الصفحة الإسلامية

لــذة الــذكــر عند العباس (عليه السلام)

2369 2018-10-22

امل الياسري

يحكى عن أحد الموالين لأحد أصحابه أنه قال: عليك بخمس  ذكر الله، ثم ذكر الله،  ثم ذكر الله، ثم ذكر الله  ،ثم ذكر الله،  فقلت هذه واحدة، فقال لي: بل خمس فقلت كيف؟ فقال: الأولى فتح، فلقد مَنَّ البارئ عز وجل على أهل البيت (عليهم صلواته تعالى) بمنزلة عظيمة، فذكروا الله كثيراً إبتغاء مرضاته، فكانت الشهادة جلَّ ما يتمنونه، وأحد أُسُود البيت العلوي قمر بني هاشم، أبو الفضل العباس (عليه السلام)، فجاء نصر الله والفتح.

الثانية شرح حيث مثلت ولادة أبي الفضل العباس (عليه السلام)، أول مأتم لما سيجري عليه هو وأخوه الإمام الحسين (عليه السلام) في كربلاء، رغم أنهما فرحينِ ببيعهما الذي بايعاه لله ولرسوله، لكن والده الإمام علي بن أبي طالب شرح بالتفصيل، معنى الأخوة والوفاء والذوبان في عشق كلمتين تجتمعان معه، بكونهما من صلب أمير المؤمنين ويعسوب الدين، وهما الحسين وزينب (عليهما السلام) فبات رأسه المخضب بالدماء، وعينه والسهم نابت فيها، وكفاه المحتضنتين للراية نِعمَ الفداء والشرح.

 الثالثة طرح حين رمى الماء من كفيه، وذكر عطش النساء والأطفال، وإرتجز ليقول يا نفس من بعد الحسين هوني، وبعده لا كنتِ أن تكوني، هذا الحسين وارد المنون، وتشربين بارد المعين، تالله ما هذا فعال ديني، ولقد ضاق صدر أبي الفضل العباس بالمنافقين المحطيين بالخيام، ومشرعة الفرات ومنعوه من الوصول لنهر العلقمي، وأراد أخذ الثأر منهم، فدمدم عليهم كالليث الغضبان وكالشهاب الثاقب، ليكون العمود الحاقد، والسهم المسموم، والقربة الفارغة، واللواء الذي إحتضنه، عنوان القضية في الطرح. 

الرابعة إمتحان وجرح، حيث صاح الإمام الحسين (عليه السلام)، بعد إستشهاد أخيه ابي الفضل العباس وهو بين يديه، وحمله لينادي: الآن إنكسر ظهري، وقلت حيلتي، وشمت بي عدوي، وهمَّ بذكر الله كثيراً ليصل خيمته، فما كان من العقيلة زينب إلا تلقي بنفسها عليه، لتطلب منه حق الكفالة التي وعدها إياه، فكان رحيل حامل لواء معسكر الحسين، وكافل العيال والنساء أبي الفضل العباس، إمتحاناً عظيماً إبتلى به أهل البيت العلوي في عاشوراء، وكم عظيم هو ذلك الجرح!

الخامسة رضا ومنح، فلقد إستشهد أبو الفضل العباس (عليه السلام) بعد أن لهج لسانه بالشهادة، وفرحة اللقاء بجده وأبيه وأخيه، وذاق طعم الهيام والجمال فرضي الله عنه، وإرتضوا له هذه الفعال الهاشمية الخالدة، في إيقاظ الأمة من سباتها ومواجهة الظالمين والفاسدين، فمُنِحَ باباً من الفضل والرفعة والشأن، واليقين بإستجابة الدعاء تحت قبته وفي حضرته، فلنا كل الرضا بثواب زيارته، وفيض مكانته، ولذة ذكر حاجتك عند باب الحوائج، فكانت مواقفه وبطولاته مزيجاً من الرضا والمنح.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك