الصفحة الإسلامية

نفحات قرآنية (2)مختصر تفسير الآية (1) من سورة (المؤمنون)


 

رياض البغدادي ||

 

بسم الله الرحمن الرحيم :" قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ"

 

قد : إذا دخلت على الفعل الماضي يكون إعرابها حرف تحقيق أي بمعنى أن الفعل الذي يجيء بعدها لابد أن يتبعه تحقيق في أمره ،وهذا يعني أن (قَدْ أَفْلَحَ) تحتاج الى تحقيق ليتم الغرض البلاغي فيها. 

أفلح : فعل ماضٍ معناه اللغوي هو إحداث الشق ولهذا سميت الفلاحة لان الفلاح يحدث شقاً في الارض ،وايضاً هي تعني النجاح والظفر وأما في الإصطلاح القرآني فالفلاح يعني ان العبد قد كسب رضى الله تبارك وتعالى .

المؤمنون : هم من أتصفوا بالإيمان ، وقد اختُلف في تحديد معنى الإيمان على أربعة أقوال :

اولا. الإيمان هو التصديق في القلب والفعل في الجوارح والإقرار في اللسان .

ثانيا. الإيمان هو تصديق ومعرفة في القلب وإقرار في اللسان .

ثالثا. الإيمان هو إقرار في اللسان بدليل ان المنافق يقر بلسانه ونعده مؤمناً لما خفي عنا مافي قلبه .

رابعا. الإيمان هو الإقرار والتصديق في القلب وهو قول معظم المسلمين ومنهم الإمامية أعزهم الله .

ومما استدل به أصحاب الرأي الرابع الذين يقولون بأن الإيمان هو إقرار وتصديق قلبي :

1.      ان الله كلما ذكر الإيمان أضافه الى القلب ( .. مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ ۛ ) المائدة 41.

2.      كلما ذكر الله تعالى الإيمان قرنه بالعمل الصالح ولو كان العمل الصالح داخلاً في الإيمان لكان ذلك تكراراً ممجوجاً في البلاغة .

3.      كثيرا ماذكر الإيمان مقترنا بالمعاصي، قال تعالى ( الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُولَٰئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ )الأنعام ٨٢ .

4.      ذكر الله تعالى مجموعة من الآيات التي تؤكد ان الإيمان هو التصديق القلبي وإن كان المؤمن عاصياً او مرتكباً للكبائر ،فالقاتل المتعمد يخاطبه الله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى ۖ ...)البقرة ١٧٨  ولان القاتل في جملة المخاطبين دل على انه مؤمن .

وقال تعالى ( .... فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ .... ) عد الله تعالى القاتل العمدي أخ  و ( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ... ) وايضا قال تعالى ( .... ذَٰلِكَ تَخْفِيفٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ ۗ فَمَنِ اعْتَدَىٰ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ  ...) البقرة ١٧٨ والتخفيف والرحمة لا تليق إلا بالمؤمن .

5.      ومما يمكن الإستدلال به على ان الإيمان هو التصديق القلبي خاصة الآية المباركة (... وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا  ...) حيث توعدهم الله تعالى وقال في محكم الذكر الحكيم ( .... مَا لَكُم مِّن وَلَايَتِهِم مِّن شَيْءٍ حَتَّىٰ يُهَاجِرُوا ...)

6.      وقوله تعالى (.. وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ .... ) النور ٣١ والأمر بالتوبة لمن لا ذنب له محال .

ومما يؤكد ان الإقرار اللساني لا قيمه له إن لم يكن قد انعقد قلبه إعتقاداً وتصديقاً على الإيمان بالله وبما أمر الله تعالى التصديق والإيمان به هو الآية المباركة ( وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ  )البقرة ٨ .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك