الصفحة الإسلامية

نفحات قرآنية (١٠)


 

رياض البغدادي ||

 

مختصر تفسير الآية (١٧) من سورة (المؤمنون)

بسم الله الرحمن الرحيم « وَلَقَدْ خَلَقْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرَائِقَ وَمَا كُنَّا عَنِ الْخَلْقِ غَافِلِينَ »

بعد الإستدلال على الخالق بخلقه تعالى للإنسان ،جاء الآن الإستدلال بخلقه تعالى للسماوات ، فقوله تعالى ( سبع طرائق ) هناك أقوال في معنى طرائق :

اولاً - طرائق لتطارقها ، بمعنى كون بعضها فوق بعض ، مثال ذلك طارق الرجل ثوبين إذا لبس ثوباً فوق ثوب .

ثانياً - قيل طرائق لأنها طرائق للملائكة في العروج والهبوط والطيران ،أي طرق .

ثالثاً - قيل طرائق ،لأن فيها طرائق الكواكب المسيرة فيها .

ووجه النعمة في طرائق السموات ،أنها محل نزول الوحي والأرزاق والماء ،وهي موضع الثواب ومقر الملائكة .

وقوله تعالى ( وما كنا عن الخلق غافلين ) أي لسنا بمهملين أمرها بل نحفظها عن الزوال والاختلال وندبر أمرها حتى تبلغ منتهى ما قدر لها من الكمال حسبما اقتضته الحكمة وتعلقت به المشيئة.

وهناك مسائل في الآية يجب التوقف عندها:

أ - إن وجود السماوات تدل على وجود الصانع .

ب - وجود التغيير الدائم والحركة المتواصلة في السماوات تبطل القول بخلق الطبيعة للسماوات فلو أن الخلق عائد للطبيعة لوجب بقاؤها وعدم تغيرها وإلا فأي تغيير يحتاج تغييراً في الطبيعة نفسها .

ج - خلق السماوات تدل على أن الصانع عالم وقادر .

 د - وايضاً تدل أن علمه يجب أن يكون بالمعلومات كلها، وقادر على الممكنات كلها .

ذ - لو تيقنا بعلم الصانع وقدرته اللامتناهية على خلق السماوات تيقنا أيضاً بقدرته على زوالها وبكمال قدرته على إعادة تركيبها وإعادتها .

ر - من هذا كله وجب أن نعلم أن معرفة الله تعالى يجب أن تكون إستدلالية، وإلا لما كانت فائدة من ذكر هذه الدلائل .

وفيما رويَّ عن الإمام علي (ع) قال : " أن رسول الله (ص) رفع طرفه إلى السماء فقال : تبارك خالقها ورافعها وممهدها وطاويها طي السجل ".

ومن بديع ما رويَّ في ربيع الابرار أن أعرابي نظر إلى القمر حين طلع ، فأبصر به الطريق وقد خاف أن يضل فقال : ما عسيت أن أقول فيك ؟! إن قلت حسَّنك الله ، فقد فعل ،وإن قلت رفعك الله فقد فعل .

ـــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك