الصفحة الإسلامية

قبر في بعلبك وجسد غض وشجرة سرو!

2696 2019-03-11

أمل الياسري

 

لم تنتهِ واقعة كربلاء في العاشر من محرم الحرام، بإستشهاد الأمام الحسين (عليه السلام)، وأخيه أبي الفضل العباس، وأولاده، وإخوته، وأنصاره، (رضوانه تعالى عليهم)، بل أن الواقعة بدأت بنهاية، معركة إنتصار الدم على السيف، بشجاعة حيدرية وسط رؤوس طاهرة، كنهر لا ينضب من العطاء المستمر، في الإصرار والإقدام، إنها ملحمة مسير ركب السبايا الى الشام!

حكاية متفجرة من الألم والصبر، من كربلاء الى مجلس الطاغية يزيد عليه اللعنة، وكل حروفها تنطق بآه واحدة، لفقدان سبط بنت نبي الامة، (صلواته تعالى عليه وعلى أله)، وفي مقدمة الركب الحسيني، الإمام زين العابدين، وعمته السيدة زينب (عليهما السلام)، في قصيدة لوعة تكسر خواطر الكلمات، وتقف خجلة من فعل الزمن اليزيدي الأسود، وزمرته الفاسدة!

ساقية تمر ببستان في منطقة بعلبك اللبنانية، فشكى صوت طاهر في منام لصاحب البستان، وتكرر المنام وهي تصرخ: حوّلها عن قبري، إنها تؤذيني، وبقربي غصن سرو زرعه أخي ليدل عليّ، فمياه الساقية آسنة، فأسرع الرجل الموالي الى أحد سادات آل النقيب، وقدم معه فحولوا مجرى الساقية، وحفروا مكان القبر، فإذا به جسد طفلة غضة طرية!

مزار مبارك يئن ألماً وشوقاً الى أهلها في كربلاء، والى عمتها في الشام، إنها طفلة الحسين خولة (عليها السلام) إستشهدت بعد سقوطها من ناقة هزيلة، ومرضت اليتيمة من الليالي الشاقة، التي أمضاها ركب الصمود الحسيني، فدفنها أخوها زين العابدين، ووضع الى جوارها غصن شجرة سرو، ليعرف قبرها الشريف، ما تزال نابضة بالحياة، رغم موت جذورها!

يا لثارات الحسين! أي دم في كربلاء سفكا! وأي جسد فيها دفنا! وأي بيت أمتحنه الباريء عز وجل، في مسيرة سبي تفرق فيها، أيتام الركب المحمدي الأسير، بين رقية الشام، وخولة بعلبك، ورضيع كربلاء، حتى رجوعهم الى فاطمة العليلة بالمدينة المنورة، فالسجاد بين قبور البقيع، إنها النفوس الراضية المرضية، أصلها في السماء، وفروعها في الأرض!

لقد غيرت شكل بكائها، وحولت مسيرة دموعها، وألمها، الى لوحة رثاء، وبقاء للكرامة الأبدية رغم غربتها، فأمست أميرة في بعلبك، وتكلمت قبتها، وشجرة سرو زرعت بجانبها، وهي تنبض بالشموخ الكربلائي، فما زالت مورقة مع مرور مئات السنين، ولها كرامات لا تعد ولا تحصى، فهي إبنة الشهيد، التي تبركت أرض بعلبك، بوجود جزء طاهر منه فيها!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك