الصفحة الإسلامية

الامام الباقر (ع) .... ومواجهة الاضطرابات السياسية والثقافية 


   السيد محمد الطالقاني||

 

أنَّ مرحلة الامام الباقر عليه السلام  كانت من أشدِّ المراحل التي مرّت على العالم الإسلاميّ , حيث انتقال الخلافة من الأمويين إلى العباسيّين، بعد صراعاً عنيفاً انتهى بسقوط العهد الأمويّ, وبداية العهد العباسيّ,وعمت الفتن والاضطرابات التي أدت الى فقدان الأمن وانتشار الخوف ونشوء أحزاب متعددة مختلفة الأهواء,  كل حزب يسعى لتحقيق أهدافه والتي تتعارض مع الحزب الأخر,  كالحزب الأموي والحزب الزبيري والخوارج , كذلك نشوء التيارات الفكرية والسياسية المنحرفة مثل حركة الغلاة , وحركة المرجئة , وحركة المجبرة , وحركة المفوضة.  ورغم تلك الظروف المأساوية لم يعش الامام الباقر عليه السلام منعزلا عن احداث الساحة الإسلامية , حيث استطاع ان يهيئ أعدادا كثيرة من الفقهاء والعلماء والمفسرين , وانفتحت أبعاده على كلّ القضايا التي كان يعيشها عصره فلم تنطلق أي قضية في أي شبهة أو أي مشكلة إلا ووجدنا الإمام الباقر عليه السلام يتحدث عنها ليضيء ما أظلم منها، وليفتح آفاقها تماماً.  لقد ساهم الامام الباقر عليه السلام  بشكل ايجابي في توعية الامة ضد هذه الانحرافات الفكرية والعقائدية، وتحريك ضمائرها وسعى لرفع شأنها واحياء كرامتها بالبذل المادي والعطاء المعنوي لقد ساهم الامام الباقر عليه السلام  بشكل ايجابي في توعية الامة ضد هذه الانحرافات الفكرية والعقائدية, كما عمل على توسيع القاعدة الشعبية وتسليحها بالفكر السياسي الصحيح من اجل المواجهة العلنية مع النظام الحاكم الجائر. واليوم يعيد التاريخ نفسه عندما نرى حكاما يدعون الاسلام وهم على راس الهرم الحكومي قد تناسوا قيمهم ومبادئهم, وشغلتهم الزعامات وحب الشهوات, حتى تركوا الامة تتخبط في صراعها الفكري والسياسي في عصرشهدنا فيه غزوا ثقافيا استكباريا. لكن المرجعية الدينية العليا في النجف الاشرف والتي تعتبر  الامتداد الحقيقي اللازم للإمامة لم تترك الامة , فقد كانت تسير على خطى الامام الباقر عليه السلام , حيث قامت باعداد قاعدة شعبية قوية ورصينة من الامة  لمواجهة المطبات التي تعتري الحياة الديمقراطية الجديدة , فاخذت تبث التوجيهات من خلال خطب الجمعة والبيانات والارشادات ، وإليها يعود الفضل في تأسيس العملية السياسية وحفظها ، وشدّ الجماهير إِليها وإعطائها الشرعية . هذا الامر هو الذي يدعونا للتفاؤل المطلق ورفض التشاؤم في مستقبل العراق القادم رغم الاخفاقات الحكومية , لان عراق تقوده المرجعية لايمكن ان ينتهي , بل سيكون شعبه وارضه نواة لدولة العدل الالهي ان شاء الله تعالى
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك