الصفحة الإسلامية

ماذا نستوحي من زيارة عاشوراء؟!

1694 2021-06-08

 

حسن المياح ||

 

كل ما قيل عن زيارة عاشوراء صحيح ومدون وموثوق ، ولكن ....؟

هل نظل نعيش كالدراويش ، والمتسولين ، والضعفاء ، والجامدين ؛ محولين الإسلام وعقيدته التوحيدية الخالصة النقية الثورية المجاهدة الى ترانيم دعاء وجمود وقعود وتكاسل ، وقضاء الوقت على سجادة الصلاة ، ونكون أصحاب دعاء  وبكائين سلبيين ، بلا عمل ولا جهاد ، متواكلين على إستجابة دعاء كالتنابلة المخدرين ، وإسلامنا الرسالي يريد منا القوة والمنعة والصلابة والثبات والإيمان الصادق والإرادة الحية النابضة والغيرة الرجولية الشجاعة ، والحمية بعنفوان وشمم بطولي ؛ إضافة للدعاء الإيجابي الذي يزيد الشحنة حرارة وطاقة حركية فاعلة ، وأن نتكل على الله تعالى ونشد عزمنا ، ولا نتراخى ولا نتوانى في صولة الحق ، وجولة الجهاد الفاتح ، وأن نحقق خطوات المسيرة الجهادية لنصل الى بوابة النصر الحاسم والأكيد ، لإسقاط كل الطواغيت الحفاة الجفاة المزيفين ، والجبابرة الرعاديد المهزوزين اللائذين تحت عباءة نسائهم جواريهم وخدمهم .

زيارة عاشوراء أنتجت دولة إسلامية في إيران ، وإذا تليت ، حق للإنسان المسلم المؤمن أن يفخر بها ، لأنها حققت الصعب المستصعب بمفعولها الصادق الأكيد ، وأصبحت واقعآ على الأرض ، وإسلامآ يحكم الحياة  في كل ميادينها في إيران الإسلام ، ودعت الى الإنفتاح الرسالي على كل البلدان ؛؛ وسمى ونعت الإستكبار هذا الإنفتاح على أنه تصدير وإحتلال ، وإستعمار وإستغلال ، للشعوب والبلدان .

إن زيارة عاشوراء  --  وبكل تأكيد وإصرار  --  إذا تليت وقرأت لوحدها من دون مصاحبة عمل وجهاد ، لا تعطي ثمارها التي من أجلها شرعت ، وإنما تكون تواكلآ وسلاح العاجزين النائمين المتواكلين ،  وليس توكلآ وسلاح المجاهدين العاملين الخائضين المعارك والحروب من أجل رفعة الدين ، وإعلاء راية الإسلام  ؛

وأنها عذر العاجزين المتكاسلين ، لا سلاح الدعاة المجاهدين الذابين الذائدين عن حوض الرسالة ، ومواصلة الجهاد الدعوتي ، والعمل الرسالي الحركي الجاد من أجل نشر الحق ، ومعالم الرسالة الإلهية المحمدية العلوية الحسينية، والعدل على أساس الإسلام ؛

 وأنها تبعث على الكسل والتراخي والتنازل عن مجاهدة الباطل ودحره وإزالته ؛ بعد ما كان المأمول فيها أن تشحذ الههم ، وتبارك الجهود الرسالية الواعية الداعية ، ومجاهدة النفس والعدو في سوح القتال .

ولم تكن الزيارة عنوان بطولة وإقدام وإقتحام ، ولا ولم تكن معول هدم للباطل ، ولا تؤدي الى كرامة وشمم بطولي جهادي ، إذا عزلت عن وعي وفهم وتطبيق وتنفيذ مضامينها الرسالية الجهادية الواعية . في النفس ، وعلى أرض الواقع .

كان الإمام الخميني رضوان الله عليه  في كل حياته مواظبآ على قرائتها يوميآ بوعي وفهم وإنفتاح على مضامينها ، والى ما ترشد اليه ، لأنها مفتاح مغاليق الذهن والعقل ، حينما يتفاعل معها الإنسان ، وتزيده طاقة حرارية الى مجموع طاقاته الكريمة الشجاعة ، وتزيده عزة وصلابة ، وإيمانآ وعنفوانآ ، وشموخآ وتطلعآ رساليآ ، وعزمآ وإقدامآ واعيآ هادفآ ، وتدفع به الى خوض المهمات ودفع الكربات والملمات ، وتزيل العراقيل والعوائق عن طريق ذات الشوكة الذي وعدنا الله تعالى على السير فيه ، لتحقيق حكم الإسلام ، وإقامة دولة عدل القرآن ، وتجعله يعبد طريق المجاهدين السائرين على خطى الإمام الحسين البطل المجاهد الشهيد الهمام عليه السلام .

لا نريد الإستمرار في  هيجان وثورة وشقشقة زيارة عاشوراء ، وما تفعله في عقل ، وقلب ، وعزيمة ، وجهد ، وطاقة ، وإرادة ، الفرد المؤمن المسلم ، والداعية المجاهد ، والبطل المقاتل الرابض في أرض المعركة ، والذي يدافع ويهاجم ويحافظ على الثغور .

 

ــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك