الصفحة الإسلامية

فاطمة الكلابية زوجة أب ولكن...

2598 2018-09-29

نساء عاصرنَ الأئمة وعشنَ أبداً/4

أمل الياسري
كثيراً ما يُنظر لزوجة الأب نظرة متطرفة، وقد تكون متشددة بعض الشيء، بسبب الرؤية الضيقة للبعض، حول سرقة هذه المرأة الوافدة الى البيت، لمكان الزوجة الأولى بغض النظر عن أسباب عدم وجودها، لكن التأريخ حفظ لنا بين دفاته نوعاً فريداً من النساء، خلقنَ لينجبنَ أسوداً ليدافعوا عن أخيهم، رغم أنه أخاهم من والدهم، نعم إنها فاطمة بنت حزام الكلابية، زوجة علي بن أبي طالب (عليه السلام)، وأول مؤشر لإنسانية هذه السيدة الجليلة، أنها رفضت تسميتها بإسمها، بل طلبت أن تنادى بأم البنين، حفاظاً على مشاعر الحسن، والحسين، وزينب (عليهم السلام)!
يذكر أرباب المقاتل أن أم البنين، كانت تصنع في الرمال، أربعة قبور وهمية لأبنائها الأربعة، وتفرد جانباً للإمام الحسين (عليه السلام) فتبكي طويلاً، وتحث ولدها العباس على نصرة أخيه السبط المعصوم، ومع ذلك فقد خرج للقتال وهو ينادي:(إني أحامي عن ديني وعن إمام صادق اليقين)، وبهذا وضح للتأريخ المغرض، الذي كتبه أزلام الطاغية يزيد، أن دفاعه الملحمي لأجل الدين والعقيدة، حيث الحسين إمام مفترض الطاعة، وهذا ما أرضعته أم البنين لكافل الحوراء (عليهما السلام).
بين أزقة المدينة المنورة هناك حياة أخرى، كان لها الجرأة الملحمية، في عدم إنهاء صلتها بالماضي، فهي لا تستطيع نسيان أول جرح وراء الباب، وما فعله القوم بسيدة نساء العالمين الزهراء (عليها السلام)، فلاعذر لها إلا أن يكون في رقبتها، دَين أقدمت على الإيفاء به بوساطة غيبية، بعد أن أصبحت زوجة لعلي بن أبي طالب (عليه السلام)، أثبتت عمق الترابط الحسيني العباسي، فقد نذرت السيدة الفاضلة أم البنين فاطمة بنت حزام الكلابية، أولادها الأربعة فداءً للدين والعقيدة.
يتيم قادم يزحف بألم ويوزع الأحلام، تحمله الجدة أم البنين، إنه أحد أطفال أبي الفضل، وعندما قَدِمَ بشر بن حذلم بصيحته:(يا أهل طبية لامقام لكم اليوم، قتل الحسين فأدمعي مدرار)، وإذا بالطفل يقع أرضاً، وينحني ظهرها وجعاً وحزناً، يعادل فقد رسول الأمة محمد، وبضعته البتول، ووصيه علي(صلواته تعالى عليهم)،ولم تبدِ جزعها بفقد أبنائها الأربعة: جعفر، وعون، وعبدالله، وأخرهم العباس الذي ذاب عشقاً في الشهادة، وتقبل العزاء فقط لإستشهاد الحسين (عليه السلام)، وفاء منها لفاطمة الزهراء (عليها السلام). 
أم البنين حكاية وفاء وإباء، أرادت لولدها العباس، أن يذوب عشقاً بالشهادة يوم الطف، وبالفعل حققت شيئاً يستجيب لكل العصور، ويمحي صورة قد رسمها تأريخنا المريض، بشأن زوجة الأب فصحيح أنها لم تنزل الميدان، ولم تعانِ السبي كنساء البيت الهاشمي، لكنها أنجبت من علي (عليه السلام) صاحب لواء الحسين، الذي نزل الميدان ليقود التغيير، بقصة عطش وشهادة، وبدمه صنع نتاجاً ثميناً بحجم كربلاء وماجرى فيها، فبإستشهادة صاح الحسين: (الآن إنكسر ظهري، وقلت حيلتي، وشمت بي عدوي).

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
آخر الاضافات
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك