الصفحة الإسلامية

علي كافل اليتامى


ثامر الحجامي

قد لا تكفي صفحات التاريخ للحديث عن مناقب أمير المؤمنين علي "عليه وأله أفضل الصلوات" لأنه أكبر من التاريخ بنفسه.. فهو أول القوم إسلاما وأقدمهم إيمانا، وهو الضارب بسيفين والطاعن برمحين، وقالع باب خيبر وفارس معركة الخندق.. وهو إبن عم الرسول وزوج الطاهرة البتول، وستبقى نعدد في مناقب علي حتى يجف الحبر وتعجز الأقلام عن التعبير.

المحطة الإجتماعية الأبرز التي مارسها الإمام علي إضافة إلى المحطات الأخرى، بعيدا عن شجاعته وقوته وفروسيته، هي الرحمة والإنسانية للناس، وتكفله برعاية أيتام الأمة الإسلامية وعطفه الأبوي عليهم، حتى كان يتفقد أحوالهم في جوف الليل، حاملا لهم الطعام ويطبخ للجائعين منهم، ولما سمع الأيتام بجرح الإمام علي ووصية الطبيب له بان يتناول اللبن، إصطفوا على باب داره جالبين ما تيسر لهم منه.

على نهج الإمام سارت مرجعية السيد السيستاني "دام ظله" ذات الطريق في رعاية الأيتام وتوفير الظروف المناسبة لمعيشتهم، وحرصت كل الحرص على أن يتمتعوا بكافة وسائل العيش الكريمة، التي تجعل منهم أفرادا مؤثرين في المجتمع، فلا يشعر أحدهم بغياب أحد والديه أو كلاهما، ولم يقتصر الأمر على توفير وسائل المعيشة أو الملابس فقط، بل سعت لإيجاد مؤسسات تعنى بتربية اليتيم وتعليمه، ومتابعته في كافة المراحل الدراسية وتوفير فرص العمل لبناء جيل متكامل، قادر على النهوض بأعباء الحياة.

أولى الخطوات بدأت عام 2006 بإنشاء مؤسسة العين للرعاية الاجتماعية، تحت رعاية سماحة المرجع الأعلى، حيث أنفقت هذه المؤسسة ما يزيد على 500 مليار دينار لرعاية الأف اليتامى، فتكفلت بتوفير رواتب شهرية لهم، إضافة إلى بناء المنازل وتكفلها بعلاج المرضى في داخل العراق وخارجه، وبنائها المدارس المخصصة للأيتام، إضافة إلى برامجها الثابتة في توزيع الملابس في كل عيد على اليتامى المسجلين لديها، حتى تجاوزت المبالغ المصروفة خلال شهر أيار 11 مليار دينار، قدمت لأكثر من 96 ألفا تحتضنهم هذه المؤسسة.

طوال 17 عاما حظيت مؤسسة العين للرعاية الاجتماعية، بدعم المرجعية الدنية العليا في رعاية الأيتام وكفالتهم، وتمثل ذلك بالمأذونية الخطية من لدن السيد السيستاني لعملها، حيث جددت هذه المأذونية لأكثر من ست مرات، مما جعل هذه المؤسسة محل ثقة شعبية كبرى ووفر لها مبالغ مالية كبرى سخرت في رعاية الأيتام وخدمتهم، فإنعكس هذه الدعم على مستوى الخدمات المقدمة والتي أصبحت من الدرجة الأولى وربما لا تستطيع دول متطورة توفيرها لهذه الشريحة، وصلت إلى توفير القروض الميسرة التي تمكن الأيتام من إنشاء مشاريع إقتصادية وتجارية خاصة بهم.

لقد جعلت مرجعية السيد السيستاني, من نفسها وصية على يتامى العراقيين، وسعت بكل جهدها لتوفير الحياة الكريمة لهم، وأستنفرت جهود الخيريين من شرائح المجتمع كافة في خدمة الأيتام في العراق وأعدادهم الكبيرة بسبب الحروب التي مرت به، حتى أصبح اليتيم يردد: لا أخاف اليتم ووالدي السيد علي السيستاني موجود، فكما كان علي عليه السلام كافل اليتامى، أصبح علي دام ظله كفيلا لليتامى أيضا.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك