الصفحة الإسلامية

ام البنين في فلسفة الوفاء ..

1887 2021-01-27

 

مازن البعيجي ||

 

هذه الشخصية العظيمة التي برزت في التاريخ الإسلامي وهي ترتفع بجناح المواقف العظيمة والوفاء الاعظم كمؤمنة عقائدية ذات الفضل والعفة والورع وقد رسمت أنصع صور الوفاء لإمام زمانها، حيت تخطّت فُحُولَ الرجال في مواقفها المنسجمة مع الروح الإلهية التي حملتها لأمامها المفترض الطاعة،  بغض النظر عن رابطة النسب التي حباها الله تعالى شرفّا ورفعة لتكون أمًّا لأبناء المعصوم وإخوة للمعصوم وهو الحسين "عليه السلام" حجة الله في ذلك الزمان.

امرأة نقشت اسمها على رخام الأبد في مواقفها التي كانت تمثل قمة الوعي والبصيرة للمرأة الرسالية التي وَعَت عمق قضيتها  واستوعبت حقيقة تكليفها ، فكانت أقوى جرأة وأصلب المؤمنات على تحمّل الصعاب وتخطّي المحن ، فقد دافعت عن قضيتها التي ترى مثل الحسين "عليه السلام" المكلف بأعباء الرسالة وهو يخوض حربًا ضروس ضد الباطل والجور ، ولابد لها من تثبيت موقعها كأمراة جندي ينجز تكليفه بين يَدَي إمام زمانها الحسين "عليه السلام" تقية نقية حملت إرثًا أصيلًا، وعِرقًا نبيلًا من خيرة أنساب العرب الطاهرة ، ومن هنا نستفيد مدى حرص أمامنا أمير المؤمنين عليه السلام يوم كلَّف عقيل على الظفر بامرأة ولدتها فحول العرب والأنساب النقية،وهي  إشارة الى ضرورة اختيار الحجر الطاهر ، لمن أراد أن يستمر له نسل كريم أصيل يكون رقمًا مهمًّا في نصرة المذهب والرسالة.

فقَولُ أمير المؤمنين لأخيه عقيل (أختر لي امرأة قد ولدتها الفحول من العرب لأتزوجها فتلد لي غلاماً أسداً.. فقال له عقيل: أين أنت من فاطمة بنت حزام بن خالد الكلابية فإنّه ليس في العرب أشجع من آبائها ولا أفرس..)لم يكن جزافا او ضربًا من هوى!

حقا! إنها الشخصية العطوفة التي أخلفت الزهراء "عليها السلام" وحفظت أمانتها، وهي تحمل لها الودّ والعشق والإحترام والطاعة لاعتبارات كثيرة أهمها معرفة شخصية الزهراء السيدة المعصومة وأمّ الحجج الطاهرة ، وليست الزوجة الشريكة لها في زوجها!!!

أم البنين تلك المؤمنة العارفة حقّ أهل البيت "عليهم السلام" فأخلصت في ولائها لهم فكان لها الجاه العظيم عندهم ، ومن هذا المنطلق،قد عرفت أم البنين قيمة نفسها أيضا، ومقدار مقامها، والحكمة الإلهية من وجودها في بيت العصمة، فقد أبصرت وأدركت الدور الخطير الذي ينتظرها في إثبات تكليفها المنوط بها لتكون الجديرة بحمل الرسالة، والأمينة بالحفاظ عليها،

فكانت عنوانًا للثبات والاخلاص، وخير خلفٍ ، ومثلًا أعلى لعاطفة جياشة مقدسة تلك التي حملها قلبها الكبير نحو الحسين "عليه السلام" قبل أي أحد من أبنائها ، وفيهم كأبي الفضل ، ذلك المغوار العارف الذي أعدّه حضن امّه لنصرة إمامه الحسين حتى بلغ مبلغًا من المعصوم لم يبلغه احدًا غيره !فكان نِعمَ الأخ والنصير والمواسي بروحه لأمامه المفترض الطاعة ، فضلا عن كونه أخيه الحبيب والعَضد الأقرب!

تخلّدت أم البنين كأيّ عظيم من عظماء التاريخ، فكانت ومازالت مدرسة ينهلُ منها الرجال والنساء ، عبرَ دراسة المواقف التضحوية الخالصة ، وسيرتها التي ضربت اروع الامثلة في الاخلاص والطاعة والانقياد لبيت العصمة المطهرة، وهي تسمو وتترفّع عن كل خصال المرأة الفاشلة والتافهة ، فضلا عن كثير من سمات النساء اللواتي لم يستفدِن من العناوين الناصعة المشرقة في تاريخ المرأة العقائدية ذوات المُثُل والشرف والتضحيات ،لتجد نفسها غير مدركة لأبعاد عقيدتها ومايترتب عليها من تكليف شرعي يثبّت لها مقامًا محمودًا عند الله تعالى وعند إمام زمانها،

ومن هنا ، جدير بكل نسائنا أن يتابعن سِيَرَ الصالحات الخالدات بالمواقف والعمق العقائدي والرسالي ومايترتب عليه من سَيْرٍ وسلوك حسب متطلبات تكوينها كأمراة ، كما تحلّت صاحبة الذكرى ام البنين  "سلام الله عليها" بكل الخصال السامية، والفضائل العظيمة، لتقف مواسية بعد الطف بقلبها المحترق يوم استقبلت الناعي وهو يحاول إخبارها بمصرع بنيها الأربعة غير آبهة لما تسمع إنما تتحرّق لمعرفة وضع امامها الحسين وهي تلحُّ مستفهمة عن حاله، بينما لم يلتفت وراح يعدد مصارع ابنائها حتى صرخت مضطربة الأركان: ياهذا أخبرني عن الحسين !! فاخبرها فهوَت على الارض مهدودة الركن، وقد ألمَّ بها الحزن الذي يعجز احد عن وصفه، حقًّا أنها العنصر الأصيل الذي دار في فلَكِ الفضائل، وقد حفظت السماء والأرض مذاقه حتى نرِدَ على حوض كوثر المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم.

البصيرة ان لا تصبح سهماً بيد قاتل الحسين ومنه يسدده على دولة الفقيه ..مقال قادم نلتقي..دمتم)..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك