الصفحة الإسلامية

أرقام في القرآن الكريم (عشرة) (ح 2)


الدكتور فاضل حسن شريف

عن كتاب الحسين عليه السلام في سورة الفجر للسيد سامي البدري: قوله تعالى "وَالْفَجْرِ (1) وَلَيالٍ عَشْرٍ (2) وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ (3) وَاللَّيْلِ إِذا يَسْرِ (4) هَلْ فِي ذلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ (5)" (الفجر 1-5) الى "يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (27) ارْجِعِي إِلى رَبِّكِ راضِيَةً مَرْضِيَّةً (28) فَادْخُلِي فِي عِبادِي (29) وَادْخُلِي جَنَّتِي (30)" (الفجر 27-30) روى شرف الدين النجفي في كتابه تأويل الآيات : قال : قال أبو عبد الله(ع) : اقرءوا سورة الفجر في فرائضكم و نوافلكم ، فإنها سورة الحسين بن علي، و ارغبوا فيها رحمكم الله ، فقال له أبو أسامة و كان حاضرا المجلس: كيف صارت هذه السورة للحسين عليه السلام خاصة؟ فقال: ألا تسمع إلى قوله تعالى: "يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (27) ارْجِعِي إِلى رَبِّكِ راضِيَةً مَرْضِيَّةً (28) فَادْخُلِي فِي عِبادِي (29) وَادْخُلِي جَنَّتِي (30)﴾" (الفجر 27-30) ؟ إنما يعني الحسين بن علي عليه السلام، فهو ذو النفس المطمئنة الراضية المرضية و أصحابه من آل محمد صلوات الله عليهم الراضون عن الله يوم القيامة و هو راض عنهم، و هذه السورة نزلت‏ في الحسين بن علي و شيعته، و شيعة آل محمد خاصة، من أدمن قراءة الفجر كان مع الحسين عليه السلام في درجته في الجنة، إن الله عزيز حكيم. الرؤية الاجمالية للسورة الامر المقسَم به في في قوله تعالى ﴿والفجر وليال عشر﴾ لابد ان يكون قضية واضحة كل الوضوح لأهل مكة ، وغيرهم وكونها قضية تكشف عن امر الهي يرتبط بالهداية لا ينكره احد . ان اعظم مشهد في الجزيرة العربية قبل البعثة هي قضية ابراهيم واسماعيل في الليالي العشر من ذي الحجة وفجر اليوم العاشر منه ، حيث بني البيت الحرام واختتم بالحجر الذي طبعت عليه اقدام ابراهيم وهو ابن مائة سنة اثرها وقد بقي الحجر والاثر الى زمن نزول القرآن بل الى زماننا هذا تتناقل خبره الاجيال ويشهده زوار البيت حقيقة قائمة ، كما تتناقل الاجيال قصة ابتلاء الله ابراهيم بذبح ولده اسماعيل وفداء الله له بكبش عظيم على مرأى ومشهد من الناس . وقصة ابراهيم وابتلائه بذبح ولده مدوَّنة في سفر التكوين من التوراة بل ويعرف هؤلاء ان الله تعالى اكرم اسماعيل بان جعل من ذريته النبي واثني عشر عظيما من اهل بيته ، ويعرف ذلك اهل مكة ، لانهم ذرية اسماعيل التي استوطنت البيت منذ نشأته تنتظر تحقق الوعد الالهي لإسماعيل . والامر المقسم به في قوله تعالى (والشفع والوتر والليل اذا يسر) اختلف فيها المفسرون على اراء شتى لم تثبت بدليل وغاب عنهم الرأي الباده الذي تفرضه اللغة والسياق ، اما (الشفع) في اللغة فهو ضم الشيء الى مثله ويقال للمشفوع شفع ، ومعنى ذلك يقسم الله تعالى بفجر وليالي عشر من شهر آخر تشابه تلك التي من شهر ذي الحجة بكونها تكشف عن امر الهي يرتبط بالهداية. واما (الوتر)، فهو الظلامة في دم. اما (الليل) اذا يسرِ فهو كناية عن اخذ الثأر وزوال الهم الذي انتجته الظلامة. وفي ضوء الرواية التي اوردناها في صدر البحث يتضح ان الليالي العشر هي العشر الاول من شهر المحرم سنة 61هـ وفجرها هو يوم العاشر الذي قتل فيه الحسين(ع) واهل بيته واصحابه ، والوتر هي ظلامة الحسين عليه السلام، والليل اذا يسر هو ظهور المهدي واخذه بثأره . ويتضح من ذلك ايضا ان الله تعالى اقسم بقضية واضحة لدى قريش واهل الكتاب ترتبط بالليالي العشر وفجر عاشورائها من ذي الحجة وهي قصة ابراهيم واسماعيل وبناء البيت ورؤيا ابراهيم في ذبح ولده، وتصديق ابراهيم واستجابة اسماعيل لطلب ابيه يوم العاشر يوم النحر وفداء الله تعالى له بذبح عظيم وما رتب الله تعالى على ذلك من الامامة الالهية لإبراهيم واسماعيل والطاهرين من ذريته، ثم انطلق منها للأخبار عن قضية مشابهة (والشفع والوتر والليل اذا يسر) تبرز فيها العناصر نفسها الليالي العشر، وفجر عاشرها، ورؤيا للرسول بذبح ولده على يد شر خلقه دون ان يفدي الله تعالى هذا الولد البار بابيه ليكون دمه وترا (ظلامة) الهيا يأخذ الله تعالى بثأره باستئصال كل قوى الظلم والفساد من على الارض فيتحول الهم والغم الى سرور. فيكون القسم بشيء مضى وبشيء سوف يقع ، وهو اسلوب لا يمارسه الا الخالق القدير على كل شيء، الذي يستوي عنده الماضي والمستقبل. وقد اخبر انبياءه بهذا الامر المستقبلي بشكل تفصيلي. وهذا الإخبار المستقبلي عند تحققه سيكون من اهم الادلة على أحقية هذه القضية في نفسها فضلا عن دليل جديد على أحقية القرآن الكريم وانه وحي الهي . ثم تذكر السورة بعد ذلك نماذج ممن الامم التي ظلمت واسفت في ظلمها كيف انتقم الله تعالى منها ، وهم قوم عاد وثمود وفرعون. كأنَّ السورة تريد ان تقول: ان الذين يظلمون الحسين عليه السلام وصحبه سوف يكون مصيرهم مصير قوم عاد وثمود وفرعون. ثم تتحدث السورة بعد ذلك عن الانسان وحبه للمال والحياة الدنيا وايثارهم الدنيا على الاخرة . وهددتهم بالعذاب الأخروي ثم اختتمت السورة بتوجيه الخطاب الى الحسين عليه السلام ووصفه بكونه صاحب النفس المطمئنة المسلمة لأمر الله ، مهما كان الابتلاء عظيما ولم تر عين مثل ما جرى في كربلاء. نظير اطمئنان وتسليم ابويه ابراهيم واسماعيل. ولكن ذلك كان اختبارا وما جرى في كربلاء كان حقيقة .

جاء في المعاجم: عُشر: عَشرة: (اسم)، الجمع: عشَرات، عَشَرة، عَشرة، العَشَرَةُ: أوّل العقود من الأعداد ويأتي بعد التِّسعة من الأعداد البسيطة تُذكَّر مع المعدود المؤنَّث، وتؤنَّث مع المعدود المذكَّر، أما في التَّركيب فتُذكَّر مع المعدود المذكَّر وتُؤنَّث مع المعدود المؤنَّث، الوصايا العَشْر: وصايا الله تعالى العَشْر لموسى عليه السَّلام على جبل طور سيناء، عشراتُ الأشياءِ: أشياءُ كثيرةٌ، عاشِر: (اسم)، الجمع: عُشُرٌ، عَوَاشِرُ، اسم فاعل من عشَرَ، عددٌ ترتيبيّ يوصف به يدلّ على واحد جاء عاشرًا، ما بعد التاسع وقبل الأحد عشر حدث ذلك في القرن العاشِر الهجريّ، عاشِرًا: الواقع بعد التاسع، يستعمل في العدّ، ف تاسعا، عاشرًا، عاشِر تسعة: مَنْ أو ما يضاف إلى التسعة فيجعلها عشرة، عاشر عشرة: أحدهم، عاشوراءُ اليوم العاشِر من شهر المُحَرَّم: كان استشهاد الحُسين في يوم عاشوراء، وعاشورُ: عاشِرُ المُحَرَّمِ، اليوم العاشر من شهر محرم، وكان فيه مصرع الحسين حفيد الرسول صلى الله عليه وسلم، الأرض العشرية هي التي يؤخذ من غلتها العشر‏، ‏العشر الأواخر من رمضان ‏آخر عشرة أيام من شهر رمضان‏، عَاشُورَاء: كلمة أصلها الاسم (عَاشُورَاءُ) في صورة مفرد مؤنث وجذرها (عشر) وجذعها (عاشوراء)،

جاء في كتاب الإعجاز العددي في القرآن الكريم عن رحلة مع العدد عشرة في القرآن الكريم والسنة للمؤلف سعيد صلاح الفيومي: ورد اللفظ عشرة أو اللفظ عشر والذي يعني الرقم 10 تحديدا. 1- "وَإِذِ اسْتَسْقى‏ مُوسى‏ لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصاكَ الْحَجَرَ فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتا عَشْرَةَ عَيْناً قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُناسٍ مَشْرَبَهُمْ كُلُوا واشْرَبُوا مِنْ رِزْقِ اللَّهِ ولا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ‏" (البقرة 60). 2- "وَأَتِمُّوا الْحَجَّ والْعُمْرَةَ لِلَّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ ولا تَحْلِقُوا رُؤُسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَنْ كانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ بِهِ أَذىً مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ فَإِذا أَمِنْتُمْ فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وسَبْعَةٍ إِذا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كامِلَةٌ ذلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرامِ واتَّقُوا اللَّهَ واعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقابِ‏" (البقرة 196). 3- "وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ ويَذَرُونَ أَزْواجاً يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وعَشْراً فَإِذا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلا جُناحَ عَلَيْكُمْ فِيما فَعَلْنَ فِي أَنْفُسِهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ واللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ" (البقرة 234). 4- "ولَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثاقَ بَنِي إِسْرائِيلَ وبَعَثْنا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً وقالَ اللَّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلاةَ وآتَيْتُمُ الزَّكاةَ وآمَنْتُمْ بِرُسُلِي وعَزَّرْتُمُوهُمْ وأَقْرَضْتُمُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً لَأُكَفِّرَنَّ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ ولَأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ فَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذلِكَ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَواءَ السَّبِيلِ"‏ (المائدة 12). 5- "لا يُؤاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمانِكُمْ ولكِنْ يُؤاخِذُكُمْ بِما عَقَّدْتُمُ الْأَيْمانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعامُ عَشَرَةِ مَساكِينَ مِنْ أَوْسَطِ ما تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ ذلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمانِكُمْ إِذا حَلَفْتُمْ واحْفَظُوا أَيْمانَكُمْ كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آياتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ‏" (المائدة 89).

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك