الصفحة الإسلامية

أثر الدين في الانبعاث الحضاري/ الحلقة الاولى

2365 2020-11-18

 

🖊ماجد الشويلي||

 

يمثل الانبعاث الحضاري واستئناف الدور الريادي للامة هاجسا يؤرق ويشغل بال النخب الدينية والفكرية خاصة تلك التي تجد نفسها معنية بالنهوض بهذا العبء الكبير وتحمل هذه المسؤولية الجسيمة

ولأجل تقدير الموقف من هذا الطموح ومعرفة أمكانيات الامة ومقدراتها الذاتية وبيان فيما لوكانت استعداداتها ومعداتها قادرة بالفعل على احداث نهضة عامة وشمولية تؤهلها لاعادة بناء مجدها من جديد لابد من بيان أسس النهضة التي نرمي اليها كيما تتضح معالم تلك الحضارة المنشودة وخصائصها المرجوة .

ولا شك اننا نعد الدين هو الاساس والركيزة الاولى لانطلاق مشروع النهضة الحضارية التي نرنوا اليها .

كما كان يقول مالك بن نبي في كتابة شروط النهضة ص 75

((الحضارة لاتنبعث الا بعقيدة دينية وينبغي في البحث عن اي حضارة من الحضارات عن اصلها الديني الذي بعثها))

فالحضارة لدينا بركائزها وميزاتها وخصائصها الاجتماعية، والعلمية، والادبية، والثقافية. لاتشكل سبيل نهضة ورقي مالم تستند للدين إن لم نقل أن الدين  هو من ينتج ويشذب الثقافة والادب والوعي المجتمعي والانجاز العلمي والتفوق فيه .

فرقي وبناء الحضارة وتألقها يقاس بمعيارين وان كانا بجوهرهما معيار واحد

الاول : علاقة وهدف تلك الحضارة بالله عز وجل خالق الكون وملهم البرايا

الثاني: المنظومة القيمية الحاكمة للبناء الحضاري، ومدى قدرتها على تحقيق التكامل للمجتمعات البشرية

الثالث: حال الانسان في ظل تلك الحضارة

وقد يقال أن الحضارة لم تكن ليصدق عليها حضارة لولا النتاج البشري والانساني فهي من صنع البشر بالنتيجة وهذا دال على أن الانسان في افضل احواله وهو بظل تلك المنجزات والمكتسبات.

الا أن الحقيقة هي غير ذلك والتاريخ خير شاهد  .

فكم من نتاج علمي وثقافي اضحى وبالاً على الانسانية بل وعلى مبتكريه حتى . لذا فاننا  حينما نتحدث عن الحضارة وحال الانسان في ظلها لا نقصد حاله في ظل حكمها واطارها القانوني فحسب وانما نعني أثرها على خدمة الانسانية وتمتع البشرية بفيوضاتها ومخرجاتها.فكم رأينا من حضارة بلغت شأنا عمرانيا وعلميا عظيما كانت الانسانية تئن من وطأة بطشها وجبروتها وطغيانها

((أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ (6) إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ (7) الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ  (8) وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ (9) وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ (10) الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ (11) فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ (12) فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ (13) إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ)) الفجر

الملاحظ أن تلك الابهة كانت سببا لويلات العباد لامن حيث استعبادهم وتسخيرهم في بناء تلك الصروح والقلاع الشاهقة بنحو مذل وبغير وجه حق فحسب بل لجهة احوال الانسان في ظل وكنف تلك الحضارات فضلا عما جرته تلك الحضارات من ويلات وحروب وكوارث على البشرية في اطار التنافس الاممي الحضاري مابين حضارة وحضارة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك