الصفحة الإسلامية

محمد "ص" مابين الحب والتهكم ؟

1766 2018-11-10

سجاد العسكري
يقول الامريكي (مايكل هارت) في كتابه "الخالدون المائة" ( ان اختياري محمدا ليكون الاول في اهم واعظم رجال التاريخ, قد يدهش القراء , لكنه الرجل الوحيد في التاريخ كله الذي نجح اعلى نجاح على المستويين الديني والدنيوي ..., لكن محمدا هو الوحيد الذي أتم رسالته الدينية , ...ووضعها في موضع الانطلاق الى العالم ..) .
ليت يعلم الظالمون كما يعلم المستشرقون من هو نبينا الخالد عبر الدهور والعصور حتى شهد بفضله القاصي والداني , قطعا ان نبينا هو لطف من المولى عز وجل للانسانية جميعا , ليكون بشيرا ونذيرا وقائدا ومصلحا , وملكا وعبدا , غنيا وفقيرا , هو رحمة للعالمين لقد ارسى نبينا دعائم العدل والمساواة والايمان , والعلم والمعرفة ,الاخوة في الاخلاق والسلوك , والعمل بها لتكون الامة الاسلامية في اقتدار وعزة وتعيش بكرامة في المجتمع, وكرس جميع جهده لوحدة الامة الاسلامية , لأنها القوة الوحيدة التي تحفظ هذه الامة من التفرق والتقسيم واضعافها .
فمواقف الحب والاحترام من قبل المسلمين كانت حاضرة وتتسم بمعرفة مقام خاتم المرسلين لديهم , فعندما يسأل العباس عم النبي الاعظم "ص" ايهما اكبر انت ام الرسول محمد"ًص" فيجيب :(ان محمد "ًص" اكبر , وانا اسن) لأن العباس كان اكبر سنا من الرسول الاكرم "ص" ؛ولكن انظر الى جوابه وهو يحمل في طياته الحب والطاعة والاحترام للمقام الذي يتبوئه رسول الله , وهذا ابا ذر في الصحراء المحرقة بعد تاخر اللحاق بجيش النبي محمد "ص" , واعياء ناقته حمل الماء على كتفه وهو احوج اليه , الى ان وصل الى النبي الاكرم فسقط مغشيا عليه , فقال رسول الله اسقوه , فاستغرب المسلمين هو يحمل ماء فكيف نسيقه ؟ فسقوه فعندما افاق قال لهم :رايت ماء باردا فاردت ان اشرب منه فقلت والله لا اشرب منه حتى يشرب منه رسول الله "ص" ؟ فحب النبي كان متجذر في قلوبهم ونفوسهم حتى لا يروا انفسهم دون القائد والقدوة , فهذه هي عظمة الاسلام , في الطاعة والحب والايثار ..فكانت امة تستحق ان تتبوء مقامها السامي لو استمرت على نفس منهاج السلف الصالح.
لكن في مقابل الحب والطاعة هنالك التطاول والتجرء على مقام رسول الله من اناس لم يفقهوا من الاسلام شيئا, فاخذوا الانتقاص منه سواء في سرهم او علنهم يتحينون الفرص للطعن بمقام الطف اللاهي , وزاد هذا الشعور بعد واقعة الغدير ؟! فاحدهم يقول: يامحمد"ص" هذا من عندك ام من عند الله ؟ فهؤلاء الريب في قلوبهم لم يؤمنوا ويصدقوا لأنه يخالف اهوائهم الشخصية وغرائزهم المريضة , ومصالحهم الضيقة . وينبري اخر عند مرض الرسول "ص" ويطلب من الحاضرين عنده دواة وكتف ليكتب كتاب لن تظلوا بعده ؟! ليكون امان للامة من الاختلاف , صوت من الحاضرين ان الرجل ليهجر, حسبنا كتاب الله؟! وهل انتم اعلم من رسول الله اذ قال تعالى في حقه (وماينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى).
منذ ذلك اليوم والتطاول والتعدي والتجرء على مقام رسول الله واهل بيته ومحبيهم , ويستمر في اقوام ليصلنا الى هذا اليوم ؟ّ! فلا غرابة من اعدام وقتل محبي رسول الله واهل بيتهم "ع" , فالبداية قديمة لينزف العراق وعلمائه على يد الاجرام الصدامي البعثي بمساعدة دول الحقد الدفين فشهدنا اعدام الشيخ النمر واعتقالات الشيخ عيسى القاسم والشيخ السلمان ...والقائمة تطول بالمعتقلين والمعذبين في سجون حكام قدوتهم المتامرون على رسول الله محمد واهل بيته ومحبيهم ؟! ليسيروا على نفس النهج في التطاول وانتهاك حقوق الاخرين وقتلهم بدم بارد , حتى اصبح نهج دول وحكام تملئهم الكراهية والطائفية والعنصرية للعقائد المخالفة لهم بالفكر , فاينكم من وحدة المسلمين ؟ فحب محمد وال بيته ومحبيهم نهج مقابل نهجكم ويستمر , وان كلمة الله هي العليا .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك