الصفحة الإسلامية

مشكاة الزهراء عند الشيعة ..

1600 2021-01-17

 

مازن البعيجي ||

*-الزهراء "عليها السلام" هذه النافذة العظيمة الفسيحة التي تُطلُّ على رحاب الله تعالى وفيض لطفه بمثل حجم ما ذكرته الروايات الكبيرة والخطيرة وهي تضع يدها على عرى رصينة ومتينة اسمها "الزهراء " تلك التي مثّلت الإيمان  والإخلاص المطلق بالله سبحانه وتعالى ، *-المحطة التي ظُلِمت ظلماً كان بمكان أن جعل كل من يعرف الزهراء وقربها من خالقها بحسب عظمة قدرها الذي نطقت به الروايات المختلفة ، وجعلت من كل شيعيٍّ عاشقٍ لمحمد وآل محمد "عليهم السلام" يقف متأمّلًا كلما طال الزمان ليعرف بعمق حجم الجحود والعداء وماجرى على هذه البضعة الطاهرة لرسول الله "صلى الله عليه وآله" ذاك الذي كان يقوم لها "صل الله عليه وآله وسلم" من مكانه ليستقبلها بحفاوة وتقديس .

ام ابيها التي كانت أنيسة له في كل تلك الفترة التي عبر عنها بقوله ( ما أوذي نبي مثل ما أوذيت )

فترةٍ كانت موحشة ولا احد يضيء قلب المصطفى غير قنديل ومشكاة "فاطمة" التي كانت تؤنس شخص النبي  ليس لأنها ابنته فحسب ، بل لأنها إحدى أعمدة من صدقته  واعتقدت به وساندته في زمن التكذيب والمحاربة من قبل المنافقين الذين وردت فيهم آيات وسور في موارد عديدة من كتاب الله المجيد!!!

*-هذه المرأة الملكوتية كان لها الدور العظيم فما من عالِمٍ او جنديٍ مقاوم في محور المقاومة ، او بسيجي إلا وكانت الزهراء سبب ارتقائه ، وكانت هي سلم الصعود لهم ببركتها وعظيم خطرها عند رب العزة والكرامة .

ومن هنا تجد لياليلها في دولة الفقيه والعالم الشيعي طوفان حزن يزداد كل عام باضعاف كثيرة وبحرقة أشد . ولم يكن ذلك جزافا ، إنما معرفةً وحبّا وتعلّقاً بنور عرش الله تعالى الذي اكتسبه من نور أم الحجج الأطهار " فاطمة عليها السلام"

*-فعن الرسول الاكرم صلى الله عليه واله : قال :

وأما ابنتي فاطمة،

فإنها سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين،

وهي بضعة مني،

 وهي نور عيني،

وهي ثمرة فؤادي،

وهي روحي التي بين جنبي،

وهي الحوراء الإنسية،

متى قامت في محرابها بين يدي ربها جل جلاله زهر نورها لملائكة السماء كما يزهر نور الكواكب لأهل الأرض،

 ويقول الله عز وجل لملائكته:

 يا ملائكتي، انظروا إلى أمتي فاطمة سيدة إمائي، قائمة بين يدي ترتعد فرائصها (١) من خيفتي، وقد أقبلت بقلبها على عبادتي، أشهدكم أني قد أمنت شيعتها من النار.

(1)الفرائص: فريصة :هي لحمة بين الكتف والصدر ترتعد عند الفزع.

امالي الصدوق

أما فاطمة في كلامٍ لها "عليها السلام"

أَيُّهَا النّاسُ: اعْلَمُوا أَنِّي فَاطِمَةُ، وَأبِي مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وآله، أقُولُها حَقًّا، عَوْدًا وَبَدْءًا [عودًا على بدء]، ولا أقُولُ ما أقُولُ غَلَطًا، وَلاَ أفْعَلُ مَا أفْعَلُ شَطَطًا. {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنَ أنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتمْ، حَريصٌ عَلَيْكُمْ، بِالمُؤْمِنينَ رَؤُوفٌ رَحيمٌ} . فَإِنْ تَعْزُوهُ وَتَعْرِفُوهُ تَجِدُوهُ أبِي دُونَ نِسائِكُمْ، وَأخا ابْنِ عَمّي دُونَ رِجالِكُمْ، وَلَنِعْمَ المَعْزِيُّ إلَيْهِ صلّى الله عليه.

أجل !! تلك المشكاة هي الفيض النوراني الذي  لابد للشيعي من اغتنامه بعد معرفته على اصول تلك المعرفة ومن هنا يقول السيد الولي الخامنئي المفدى في حق الزهراء عليها السلام

 ( إنّ فيوضات فاطمة الزهراء (سلام الله عليها) لا تنحصر بمجموعة صغيرة تُحسب كمجموعة محدودة في مقابل مجموعة الإنسانية ، لو أنّنا نظرنا بنظرة واقعية ومنطقية ، فإنّ البشرية مرتهنة لفاطمة (سلام الله عليها) وليس هذا جزافاً ... وسوف يزداد تألّق نور الإسلام ومعنويّات فاطمة الزهراء وسوف تتلمّس البشرية ذلك ، ما لدينا من تكليف ووظيفة في هذا المجال ، هو أن نجعل أنفسنا لائقين للإنتساب إلى هذه العترة .

(الإمام الخامنئي ، من كتاب إنسان بعمر ٢٥٠ سنة.)

*-وهكذا تجد الأحاديث طافحة بهذه المشكاة النورانية التي أصاءت سماء اهل العشق والقرب..

١-قال الزبيدي: «ولقبت فاطمة بنت سيد المرسلين- عليهما الصلاة والسلام وعلى ذرّيتها- بالبتول تشبيهاً بها بمريم في المنزلة عند اللَّه تعالى، قاله الزمخشري، وقال ثعلب: لا نقطاعها عن نساء زمانها وعن نساء الأمّة فضلًا وديناً وحسباً وعفافاً، وهي سيّدة نساء العالمين وأمّ أولاده صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ...وقيل: البتول من النساء: المنقطعة عن الدّنيا إلى اللَّه تعالى وبه لقبت فاطمة ايضاً» تاج العروس ج ٧ ص ٢٢٠.

٢- روى ابن المغازلي باسناده عن جعفر بن محمّد عن أبيه، قال: «كنية فاطمة بنت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: أم أبيها» المناقب ص ٣٤١ رقم ٣٩٢.

٣- وروى الحاكم النيشابوري باسناده عن عائشة انها قالت: «ما رأيت أحداً كان أشبه كلاماً وحديثاً من فاطمة برسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وكانت إذا دخلت عليه رحّب بها وقام إليها فأخذ بيدها فقبّلها وأجلسها في مجلسه، وفي رواية أخرى: وكانت هي إذا دخل عليها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم قامت اليه مستقبلًا وقبّلت يده» المستدرك على الصحيحين ج ٣ ص ١٥٤ وص ١٦٠، ورواه ابن حبان في موارد الظمآن ص ٥٤٩.

٤- روي عن النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم انّه قال: «يا علي انّ فاطمة بضعة منّي وهي نور عيني وثمرة فؤادي يسوؤني ما ساءها ويسرّني ما سرّها»١) عوالم العلوم ص ٥٣ رقم ٣.

٥- وروى الخوارزمي باسناده عن سلمان قال: «قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «يا سلمان، من أحبّ فاطمة ابنتي فهو في الجنة معي، ومن أبغضها فهو في النار، يا سلمان حبّ فاطمة ينفع في مائة من المواطن، أيسر تلك المواطن:الموت والقبر، والميزان، والمحشر، والصّراط، والمحاسبة. فمن رضيت عنه ابنتي فاطمة رضيت عنه، ومن رضيت عنه رضي اللَّه عنه، ومن غضبت عليه ابنتي فاطمة غضبت عليه، ومن غضبت عليه غضب اللَّه عليه، يا سلمان، ويل لمن يظلمها ويظلم بعلها أميرالمؤمنين عليّاً، وويل لمن يظلم ذرّيتها وشيعتها» نزل الأبرار ص ٤٧ ورواه الهيثمي في مجمع الزوائد ج ٩ ص ٢٠٢.

٦- وروى علي عن فاطمة قالت: «قال لي رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم:

يا فاطمة، من صلّى عليك غفر اللَّه له والحقه بي حيث كنت من الجنة» كشف الغمة ج ١ ص ٤٧٢.

٧- روى الاربلي باسناده عن جعفر بن محمّد عن أبيه عن علي بن الحسين عن فاطمة الصغرى عن الحسين بن عليّ عن أخيه الحسن قال: «رايت أمي فاطمة عليها السلام قامت في محرابها ليلة جمعة فلم تزل راكعة وساجدة حتى انفجر عمود الصبح، وسمعتها تدعو للمؤمنين والمؤمنات وتسمّيهم، وتكثر الدعاء لهم ولا تدعو لنفسها بشي ء، فقلت لها: يا أماه، لم لا تدعين لنفسك كما تدعين لغيرك؟

فقالت يا بني الجار ثم الدار.

وعن الحسن عليه السلام قال: «كانت فاطمة عليها السلام إذا دعت تدعو للمؤمنين والمؤمنات ولا تدعو لنفسها، فقيل لها فقال مثله» كشف الغمة ج ١ ص ٤٦٨.

٨- قال أبو جعفر عليه السّلام: «ما عبد اللَّه بشي ء من التمجيد أفضل من تسبيح فاطمة. ولو كان شي ء أفضل منه لنحله رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فاطمة» عوالم العلوم ص ٩٧ رقم ٢١.

٩- وروى الخوارزمي باسناده عن أبي هريرة: «ان النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم قال: أوّل شخص يدخل الجنة فاطمة مثلها في هذه الأمة كمثل مريم بنت عمران في بني اسرائيل» مقتل الحسين ج ١ ص ٧٦.

١٠-قال الرضا عليه السّلام: «قال النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: الحسن والحسين خير أهل الأرض بعدي وبعد أبيهما، وأمّهما أفضل نساء أهل الأرض» عيون اخبار الرضا عليه السّلام  ج ٢ ص ٦٢ رقم ٢٥٢.

ولعل ماورد من احاديث وروايات الجزء اليسير من مناقب تلك الانسانة الملكوتية وعظمة شأنها .

السلام على أم الأئمة الأطهار فاطمة الزهراء "عليها السلام"

البصيرة ان لا تصبح سهماً بيد قاتل الحسين ومنه يسدده على دولة الفقيه ..مقال قادم نلتقي..دمتم)..

ـــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك