الصفحة الإسلامية

دروس من كربلاء: بذرة الحرية ومقدمة الخلاص

2845 2020-08-17

أمل هاني الياسري||

 

الظلم نابع من الجهل والانانية، وظاهر الظالم ملبس فخم، لكن واقعه الفكري مجرد خواء صنم، ويخزل تدينه بالظواهر الشكلية فقط، أما باطنه فهو عبارة عن فخ لوساوس الشيطان، والذي جعل منه متغرسطاً، متكبراً، مختالاً، لا يفقه شيئاً عن ثقافة الإصطفاف مع الحق والإنتصار له، والأخير هو الدرس الأول الذي شهدته كربلاء، حيث التماسك والإنطلاق الحقيقي للشهادة، فطبيعة المرحلة تتطلب مساحة للجهاد، وليس مساحة للتجربة، لضمان نتائج المشروع الإصلاحي الحسيني، والتضحيات العظيمة بداية المسيرة نحو الحرية.

يقال أن صاحب الرؤية والتشخيص الدقيق، تكون إنطلاقته كبيرة وعظيمة بعظمة مشروعه، ويحقق النجاح المطلوب بنظرة متفحصة، مدعومة بالاخلاص في القول والفعل، عندها سيؤتي العمل أُكلهُ، ويحظى صاحب المشروع بالسعادة في الدنيا والآخرة، وهو ملخص كربلاء الحسين (عليه السلام)، ونتاج المشروع العظيم ولادة جيل حر، يستطيع إصلاح الواقع، ومحاربة البدع وأهل الضلالة، فالإصلاح ليس أمراً سهلاً، ويحتاج للدماء، لكن إستمرار هذه الدماء يبقى الأصعب، وهذا ما زرعه فينا الإمام الحسين (عليه السلام) في واقعة الطف.

مشروع الإمام الحسين (عليه السلام) ليس مشروعاً مرحلياص، بل هو مشروع بعمر الزمان، لأنه مدخل حقيقي لبناء الأمة، وتحرير طاقاتها من الإستبداد، والوقوف بوجه الظالم، وهي درس صادح لتعرية الطغاة والظالمين، "ومن يتخذ الشيطان ولياُ فقد خسر خسرانا مبيناً" ومعكسر الباطل كان ممَنْ أتبع الشيطان، وقد أعطى رسائل مهمة للأحرار، بأن الشعوب قادوها بمزاجيتهم لا بمبادئهم، لذا خرج الإمام الحسين (عليه السلام) على الطاغية يزيد وأزلامه، لطلب الإصلاح في أمة جده محمد صلواته تعالى عليه.

لقد إستشعر الإمام الحسين (عليه السلام) في زمانه، مقدار التصعيد والخطر الداهم، في السياسة المستبدة لحكم بني أمية، وتعمدوا تحريف المنهج المحمدي الأصيل، ولأن أهل البيت (عليهم السلام) لا يسمحون لهؤلاء الشرذمة الفاسدة، بالتسلط على رقاب الناس ومصادرة حرياتهم، والإعتداء البشع على الحرمات والدماء، فخرج أبو الأحرار برفقة عائلته وأصحابه الميامين، لتكون كربلاء مدينة للإمامة، والحرية، والتضحية، والشهادة، بعد توكيد معادلة الزمان والمكان، وأن الحق لا يلتقي مع الباطل، إلا على قرع السيوف ونداء الحرية.

ـــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك