الصفحة الإسلامية

لن تموتَ القضيةِ!

1966 2018-09-11

أمل الياسري
القضيةُ الكبرى التي واجهها الإمامُ الحسينُ (عليهِ السلامُ)، هي تعرضُ العقيدةِ الإسلاميةِ الى الخطرِ، ويتطلبُ الأمرُ عطاءً بلا حدودٍ، تندرجُ آثارَهُ ونتائجَهُ، ليسَ على الماضي وحسب، بل الحاضر ِوالمستقبلِ، فالتواصلُ مع الأجيالِ يحتاجُ الى منحةٍ إلهيةٍ، ولايوجدُ غيرُ سبطِ المصطفى (صلواتهُ تعالى عليهِ وعلى آلهِ)، ليقومَ بهذهِ المهمةِ الرساليةِ، فلبى النداءَ، إنَّها التضحيةُ بالغالي والنفيسِ، من أجلِ إعلاءِ كلمةِ الحقِ، فخُذْ هذ القربانَ حتى ترضى.
واقعةُ كربلاءَ خلقَتْ رداتِ فعلٍ مختلفةٍ في كلِ الإتجاهاتِ، دينياً، وسياسياً، وعسكرياً، وعقائدياً، فالحشودُ المليونيةُ التي تتوجهُ إليهِا ليلةَ الجمعةِ، حيثُ مهبطِ الملائكةِ الحافينَ بحرمِ سيدِ الشهداءِ وأبي الأحرارِ، هي إحدى ثمارِ هذه الواقعةِ الأليمةِ، لأنَّنا نرى الإستعداداتِ الجاريةِ من كلِ عامٍ، تزدادُ تنظيماً وبالعُدةِ والعددِ، وتسيرُ في الإتجاهِ الصحيحِ لتوحيدِ الشعائرِ والطقوسِ الحسينيةِ، لينطلقَ العزاءُ ويُعلَنَ الإنتصارُ، لذا لا تبخلْ على قضيتِكَ وهويتِكَ الخالدةِ.
إذا أدركْنا حجمَ واجبِنا نستطيعُ النهوضَ بموقِفنا، فقدسيةُ القضيةِ تتطلبُ وعياً، ومراجعةً لتصرفاتِنا أثناءَ تأديةِ الشعائرِ الحسينيةِ، لنغلقَ الأبوابَ بوجهِ مَنْ يريدُ إماتةِ القضيةِ، من خلالِ الإساءةِ التي قد تصدرُ من هنا وهناك، ومما لا شكَّ فيهِ أنَّ تأريخِ كربلاءَ، لا يستطيعُ فهمَهُ أحدٌ إلاّ بعدَ مراجعةِ دقيقةً لجغرافيِتها، لأنَّ الحدثَ الجللَ أصابَ العالمَ الإسلاميَّ برمتهِ، بل والعالمَ الإنسانيَّ، لبشاعةِ ما حدثَ للحسينِ وأهلهِ وأنصارهِ!
عندما يؤدي الشابُ طقوسَهُ في شهرِ محرمٍ الحرامِ، لابدَّ من الإنتباهِ الى عدةِ أمورٍ، أبرزُها أنَّ التغطيةَ الإعلاميةَ لمراسمِ الزياراتِ العاشورائيةِ، تزدادُ عاماً بعد آخر، والإعلامُ الوهابيُّ لا ينقلُها أو يحللُّها، بل يرصدُ أيَّ ظواهرٍ قد تُسيءُ للزيارةِ الحسينيةِ، بغضاً بمحمدٍ وآلِ محمدٍ وشيعتِهم، فعلى الشبابِ تحملِ هذهِ المسؤوليةِ الخطيرةِ، وألا نمنحَهم الفرصةَ للنيلِ من حرماتِنا وشعائرِنا، لأنَّ كربلاءَ شرفُنا، وقدعلمتنْا كيفَ نرفضُ الركوعَ للطغاةِ. 
إحياءُ الشعائرِ الحسينيةِ يتألقُ، عندما تنادي كربلاءُ: هلْ من ناصرٍ ينصرُني؟ فتأتي الإستجابةُ الكُبرى محفوفةً بالكرامةِ، والأملِ وبتوجهاتٍ صادقةٍ، تثبتُ عمقَ الإرتباطِ الروحيّ، بينَ الطفِ الحسينيّ وأنصارِهُ، الذي يرادُ منهم تجديدَ العقدِ الكربلائيّ والبيعةِ الزينبيةِ، بأنَّنا واللهِ لن ننسى حُسيناه، رغمَ الخطرِ الإرهابيّ المُحدقِ بالجموعِ المليونيةِ، المتوجهةِ الى كعبةِ الأحرارِ، لذا يزدادُ الفزعُ في العالمِ من هذهِ الصرخةِ: يا لثاراتِ الحسينِ، لأنَّها تزلزلُ عروشَ الظالمينَ. 
الرجالُ والنساءُ والأطفالُ، كلُّهم مطالبونَ بتنفيذِ توجيهاتِ المرجعيةِ الدينيةِ العليا، بشأنِ الحفاظِ على قدسيةِ الشعائرِ الحسينيةِ، والإلتزامِ بالحشمةِ والحجابِ بالنسبةِ للمرأةِ، وتفويتِ الفرصةِ على المغرضينَ، الذينَ عبثاً يحاولونَ النيل من عقائدِنا،فلنستلهمْ الدروسَ والعطايا من ثورةِ الإمامِ الحسين، وأخيهِ أبي الفضلِ العباس (عليهما السلامُ)، وأختهُ الحوراءَ صاحبةِ الخدر العلويّ الطاهرِ زينبَ(عليها السلامُ)، لأنَّ في أرضِ كربلاءَ عِبرة وعَبرة، لذا عِشْ لأجِل قضيتكَ فهي هويتكَ.
أيُّها الزائر: قدْ تكونُ أنتَ القائدُ ولكنَّكَ لاتعلمُ، لأنَّكَ تقودَ مسيرةً للعشقِ الحسينيّ بإلتزامِكَ وسلوكِكَ، فيتوافقُ مع قداسةِ القضيةِ، رغمَ إدراكِكَ بأنَّ جذورَ الطغيانِ الأمويّ، لازالَتْ تحبذٌ قتلَنا لتميتَ جنونَنا،ولكنْ(حينما ترتقي الأمةُ لتجدَ في القتلِ حياةً، تكونُ قد سُحِبتْ كلُّ الذرائعِ، التي يمكنُ أنْ يتمسكَ بها الأعداءُ، فتحصلُ عندئذٍ على الحريةِ)، فروي عن أئمتنا عليهم السلام أن: (القتلُ لنا عادةٌ، وكرامتُنا من اللهِ الشهادةُ)!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك