الصفحة الإسلامية

أم الدهماء من مراجع أعلام النساء

2286 2018-11-27

نساء عاصرنَ الأئمة وعشنَ طويلاً/34



أمل الياسري


كانت أصداء واقعة الطف ثقيلة الوطأ عليها، شاركت أهل البيت الهاشمي (عليهم السلام) العزاء، بعد عودتهم من الشام، فإتئمت بالإمام علي بن الحسين، سيد الساجدين وزين العابدين (عليه السلام)،إثر توليه الإمامة وبايعته، وروت عنه أحاديث كثيرة، إنها السيدة الحبشية الموالية، أم الدهماء من بني كليب بن وبرة، والدة الصحابي والتابعي الجليل، سعيد بن جبير بن هشام الأسدي، من موالي بني والبة، عاصرت أربعة من أئمة أهل البيت، وهم:(علي والحسن والحسين وعلي بن الحسين (عليهم السلام أجمعين).
الموالي هم العبيد أو الرقيق، الذين جلبوا من بلاد أجنبية وخاصة الحبشة، حيث ورثوا لوناً شديد السواد، لأنهم أعتقوا لسمو مكانتهم ووفائهم، وما يبدي عليهم من صفات النجابة، والكرم، والمروءة، والعفة، وبذلك يصبح لهم حق الإقامة، والتوطن في بلاد المسلمين أينما حلوا، لذلك وجدت في بني أسد الوالبية كرامة ما بعدها كرامة، فتزوجها جبير بن هشام الأسدي، وأنجبت شخصاً ألمعياً شريفاً (سعيد بن جبير)،فكان حافظاً للقرآن ومفسراً له، فورث ولدها سيادة قومه، لتواضعه وجميل فضائله.
أم الدهماء كانت شديدة التعلق بولدها سعيد، الذي أوصته بعدم السكوت على الظلم، وتعطيل الدين، لذلك شارك في العديد من الثورات، لنصرة أهل البيت (عليهم السلام) في محنهم ومصائبهم، ودفعت به لدراسة علومهم وبيان أحكامهم، وقد أورد إبن عباس، أنه إذا جاءه أهل الكوفة، يستفتونه بمسائل شرعية يقول لهم: (أليس فيكم إبن أم الدهماء؟!)،وقد حفظت أمه أحاديث كثيرة من ولدها الصحابي، عن والده الذي كان أعلمهم بالقرآن وقتها، حيث روى عن النبي (صلواته تعالى عليه وعلى آله).
لم تذكر الكتب تأريخاً لولادتها ووفاتها، لأن الحجاج الثقفي كان من أشد أعداء ولدها، لقربه من الإمام زين العابدين (عليه السلام)، وحرق كل سيرته ومسيرته، وشهد إستباحة المدينة ورميها بالمنجنيق، وثورة إبن الزبير، وشجع القراء على الثورة ضدهم، وساندت ولدها في دعوته مع التابعين، للثورة على الأمويين، فشاركت معه بواقعة دير الجماجم، التي إستمرت مأئة يوم، وكان شعارها: يا لثارات الصلاة، وعند إستشهاده قال ميمون بن مهران:(لقد مات سعيد بن جبير، وما على الأرض رجل، إلا ويحتاج الى سعيد).
والدة الصحابي سعيد بن جبير، كانت دهماء لشدة سوادها، ولكن بياض مواقفها وإشراقاتها المهيبة، يشع في بطون الكتب، رغم قلة المصادر التأريخية عنها، فهي قد عاصرت أربعة أئمة، من أهل بيت النبوة (عليهم السلام)، ويكفيها شرفاً أنها شاركت في نصرة المظلوم بكربلاء، دون خوف من حكم الطواغيت، وكأني بها تردد لنساء زمانها:(قضية كربلاء ليست بموت الحسين على الإطلاق، بل إنها قضية الأحياء الباقين، الذين يخافون الجبت والطاغوت)، لذلك الإنتصار على الخوف، هو بداية الحكمة، والحرية، والكرامة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك