الصفحة الإسلامية

تسمية سور القرآن الكريم (76 سورة الانسان) (ح 3)


الدكتور فاضل حسن شريف

تكملة لحلقات عن تسمية سورة الانسان أو هل أتى في مواقع أخرى قال الله تعالى عن الانسان "إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ ۖ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا" ﴿الأحزاب 72﴾، و "أَوَلَمْ يَرَ الْإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ" ﴿يس 77﴾، و "وَإِذَا مَسَّ الْإِنسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيبًا إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِّنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِن قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَندَادًا لِّيُضِلَّ عَن سَبِيلِهِ ۚ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلًا ۖ إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّار" ﴿الزمر 8﴾، و "فَإِذَا مَسَّ الْإِنسَانَ ضُرٌّ دَعَانَا ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً مِّنَّا قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَىٰ عِلْمٍ ۚ بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ" ﴿الزمر 49﴾، و "لَّا يَسْأَمُ الْإِنسَانُ مِن دُعَاءِ الْخَيْرِ وَإِن مَّسَّهُ الشَّرُّ فَيَئُوسٌ قَنُوطٌ" ﴿فصلت 49﴾، و "وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَىٰ بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُو دُعَاءٍ عَرِيضٍ" ﴿فصلت 51﴾.

عن الامام محمد الباقر عليه السلام في خطبة للرسول الاعظم صلى الله عليه واله وسلم في غدير خم (مَعاشِرَ النّاسِ، هذا عَلِيٌّ، أَنْصَرُكُمْ لي وَأَحَقُّكُمْ بي وَأَقْرَبُكُمْ إلَيَّ وَأَعَزُّكُمْ عَلَيَّ، وَاللهُ عَزَّ وَجَلَّ وَأَنَا عَنْهُ راضِيانِ. وَما نَزَلَتْ آيَةُ رِضىً فِي الْقُرْآنِ إلاّ فيهِ، وَلا خاطَبَ اللهُ الَّذينَ آمَنُوا إلاّ بَدَأَ بِهِ، وَلا نَزَلَتْ آيَةُ مَدْح فِي الْقُرآنِ إلاّ فيهِ، وَلا شَهِدَ اللهُ بِالْجَنَّةِ في "هَلْ أَتى عَلَى الاِنْسانِ" (الإنسان 1) إلاّ لَهُ، وَلا أَنْزَلَـها في سِواهُ وَلا مَدَحَ بِهـا غَيْرَهُ).

تحدث الشيخ جلال الدين الصغير في كتابه عصمة المعصوم عن توقي الانسان قائلا: وبادىء ذي بدء لا بد من الإشارة إلى حقيقة أن كل إنسان مجبول بطريقة ما على التوقي من فعل معين، والاندفاع إلى آخر، سيّان في ذلك صاحب الادراكات العقلية المتميزة أو القاصر عن ذلك، فالطفل يمتنع من النار، والمجنون يمتنع من الكثير من الأمور، وهذا الامتناع وإن كان في بعض الأحيان لا يتخذ نمطاً عقلياً بخط معياري واحد، ولكن هناك حافز ما يدفع الممتنع لاتخاذ قرار امتناعه ، وهذه الحقيقة إن لو حظت في المواضع الطبيعية والسوية لسلوك الإنسان فسنجد أن ثمة قوة تدفع بهذا الإنسان نحو أن ينشد كمالاً ما، وغالباً ما نجد قرارات الفعل وموانعه تتبع هذه القوة وتتأثر بها، وهذه القول هي ما يسميها الله سبحانه وتعالى بالفطرة "فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لاَ تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ" (الروم 30) ووفق نقاوة هذه الفطرة تتلون حركة معيارية بواعث الإرادة في الفعل الإنساني، فقد يتصرف الإنسان تصرفاً خاطئاً فيحكم بنفسه على هذا التصرف بالخطأ أو الذنب، وذلك بسبب أن المعيارية المناقبية في فطرته تناقضت مع ما نحت ارادته إليه، وذلك ضمن تفصيل لا مجال له في هذا البحث، وما يهمنا هنا هو القول بأن نقاوة هذه الفطرة وعدمها هي التي تشكّل صيغ إمتناعات الإنسان عن أمور وإقدامه على أخرى ، وبحثنا هنا سيتركز على تحليل ذلك لنفهم كيف تتشكّل العصمة في سلوك الإنسان. ومن أجل فهم تشكّل العصمة في فعل الإنسان، علينا أن نفهم حركة الفعل في شخصية الإنسان ، فهذا الإنسان أي إنسان جبل محتواه الداخلي على وجود نقيضين متصارعين وفق ما بيّنته الآية الكريمة: وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا" (الشمس 7-8) وهذان النقيضان يمثلان استعداداً ذاتياً وقوة كامنة في داخل كل نفس، إذ يجرّ الفجور بهذه النفس نحو التسافل العقلي، فيما تدفع التقوى بها نحو السمو والرقي "قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا" (الشمس 9-10) والصراع بين هذا التسافل وذلك التسامي والاتقاء هو الذي يعطي للفعل الإنساني صورته الخارجية، والعلاقة بين هذين العنصرين هي علاقة تطارد ودفع ، فكما استحوذ أحدهما على مساحة ما في داخل القلب كلما أزاح الآخر عنه، والعكس صحيح أيضاً. "فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ" (ق 22)، وهذا ما يجعلنا نؤكد أن ثمة أنظمة داخل النفس الإنسانية تختلف عن نظيرتها في ظاهرها، وهذه الأنظمة ترتبط بالعناصر الداخلية التي تشترك في تكوين المحتوى الداخلي للإنسان، وبالتالي فإن هذه الأنظمة هلي التي تعلب الدور الأساس في تكوين بواعث الارادة عند الإنسان وتحديد اتجاهاتها.

جاء في صحيفة القران المجيد عن سورة الفاتحة للشيخ حسن جليل حردان الانباري: ومن المتفق عليه عند جميع المسلمين أن سورة الإنسان (الدهر) نازلة في حق أهل البيت وهم فاطمة بنت محمد وعلي بن أبي طالب والحسن والحسين عليهم الصلاة والسلام، وذلك لنذر نذروه ثم أوفوا به، وسماهم الله الأبرار ووصف مقامهم في كثير من الآيات في هذه السورة منها الصدق والنعيم والشهادة لهم بالنية والعمل الصالح والصدق بالوفاء بالعهد وكل ما يمكن أن يشهد لإنسان أنه هو المُـنّعم عند الله والصادق، ويكفيك منها قوله تعالى قال الله تعالى: "وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا" (الإنسان 20) ومن مقامهم هو (النعيم والملك الكبير) الذي أنعم الله به عليهم بالقطع والبت لا كالوعد والوعيد في باقي سور القرآن ، فإن الله تعالى في وعده للمؤمنين إذا ختمت أعمالهم بخير وعن أيمان ماتوا فلهم يوم القيامة نعيم في الجنة. وفي هذه السورة وكل الآيات التي سنذكرها في حق أهل البيت عليهم السلام سترى أن الله قد شرفهم بالنعيم وبما أعطاهم على نحو القطع والبت لا على نحو الوعد كما يذكره من المقام لمن يؤمن به ويموت عن أيمان ، وذلك لأنه سبحانه علم صدقهم وإخلاصهم وصفاء نيتهم وحسن عملهم وصلاحه وصدق اعتقادهم وقولهم. ولذا ترى في الآية السابقة قد ذكر الله على نحو العظمة لنعيم أهل البيت وبصورة تدل على الإعجاب وأسلوب التقدير لهم والتبجيل لكبر ملكهم وأوصاف جميلة نسأل الله أن يلحقنا بهم ويسلك بنا سبيلهم وصراطهم المستقيم . أهل البيت ثم يبين مقامهم حيث أول آيات السورة هو قوله سبحانه: "اِنَّا خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا * إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا" (الإنسان 2-3) فكل من يريد هداية السبيل وفق الصراط المستقيم ويكون شاكر حقيقي لله ونعمه، فلابد أن يتبع الذين أنعم الله عليهم في هذه السورة، فتدبرها تعرف أن أهل البيت هم المنعم عليهم بنعمة كبيرة دون غيرهم، وكل من ضل عنهم وتركهم ضل وكفر نعمت الله.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك