الصفحة الإسلامية

ثقافة من القرآن الكريم


  

🖋️🖋️محمد شرف الدين  ||

قال تعالى

" فَاقْرَؤُا ما تَيَسَّرَ مِنْهُ وَ أَقِيمُوا الصَّلاةَ وَ آتُوا الزَّكاةَ وَ أَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً وَ ما تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْراً وَ أَعْظَمَ أَجْراً وَ اسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ"

في هذه الآية المباركة يشير الحق تعالى لضرورة الاستمداد بالقرآن الكريم بمختلف وسائل الاستعانة على خوض غمار الحياة الدنيوية ، فهو يذكر جوانب الحياة البشرية " المعنوية والروحية ، الاقتصادية ، الاجتماعية ، الأخلاقية " تقريرا لما يذكره علماء الاجتماع في الابعاد الحياتية للانسان ،

ففي الجانب الأول يذكر الحق تعالى " وأقيموا الصلاة " حيث تمثل السمة البارزة والعمل الأكثر تجسيدا العبودية والعبادة التي تعطي الإنسان اطمئنان واستقرار ،لأنها تمثل العلقة والارتباط المعبود الحق تعالى ، وهذا ما يجعل الإنسان أكثر حيوية وعمل في سبيل الحق تعالى لأنها عمود الدين - كما عبرت الروايات - بل ويتعامل مع مواقف الحياة الروحية واطمئنان .

وأما الجانب الاقتصادي فيقول الباري تعالى " وآتوا الزكاة " ففي إخراج الزكاة الواجبة والصدقات المستحبة وايصالها إلى الحاكم الشرعي ،رفع عزة الإسلام والابتعاد عن سيطرة الأعداء على فقراء المجتمع الإسلامي ،هذا من جهة ،ومن جهة أخرى يزداد نماء أموال الذين يخرجون الحق المالي .

وأما الجانب الاجتماعي الذي يعد عصب الحياة عند الإنسان، لأنه يحتاجه كما يحتاج أغلب الأمور الضرورية ، حيث يقول الحق تعالى

" أَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً وَ ما تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْراً وَ أَعْظَمَ أجرا"

وهنا يرتقي الفاعل إلى الشعور بمسؤولية الاهتمام بالغير من خلال تلبية حاجاته المختلفة ومساعدته للاخرين ، هذا هو ظاهر العمل ، وهناك جانب آخر غير ملتفت اليه عند الناس ، وهو أن حقيقة هكذا أعمال ومساعدات ما هي إلا رصيد وثمار تعود للفاعل بالخير والأجر العظيم .

وأما الأمر الأخير- الجانب الأخلاقي- وهو الإستغفار بقوله تعالى

" وَ اسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ"

حيث يقول صاحب تفسير الأمثل،  لعل الإنسان الفاعل للأعمال السابقة   - صلاة وزكاة واقراض الاخرين - يصاب بالعجب ويتفاخر على الاخرين ، فيحتاج إلى تهذيب نفسه من هذا المرض الخطير  .وذلك بالاستغفار والرجوع للحق تعالى .

وهذه الجوانب كلها تعتمد على محور معين وهو " قراءة القرآن الكريم " و الدوام عليها ، حيث ذهب بعض المفسرون - لولا إجماع الفقهاء على الاستحباب  -  إلى القول بوجوب قراءة القرآن الكريم، كما في بقية الواجبات ، وهذا أن دل على شي انما يدل على أهمية مطالعة هذا الكتاب العزيز الذي فيه دروس وحكم وتعاليم شاملة للحياة بصورة إجمالية، 

حيث يقول الحق تعالى

" فَاقْرَؤُا ما تَيَسَّرَ مِنْهُ ....".

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك