الصفحة الإسلامية

علي ...من البيت إلى البيت ؟!!

2185 2018-06-11

محمد حسن الساعدي 

كان أول وآخر مخلوق يولد في البيت ، فتهافت الناس فيما بينهم من هذه المرأة التي أنشق لها الجدار ودخلت ، أهي ملك من السماء أم أنها من البشر ، لا .. أنها فاطمة بنت أسد ، وماذا تفعل في داخل البيت الحرام ؟ّ! وكيف دخلت ؟! 

كثر السؤال والصراخ ، فما كان إلا أن برز نور من داخل البيت ، فهتف الناس مبارك لك يا أبا طالب ، فكان وليداً حمل كل الصفات الإلهية ، وحمل كل هموم الرسالة السماوية ، انه ذلك البطل علي (ع) فحمله رسول الإنسانية وكفله ، وكان يزق الأكل في فمه زقا ؟!! . 

كان فتىً شجاعاً ، وكان حليماً مؤثراً على نفسه ، إلى جانب أيمانه المطلق برسالة محمد (ص) ، فكان السيف الذي كسر أنوف الأصنام وجبابرة قريش ، وحطم عنجهية الجهل والتخلف ، فما كان إلا حملوا عليه حقداً وضغينةً كانت حاضرة في تاريخ أولاده المعصومين (ع) ، ومع كل هذا الحقد إلا أن علي (ع) كان حاضراً في كل منازلة تحتاج إلى الرجال ، وكان حاضراً في كل مناظرة يحتاج إلى العلم والمعرفة ، وكان المخالفين له يلجاؤن إليه في أغلب المسائل العقائدية والفقهية والقضائية ، فما كان ألا إن أبعدوه عن مكانته التي نصه الله ( عزوجل ) بها ، وأنفرد بها ولياً ووصياً للرسالة المحمدية . 

علي (ع) حمل هموماً كثيرةً ، وكان يحمل جروح امة لم ترعى نبيها في عترته ، فكان يحمل هموم أداء وحماية النبوة من التشويه والانحراف ، إلى جانب سكوته عن حقه المغتصب ، فهذا علي (ع) بحمله وصبره وقف أمام رياح الفساد والكره والحقد ليكون جبلاً أشم يدفع شبهة هذا ويرد كيد هذا ، وكان سيفاً قاطعاً في الدفاع عن بيضة الإسلام والدين المحمدي الأصيل ، فما أن تسنم زمام الحكومة ، حتى كانت دولته ، دولة الله في الأرض ، فكان سمحاً سخياً ، وكان حاسماً حازماً في القضاء وعلى الموالين في الولايات ، إلى جانب رأفته في الأيتام ورعايتهم حتى لُقب (بابي الأيتام ) ، فكان صغيراً مع الصغار ، وكان كبيراً مع الكبار ، حتى يروى انه كان يحمل أيتام المدينة على ظهره وهو يداعبهم ويخفف هموم الدنيا عليهم . 

أخيراً وهنا لا يمكن أن تكون هذه الكلمات تشفي صدر محب لعلي (ع) ، ولكنها ربما تكون شافعة مشفعة ليتيم من أيتامه ، فلقد كان علي مدرسة يتعلم فيها الأحرار في كل مكان وزمان ، وكان رمزاً للإنسانية والحرية في كل مكان ، كما ان في سيرة وفكر الإمام علي (عليه السلام) ما يكشف لنا عن جوانب كثيرة من المبادئ العظيمة التي اكتسبها من معاني القرآن الكريم ومن تعاليم مربيه العظيم وابن عمه النبي الأكرم محمد (صلى الله عليه وآله) وهذه المبادئ تظهر لنا عناصر الحكمة من جميع جوانبها المادية والمعنوية وهي متسمة بالعاطفة والإحساس المتطلع دائما إلى الرحمة والرأفة والدفاع عن الحق والحرية والإنسان. 

فكان (عليه السلام) يهتم بتنمية الشخصية الإنسانية إذ يركز على الجانب الفكري يوليه مكانة خاصة انسجاما مع النهج القرآني الذي يؤكد على التفكير والتأمل ويرفض الجهل والتقليد ، لهذا نجد ركائز الدولة الحديثة حاضرة في فكر أمير المؤمنين (ع) ، وكانت مثلاً غنياً تستقي منه العوالم اليوم ، وهكذا رحل علي في بيت الله ، فكان أمة في رجل ، وكان وهو يسير إلى رحاب الله وعرشه ، ينظر بعين الشفقة والرحمة لامةٍ لا تعرف كيف ترعى حرمة نبيها في عترته .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
آخر الاضافات
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك