الصفحة الإسلامية

الحسـن والحسيـن ع إمامـان إنّ قامـا او قعـدا

2018 2021-04-29

 

مثنى الطائي ||

 

يعتبر الامام ابا محمد الحسن المجتبى ع ثاني أئمة الهدى بعد رسول الله ، ولم يسبقه بالفضل والكرامة والمنزلة وعلوا المقام مما خَلق الله سوى جده المصطفى وأبواه الطاهرين ع ، تقلد عليه السلام امامة الامة بعد شهادة ابيه المرتضى ع ، لكن فترة امامته تميزت باصعب الظروف واحلكها بسبب تمدد غطرسة معاوية واستبداده ومكره واستخدامه لسلاح الاعلام والمال الذي اشترى فيه ضمائر الكثير وخدع وعيهم ، الامر الذي اضطر الامام ع للقبول بهدنة معاوية وعدم قيامة بالسيف وانهاء الوجود الاموي الفاسد ، وذلك بسبب تنصل الامة عن مسؤوليتها وخُذلانها لامامها وقائدها والدفاع عن مشروع الامامة عندما خضعت لترغيبات معاوية وابتزازه ورُشاه لكثير من عناصر وقادة جيش الامام ع وغيرهم من ضعيفي الايمان وخنوعهم لترهيبه ووعيده ، بالشكل الذي فقد الامام ع جميع انصاره ومؤيدة وعناصر جيشه الا الثلة النزيره جدا جدا إن وجدوا ، فعلى الرغم من جبر الامام على الموافقة على الهدنه الا انه وضع شروطه الذي اذل بها معاوية وكشف فيها قبحه وزيفه ، الا إن الاخير لم يلتزم بشروط تلك الهدنة التي افتضحته اكثر وعرة خلافته المزعومة وبينت حقيقتها بعد تاريخه الاسود مع ابيه امير المؤمنين ع عندما حاول تشويه صورته وتزييف حقيقة عدله حتى وصل الحال باكاذيبه واكاذيب اعلامه انه يقول لهم عليٌ ليس من اهل البيت ع ولم يصلي!!

فبعد دخوله الكوفة وخطب بالناس قائلاً

( يا اهل الكوفة انني ماقاتلتكم لكي تصلوا او تصوموا لانني اعلم انكم تصلون وتصومون وانما قاتلتكم لكي اتأمر عليكم ) !!

فهدنة الامام المجتبى ع التي فرضتها خذلان الامة وتقاعسها عن اداء تكليفها كانت مقدمة وممهده لثورة الامام الحسين ع ، ولولاها ما كانت هناك ثورة للامام الحسين ع ، فلو قام الامام الحسن ع بالسيف في حينه لقُتل الحسنان ع ولكانت سبه ومنه لا ال امية على بني هاشم الى يوم القيامة ، ومن ثم يُقضى على الدين والامامة والرسالة بسبب عدم تورع طاغية الشام معاوية بن ابي سفيان له .

بل لو كانت تلك الظروف في زمان الامام الحسين ع لصالح معاوية وقعد ، ولو كانت الظروف التي عاشها الامام الحسين ع في فترة الامام الحسن لقام ع بالسيف وجعل خيارهُ الثورة ، اذا المدار في تحديد القرار راجع لظروف كل مرحلة والتي تعتمد بالدرجة الاساس على وعي الامة واقتدارها وحجم المخاطر وتداعياتها .

لكن هناك امرٌ جديرٌ بذكره والتنبيه عليه وهو إن امامة وحجيه كل امام معصوم لاتتوقف على بيعة الناس له من عدمها ، فهي ثابته له وهي من شأن السماء وليس من شأن الناس فهي لاتفارق العصمة ، سواء تمكن من القيام بوظيفة ادارة شؤون الامة السياسية ام لم يتمكن ، فالمكنه هنا تعتمد على مدى استعداد الامة وقابليتها في تمكين المعصوم من قيادتها ، فقيادته في هذه المساحة تجري وفق الاسباب الطبيعي ، فعدم مكنته لا يُسلب امامته على الامة وقيادته الربانية وحجيته على البشرية

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
آخر الاضافات
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك