الصفحة الإسلامية

جعفر الطيار ومفاتيح الطاقة الإيجابية/ المفتاح الثالث والرابع

2234 2023-01-29

د.أمل الأسدي ||

 

✅مفتاح الإصرار والانتصار( أصحاب الهجرتين)': في مشهد تتجلی فيه نصرة الرسول لقضيتين مهمتين، أولها: رفع الظلم والتعنيف عن امرأة مسلمة وهي(أسماء بنت عميس) وثانيها:   تثبيت حقوق أصحاب الهجرة الأولی بقيادة جعفر الطيار، في هذا المشهد دخل (عمر بن الخطاب) علی ابنته (حفصة) فقال حين رَأَى أَسْماءَ:"  مَنْ هَذِهِ؟ قَالَتْ أَسْمَاءُ ابنة عُمَيْسٍ، قَالَ عُمَرُ: الْحَبَشِيَّةُ هَذِهِ؟ الْبَحْرِيَّةُ هَذِهِ؟ قَالَتْ أَسْمَاءُ نَعَمْ! قَالَ سَبَقْنَاكُمْ بِالْهِجْرَةِ فَنَحْنُ أَحَقُّ بِرَسُولِ اللَّهِ منْكُمْ، فَغَضِبَتْ وَقَالَتْ: كَلَّا وَاللَّهِ كُنْتُمْ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ يُطْعِمُ جَائِعَكُمْ، وَيَعِظُ جَاهِلَكُمْ، وَكُنَّا فِي  أَرْضِ- الْبُعَدَاءِ بالحبشةِ، وَذَلِكَ فِي اللَّهِ وَفِي رَسُولِ الله، وَايْمُ اللَّهِ لَا أَطْعَمُ طَعَامًا وَلَا أَشْرَبُ شَرَابًا حَتَّى أَذْكُرَ مَا قُلْتَ لِلنَّبِيِّ وأسأله، وو الله لَا أَكْذِبُ وَلَا أَزِيغُ وَلَا أَزِيدُ عَلَيْهِ، فَلَمَّا جَاءَ النَّبِي قَالَتْ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ إِنَّ عُمَرَ قَالَ كذا وكذا"(٤)  فقال لها رسول الله (صلی الله عليه وآله):

((لَيْسَ بِأَحَقَّ بِي مِنْكُمْ وَلَهُ وَلِأَصْحَابِهِ هِجْرَةٌ وَاحِدَةٌ، وَلَكُمْ أَنْتُمْ أَهْلَ السَّفِينَةِ هِجْرَتَانِ))(٥)

وهذا المشهد فيّاض بالمحفزات والقوة الخطابية، ولاسيما بالنسبة للمرأة، فهو دعوة إلی الإصرار والتوكل والإفصاح عن قضاينا متی ما كنا ندرك بأننا علی حق!!

فلا استسلام ولاقبول بضياع الحقوق، ولاسماح بتعنيفِ امرأةٍ في  زمن وجود الثوابت الإلهية المتمثلة بالقرآن الكريم ورسول الله وأهل بيته، فلم تنته حدود الرواية أو حدود المشهد في لحظته الزمنية، فالرسول الذي يوحی إليه من الله تعالی، قد ضمن الله تعالی له استمرارية الدستور ونفاذ عمله في كل عصر ومصر؛ لذا  يجب أن نؤمن بقاعدة وهي: كما كان الرسول(صلی الله عليه وآله) ناصرا وعونا للمظلومين في زمنه، فهو الناصر والمدد والعون  للمظلومين في زمننا هذا.

✅ مفتاح الظفر والجزاء(ذو الجناحين):

  دارت معارك التثبيت، تثبيت الرسالة الإسلامية وشيوعها، وكان ذلك بسواعد الخُلّص المؤمنين من المسلمين، وبقيادة  الهواشم( أمة التأسيس الأولی) فمن بيوتهم انطلقت الرسالة، وبأرواحهم عبّدوا طريقها، فتجدهم درع الرسول وسيفه في كل محن التثبيت، في بدر وأحد والخندق وخيبر..الخ.

وفي غزوة"مؤتة" التي قامت بعد انتهاك الغساسنة  للأعراف والأخلاق  بقتلهم  الرسول المبتعث من المسلمين وهو" الحارث بن عمرو بن الأسدي" إذ اعترض طريقه "شرحبيل الغساني"وغدر به وقتله، كان ذلك في عام( ٨هـ) فكان هذا الاعتداء بمثابة  إعلان حرب من الدولة البيزنطية؛ لذا أرسل رسول  الله جيشا بقيادة (جعفر بن أبي طالب) وحين دارت رحی الحرب، أبدی القائد  الطالبي شجاعةً ليست بغريبة عن  الهواشم، ولما اشتدت المعركة، أحاط به جنود العدو من كل مكان، فنزل عن فرسه وقاتل راجلا، فقُطعت يداه وارتقی شهيدا، مثخنا بالجراح وعمره حينها(٤١)عاما.(٦)

وحين وصل نبأ استشهاده الی الرسول الأعظم، دخل بيته وأجلس أولاده في حجره وأخذ يبكي بكاء شديدا، ثم قال:((علی مثل جعفر فلتبك البواكي))

واغتم الرسول في ذلك اليوم غما شديدا حتی هبط الأمين جبرئيل يبشره قائلا:(( إن اللَّه قد جعل لجعفر جناحين مضرجين بالدم يطير بهما مع الملائكة))(٧)

وهذه المكانة الرفيعة المترتبة علی العمل، فيها ما فيها من حثٍّ وتسليةٍ وحضورٍ للمدد الإلهي، فكل تضحية في سبيل الله ورسوله ونهجه إنما هي بعين الله، وإن الجزاء عليها من الله تعالی، وهذا قمة الإيجابية والسكينة.

 

للبحث تتمة

 

ـــــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك