواية في البخاري ومسلم فقط}قالا انها من عادة اليهود كانوا يصومون وحين هاجر النبي {ص} الى المدينة قال نحن اولى بموسى وصار ذلك اليوم . ولما انزل الله تشريع صيام شهر رمضان . ترك صيام يوم العاشر كما يقولون.. وخير الناس بصومه او تركه...لعمري لماذا لم ياخذوا بعشرات الاحاديث التي تقول ان النبي {ص} بكى من اجل الحسين{ع} ووصفه بسفينة النجاة .. وانه سيد شباب اهل الجنة وانه واخيه الحسن{ع} ريحانتاه من الدنيا. وان الله لم يخلق سماء مبنية وارضا مدحية وفلك يسري الا لأجلهم . تركوا كل هذا.؟ وسابين ما ذهب اليه ان يوم العاشر (عيد تحديدا) وردت كلمة(عاشوراء) في(البخاري) خمس وعشرين رواية، وفي(صحيح مسلم) سبع وعشرين رواية عن حياة الرسول (ص) ولم يرد أبداً نص أو كلام نطقه شخصياً على أنها عيد أو مناسبة سعيدة تقتضي الاحتفال.!! فمن اين جاء الاحتفال بيوم العاشر .؟.

** يعرف من خلال التاريخ وبحوث المؤرخين ان الاحتفال بيوم عاشورا كعيد ويوم فرح انما هو من بدع بني امية واذنابهم في الشام .. واول من احتفل فيه بالعراق الحجاج بن يوسف الثقفي .ثم وملوك بنى ايوب جماعة صلاح الدين الايوبي الذي قتل عشرات الالاف من الشيعة في مصر وقضى على الدولة الفاطمية وجعل الاحتفال بيوم العاشر بدلا من البكاء والنياحة وجاءوا يقولون لنا ان النبي صام يوم العاشر . اليك المصادر..!

عن المقريزى .والاثار الباقية لابى ريحان البيرونى قال :ان بني امية لبسوا يوم العاشر الجديد و تزينوا واكتحلت نساءهم وعيّدوا ورقصوا في الشوارع وجرت هذه المراسم طيلة ايام ملكهم. و بقيت أثارها الى يومنا هذا فى بعض البلدان واضاف المقريزي :ان بني امية اتخذوا اليوم الاول من صفر عيداً لهم حين ادخل فيه راس الحسين (ع).

**و قال المقريزى: «انه لما كانت الخلفاء الفاطميون بمصر كانت تتعطل الاسواق فى يوم- عاشورا- ويعمل فيه السماط وينحرون الابل وظلَّ الفاطميون يجرون على ذلك كل ايامهم فلما زالت الدولة الفاطمية، اتخذ ملوك من بنى أيوب يوم عاشورا يوم سرور يوسعون فيه على عيالهم ويكتحلون (جرياً على عادة اهل الشام التى سنها لهم الحجاج) فى أيام عبدالملك بن مروان ليرغموا بذلك انوف شيعة على {ع}الذين يتخذون يوم عاشورا يوم عزاء و حزن على الحسين بن على (ع) ..

** وهناك فتاوى صدرت من بعض الائمة المخالفين لاهل البيت باعتبار ان الامام الحسين{ع} قتل بسيف جده .. وانه شق عصا الامة وخرج على امام زمانه يزيد وان شيعة العراق هم الذين قتلوا الحسين وغدروا به. كما سمعنا بأحد ابواق الفتنة في العراق. بالمقابل :.. ماذا رد الائمة المعصومون على هؤلاء الحاقدين الراضين بقتل الحسين{ع} .

اراك بحيرة ملئتك دوما // وشتتك الهوا بينا فبينا // فطب نفسا وقر بالله عينا // اذا شئت النجاة فزر حسينا// لكي تلقى الاله قرير عينا// اذا علم الملائك منك عزما // تروم زيارته كتبوك رسما // وحرمت الجحيم عليك حتما // فان النار لا تمس جسما// عليها غبار زوار الحسين// .............. دمعي اسا يجري لاي مصيبة // زنواظري تجري لاي رزية// سالت عليك ادمعها لمحبة // تبكيك عيني لا لاجل مثوبة // لكنما عيني لاجلك باكية.

مَن زاره ماشياً :عن الإمام الصادق{ع}قال : إنّ الرجل ليخرج إلى قبر الحسين{ع}"فله إذا خرج من أهله بأوّل خطوة مغفرة ذنوبه ، ثمّ لم يزل بكلّ خطوة حتّى يأتيه ، فإذا أتاه ناجاه الله تعالى فقال : عبدي سلني اعطك ادعني اجبك ، اطلب مني اعطك ، سلني حاجةً اقضها لك ، قال : وقال أبو عبد الله{ع}:وحقّ على الله أن يعطي ما بذل (كامل الزيارات لابن قولويه القمي : ۲٥۳ ، الحديث ۳۷۹ ). وجاءعن عبد الله بن هلال ، عن الصادق(ع)قال : قلتُ له : جعلت فداك ما أدنى ما لزائر الحسين{ع} فقال لي :يا عبد الله إنّ أدنى ما يكون له أن يحفظه في نفسه وأهله حتّى يردّه إلى أهله ، فإذا كان يوم القيامة كان الله الحافظ له .

ـــ اما كرامات خدام وزوار الحسين :عن عبد الله الطحان ، عن الصادق{ع}قال :ما من أحد يوم القيامة إلّا يتمنّى أنّه من زوّار الحسين لما يرى ممّا يصنع بزوّار الحسين{ع} من كرامتهم على الله تعالى .وقال: مَن سرّه أن يكون على موائد النور يوم القيامة فليكن من زوّار الحسين بن علي {ع}.وعشرات الاحاديث..

تنقسم المجالس تاريخيا الى قسمين .. الاول: العائلة النبوية تجدد ذكرى الفاجعة , ابتدأت المجالس في بيت زينب وام البنين وزوجة الحسين الرباب يبكون عليه رجالاً و نساءً , كلما رأوا الماء تذكروا عطش الحسين . فلم يهنئوا بطعام و لا منام. وحين عرف الموالون لآل البيت صاروا يفدون على بيوت آل النبي( ص) بالمدينة معزين و مواسين وكل واحد يعبّر عن مشاعره و أحزانه لهذه المصيبة .حتى تركوا ثروة أدبية رائعة في أدب الطف .. كان الشاعر« الكُميت بن زيد الأسدي» يزور اهل البيت بالمناسبة ,جعل معظم قصائده في مدح بني هاشم ومصائب آل الرسول {ص} حتى سميت قصائده « بالهاشميات» وكان ينشدها في مجالس علي بن الحسين والصادق والباقر(ع).وكانت بيوت آل محمد{ص} مجللة بالحزن و السواد وازدادت عليهم الضغوط الاموية لترك العزاء الحسيني . حتى نهضت الشعائر في العراق من قبل الشيعة الابطال أمثال المختار الثقفي وإبراهيم بن مالك الأشتر وسليمان بن صرد الخزاعي والمسيّب الفزاري وغيرهم بعدما أخذوا ثأر الحسين وقتلوا جميع المشاركين بقتله ولكن لم تهدأ الحرارة في نفوس اهل العراق فصارت الانتماء لآل البيت من خلال المآتم التي تقام في بيوتهم طيلة ايام السنة. ولما قرأ الكميت قصيدة للأمام زين العابدين, قال له يا كميت: ثوابك نعجز عنه ولكن الله لا يعجز عن مكافأتك » فقال الكميت: سيدي إن أردت أن تحسن إليّ فامنحني بعض ثيابك التي على جلدك أتبرّك بها فنزع الإمام ثيابه و دفعها إليه ودعا له .

ومن الشعراء المشهورين الذي ابكوا اهل البيت السيد الحميري ..في ايام محرم ولعله في الاربعينية من صفر زار الامام الباقر{ع} ليلقي قصيدته فقال له الامام تريث وجاء الامام بنساءه وجعلهم خلف الباب وقال له اقرأ :

امرر على جدث الحسين //وقل لأعظُمِه الزكيّهْ // يا أعظُماً لا زلتِ من // وَطفاءَ ساكبةٍ رويّهْ //ما لَذَّ عيشٌ بعد رضِّك//ِ بالجياد الأعْوَجِيّهْ//فإذا مررتَ بقبرهِ//فأطلْ به وقفَ المطيّهْ// كبكاءِ مُعْوِلَة غَدت//يوماً بواحدِها المنيِّهْ

فما بلغ هذا الحد حتى أخذت الدموع تنحدر على خد الامام وارتفع الصراخ من داره ,فأمره الإمام بالإمساك قال له امسك أمسك لانه خاف على الهاشميات وهن يتذكرن مصيبة كربلاء. ثم أوصله بهدية ..وكانت نتائج هذه المجالس الحسينية انها اسست عقيدة حسينية راسخة ضد الظلم والاستكبار, واخذت دورها الفعّال في جمع صفوف المحبين للوقوف ضد الأمويين فبدات عمليات المنع والقتل .. وتوجها المتوكل العباسي بهدم قبر الحسين{ع} وال بيته واصحابه .

مهما حاول اعداء الحسين منع شيعته ومحبيه منعهم من زيارته. وهذه قصيدة الشاعر الحاج رسول محي الدين رسمت ظلم شعارات اعداء الحسين {ع} وسجل تاريخ المأتم والزيارات رغم التيارات الحاقدة على ال محمد{ص}. (**)يـحـسـيـن بـضـمـايرنه // صحنه بيك آمنه/لا صـيـحة عواطف هاي// لا دعوة و مجرد رآي/هـذي مـن مـبـادئـنـه / صـحنه بيك آمنه// مـر بـيـنـه اعلى حبكم دور/ لا ينسّه او لا يخفه /مـن عـدوانـك الـجـانـت / بـينه اتريد تتشفّه/ عـلـيـنـه أفـرضـوا أحكام/ بلا رحمة ولا رأفه /ثـبـتـنـه بـثـقـه اوبـرهـنّه / للظالم رغم أنفه/حـتـى مـن نـجـي انـزورك على العاده المأتلفه/يـتـحـجـج عـلـيـنه ايريد/ يمنعنه بألف حرفه

قـال الـلـي يـزور احـسين وله مهما يكن ظرفه / عـلـى مـيـة ذهـب يـدفع /رسم ازيارته ايكلفه /دفـعـنـه او كـل شخص منه/ يشعر بعده ما وفّه/ شـنـهـو الذهب شنهو المال/ اليحب يتوطن الحتفه/رد قـال الـيـزور احـسـين/ امن ايده تنقطع جفه/انـطـيـنـه اجفوفنه بالحال/ ركضنه انزورك ابلهفه/عـنـك ما منعنه الخوف/ قطعوا من ايدينه اجفوف/مـن الألـم مـا صـحـنـه / صحنه بيك آمنه...** قال الإمام الصادق لاصحابه : مامن أحد قال في الحسين(ع) شعراً فبكى و أبكى به إلاّ أوجب الله له الجنة »

هكذا كان الشعراء يتبارون في الرثاء و الإبداع بهذه المناسبة ، ايها أبا الأحرار أي كريمة //تبني الخلود، وليس منك لها أب //أنت الذي أعطيت ما أعيا الورى// تصديقه، ووهبت ما لا يوهب // ووقفت للتاريخ تشمخ هاتفا // سيان ان غلب موجه او تغلب // وقفت حيث أراح غيرك نفسه //والحق بينكما يهيب ويرغب // دوى بآذان الزمان هديرك الصافي/ / وضاءت من سناه الأحقب // وتركت للاجيال حين يلزها// عنت السرى ويضيق فيها المهرب // جثث الضحايا من بنيك تريهم // ان الحقوق بمثل ذلك تطلب // اما اول من زار قبر الحسين {ع} هو سليمان بن قنة.. ثم زاره جابر بن عبد الله الانصاري.. عَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ قَالَ : خَرَجْتُ مَعَ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيِّ زَائِرَا قَبْرَ الْحُسَيْنِ{ع}فَلَمَّا وصلنَا كَرْبَلَاءَ دَنَا جَابِرٌ مِنْ شَاطِئِ الْفُرَاتِ فَاغْتَسَلَ ثُمَّ ائْتَزَرَ بِإِزَارٍ، ثُمَّ فَتَحَ صُرَّةً فِيهَا سُعْدٌ فَنَثَرَهَا عَلَى بَدَنِهِ ، ثُمَّ لَمْ يَخْطُ خُطْوَةً إِلَّا ذَكَرَ اللَّهَ ، حَتَّى دَنَا مِنَ الْقَبْرِ قَالَ أَلْمِسْنِيهِ ، فَأَلْمَسْتُهُ فَخَرَّ عَلَى الْقَبْرِ مَغْشِيّاً عَلَيْهِ ، فَرَشَشْتُ عَلَيْهِ شَيْئاً مِنَ الْمَاءِ فَأَفَاقَ .ثُمَّ قَالَ : يَا حُسَيْنُ ـ ثَلَاثاً ـ ثُمَّ قَالَ : حَبِيبٌ لَا يُجِيبُ حَبِيبَهُ .وأَنَّى لَكَ بِالْجَوَابِ وَ قَدْ شُحِطَتْ أَوْدَاجُكَ عَلَى أَثْبَاجِكَ ، وَ فُرِّقَ بَيْنَ بَدَنِكَ وَ رَأْسِكَ ، فَأَشْهَدُ أَنَّكَ ابْنُ النَّبِيِّينَ ، وَ ابْنُ سَيِّدِ الْمُؤْمِنِينَ وخَامِسُ أَصْحَابِ الْكِسَاءِ ، وَابْنُ سَيِّدِ النُّقَبَاءِ ، وَ ابْنُ فَاطِمَةَ سَيِّدَةِ النِّسَاءِ ، وَ مَا لَكَ لَا تَكُونُ هَكَذَا و قَدْ غَذَّتْكَ كَفُّ سَيِّدِ الْمُرْسَلِينَ ،ورُبِّيتَ فِي حَجْرِ الْمُتَّقِينَ ،ورَضَعْتَ مِنْ ثَدْيِ الْإِيمَانِ ، وَفُطِمْتَ بِالْإِسْلَامِ ، فَطِبْتَ حَيّاً وَ طِبْتَ مَيِّتاً ، غَيْرَ أَنَّ قُلُوبَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ طَيِّبَةٍ لِفِرَاقِكَ ، فَعَلَيْكَ سَلَامُ اللَّهِ وَ رِضْوَانُهُ ، وأَشْهَدُ أَنَّكَ مَضَيْتَ عَلَى مَا مَضَى عَلَيْهِ أَخُوكَ يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا .ثُمَّ جَالَ بِبَصَرِهِ حَوْلَ الْقَبْرِ ، وَ قَالَ :

السَّلَامُ عَلَيْكُمْ أَيُّهَا الْأَرْوَاحُ الَّتِي حَلَّتْ بِفِنَاءِ الْحُسَيْنِ وَ أَنَاخَتْ بِرَحْلِهِ ، أَشْهَدُ أَنَّكُمْ أَقَمْتُمُ الصَّلَاةَ ،وآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ ، وَأَمَرْتُمْ بِالْمَعْرُوفِ ، وَنَهَيْتُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ ، والَّذِي بَعَثَ مُحَمَّداً بِالْحَقِّ لَقَدْ شَارَكْنَاكُمْ فِيمَا دَخَلْتُمْ فِيهِ .قَالَ عَطِيَّةُ لجابر: وكَيْفَ ولَمْ نَهْبِطْ وَادِياً ، وَلَمْ نَعْلُ جَبَلًا ، وَلَمْ نَضْرِبْ بِسَيْفٍ ، وَ الْقَوْمُ قَدْ فُرِّقَ بَيْنَ رُءُوسِهِمْ وَ أَبْدَانِهِمْ ، وَ أُوتِمَتْ أَوْلَادُهُمْ ، وأَرْمَلَتِ الْأَزْوَاجُ ؟!َقَالَ لِي : يَا عَطِيَّةُ ، سَمِعْتُ حَبِيبِي رَسُولَ اللَّهِ ( ص) يَقُولُ : " مَنْ أَحَبَّ قَوْماً حُشِرَ مَعَهُمْ ، وَ مَنْ أَحَبَّ عَمَلَ قَوْمٍ أُشْرِكَ فِي عَمَلِهِمْ " .والَّذِي بَعَثَ مُحَمَّداً بِالْحَقِّ إِنَّ نِيَّتِي وَ نِيَّةَ أَصْحَابِي عَلَى مَا مَضَى عَلَيْهِ الْحُسَيْنُ وَأَصْحَابُهُ، قال عطية: بينما نحن بهذا وإذا بسواد قد طلع علينا ومن ناحية الشام، قفلت: يا جابر هذا سواد طلع علينا من ناحية الشام، فقال جابر: انطلق وأتنا بخبره السواد، إن كانوا من أصحاب ابن زياد لجئنا الى ملجأ ، وان كان زين العابدين أنت حر لوجه الله. فانطلق الغلام ما اسرع ان رجع يلطم وجهه وينادي: قم يا جابر واستقبل حرم رسول الله ,هذا زين العابدين أقبل بعماته وأخواته فقام جابر بصراخ وعويل، لما دنا من الإمام انكب على قدميه ويقول: عظم الله لك الأجر بمصاب أبيك الحسين وعمومتك وإخوتك. فقال الإمام :أنت جابر؟ قال: نعم يا ابن رسول الله. فقال :"يا جابر هنا والله ذبحت رجالنا .هنا قتلت اطفالنا.. هنا حرقت خيامنا. وارتفع الصراخ من كل جانب .. اما العقيلة زينب لما رات ذلك المنظر نادت : يا نازلين بكربلاء هل عندكم *خبرٌ بقتلانا و ما اعلامها, ما حال جثة ميتٍ في أرضكم *** بقيت ثلاثاً لا يُزار مقامها.

ثم إن العقيلة سالت علي بن الحسين {ع} أين قبر أبيك ... فأشار أليه ... فرمت بنفسها من محملها على قبر أبي عبد الله . هون للكاع كلهن فرد هويه ... بلايا ارواح ما جنهن بدنيه ... دون علكبر بالله شلون دوية .. يراعي الكبر جتك خواتك ..** عسن عيني العمى يحسين شفت الكبر بعيوني ... يهلنا للمدينة امشوا عند ولياي خلوني ... شعذري لبني هاشم عنهم من ينشدوني ... شلون امشي وخليهم عكبهم من يبارينا ..يخويه بيا وجه طبتي المدينة ... شكولن لليكول حسين وينه ... شكولن لليناشدني من الناس ... اخوج حسين وينه ووين عباس , اكول حسين ضل جثه بلا راس .. وعباس البطل كطعوا يمينه ...

ثم توجهت نحو قبر ابي الفضل :.... يعباس شك اللحد عنك .. زينب والحرم كلهن لفنك ... من الشام يا خويه اجنك .......ااخي ما عودتني منك الجفا ... فعلام تجفوني وتجفو من معي .. انعم جوابا يا حسين اما ترى ... شمر الخنا بالسوط الم اضلعي , فأجابها من فوق شاهقة القنا ... حسم القضا بما جرى فاسترجعي ... وتكفلي حال اليتامى وانظري ... ما كنت اصنع في حماهم فاصنعي ..

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك