الصفحة الإسلامية

يوم للرباب مع رضيعها عبد الله..

3030 2018-10-04

نساء عاصرنَ الأئمة وعشنَ طويلا/6!


أمل الياسري
كانت من خيار الناس وأفضلهن، أنجبت للإمام الحسين عليه السلام، ولداً (عبد الله) وبنتاً (سَكينة)، الرباب بنت أمرؤ القيس بنت عدي الكلبية، شاركت نساء البيت الهاشمي مصيبة السبي، من كربلاء فالشام ثم الى المدينة المنورة، وظلت دائمة البكاء جالسة تحت حرارة الشمس، حزناً على إستشهاد أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) حتى ماتت كمداً، وكانت عاطفتها تجاه رضيعها علي الأصغر، قد ألغى طموحها بالحياة، وباتت إحدى نساء الطف، اللواتي صنعنَ ثورة تنادي بحقوق الطفل الرضيع! 
ظاهرة الإستلاب العقائدي والإنساني، الذي تعامل به أزلام يزيد الطاغية، في واقعة كربلاء مع النساء، إنما ينم عن خستهم وفسقهم، وبغضهم بآل علي، مضافاً عليه التعتيم الإعلامي بالخوف والقوة، والإغراء بالمال والمناصب، لتحشيد المزيد من الصعاليك، للوقوف بوجه الثورة الحسينية الإصلاحية، لكن نساء الحسين (عليهم السلام) كان لهن الدور الريادي، في قلب الرأي العام داخل البيت الأموي المنحرف، فأخرج الطاغية يزيد هؤلاء النسوة من الشام الى المدينة، لأن بقاءهنَّ يعني مزيداً من لحظات الكرامة، وإعلاء لكلمة الحق.
الرباب أم عبد الله الرضيع يوم العاشر من محرم، باتت قلقة على صحة رضيعها لعطشه الشديد، فأعطته لأخته سكينه، لتناوله لوالدها الحسين (عليه السلام) ليسقيه ماء، فما هي إلا دقائق وقد عاد الإمام (عليه السلام) الى المخيم، فإستقبلته سكينة: آبه حسين لعلك سقيت عبد الله ماءً وأتيتنا بالبقية، فقال لها: بنية أخوك مذبوح من الوريد الى الوريد، ساعد الباريء عز وجل والده ووالدته على المصيبة، فما ذنب هذا الرضيع، لتُسفك دماءه على مرأى أعين القوم؟!
دأبت بعض الدول على إعتبار إستشهاد عبد الله الصغير، يوماً عالميا للطفل الرضيع، مطالبة المنظمات الإسلامية والدولية والإنسانية، بضمان حقوق الأطفال الصغار في العيش بأمان، وتوفير الطعام والملبس، وهي رسالة حسينية عظيمة، لما جرى على رضيع الحسين، لأنه لم يطلب سوى شربة ماء، لكن الأوغاد سقوه دمه فسكت الطفل، ورحل حيث سيسقى شربة ريّا روياً، والرباب لم تبدِ جزعها، وإنما وقفت عند خط الصبر لا تستطيع تجاوزه، فهي تعرف معنى سر وجودها مع رضيعها في كربلاء!
لقد قدمت الرباب في ملحمة الطف الخالدة، صورة للمرأة المفعلة وليست المنفعلة، لإستشهاد طفلها الرضيع بعمر أشهر معدودات، فلم تأخذها العواطف والإنفعالات، التي تصدرها الأم وبحالة أهون بكثير مما جرى في كربلاء، على أننا نستلهم دروساً وعِبراً لا تُضاهى، من خلال الوقفة البطولية لهذه السيدة، لترى وليدها الصغير يدفن بجوار أبيه (جسد مسجى بلا رأس)، لأن الرأس الشريف رحل معها في مسيرة سبي أليمة، فأين حقوق الطفل وأمه؟ وسيعلم الذين ظلموا آل محمد أي منقلب ينقلبون، والعاقبة للمتقين.
سيدة فاضلة عاصرت الإمام الحسين (عليه السلام)، وعاشت معه لحظات الثورة الكربلائية المعطاء، وسايرت حركة رحلة السبي مع الإمام علي زين العابدين (عليه السلام) الذي لم ينهرها لمواصلة بكائها ،على أبيه الحسين وأخيه عبدالله الرضيع، إلا إنها لم تنجز عملية التغيير بمشاعر الحقد والغضب، بل بمفاهيم الصبر، والعفة، والكرامة، لتكشف للعالم الإسلامي مدى مظلومية إبنها الرضيع، الذي قتل على يد حرملة عليه اللعنة، لكنها إطمأنت عليه، وهو سيسقى بيد جده شربة ماء، لا يظمئ بعدها أبد

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك