الصفحة الإسلامية

في ذكرى مولده, علي عليه السلام رمز الإنسانية


 

الاقتراب من علي عليه السلام وتناول حياته أمر مرعب حقيقة, فهذا الرجل العملاق عندما نأتي إلى جروف بحره, هل من الممكن أن نفيه حقه إذا أردنا أن نصفه أو نستذكر حياته. 

الإمام علي عليه السلام, الرجل السهل السمح والشديد القوي, حياته قد كحلت عين التاريخ بصور العظمة والرفعة والسمو, وبكل معاني الفضيلة. 

إن استذكار أمير المؤمنين علي عليه السلام, والانتهال من خصاله, يبعث في النفس الغبطة والسرور, رغم ما اشرنا إليه من حذر الاقتراب خشية التقصير, فالكلام في خصاله عليه السلام هو كلام في المعاني السامية للإنسانية, هذه الانسانية التي اختفت وانعدمت من الوجود, بسبب المادية والأنا والتباغض والتحاسد. 

لقد كان علي عليه السلام رئيس القوم, إلا أنه كان كأحدهم فيهم, يحذو حذو النبي الكريم محمد صلى الله عليه واله وسلم في التواضع والرفق, لقد كان ينصف الناس من نفسه, لا يهادن الظلمة ولا يجامل القريب بل كان الناس عنده سواء. 

لم يكُ لأحد في علي عليه السلام مطمع في مال عام, أو انتفاع على حساب المسلمين, اذ إن سيرته عليه السلام كانت سيرة العدل والقسمة بالسوية, لا تفضيل لسابق على لاحق, ولا لقريب على بعيد, ولا لعربي على أعجمي, فالكل سواء ماداموا يعيشون تحت ظل دولته الإسلامية. 

في السياسة كانت أخلاق علي عليه السلام واضحة المعالم, فهي ترفض الغدر والخديعة والمكر, ولم يستخدم سلام الله عليه امكانيات دولته لخدمة احد معين, بل جعلها كلها لخدمة الاسلام والمسلمين, وحين ولّى الولاة, لم يتركهم يتحكمون في أمصارهم بمزاجهم, بل كان حريص أشد الحرص على متابعتهم, وتفقد شؤونهم, وتتبع سيرتهم مع الرعية, وكان يحثهم على العدل والانصاف, وأن لا يكونوا عونا للظالم, بل يوصيهم بضعاف الرعية, ممن لا يملكون الحيلة والقدرة على مواجهة الحياة. 

سيرة مولانا أمير المؤمنين هي سيرة اعجازية بما تعنيه الكلمة, منذ ولادته داخل حرم الإله, إلى استشهاده في بيت الإله, سيرته هي سيرة العطاء والخير والرفق واللين والرحمة, ومهما كتبنا عنه عليه السلام لن نفيه عشر معشار حقه, لا والله! وكيف نفيه ورسول الله صلى الله عليه واله يقول له " يا علي لا يعرفك إلا الله وأنا" فالسلام عليك يا ابا الحسن, أيها النقي الهمام, وعذرا إليك من تقصيري وقصوري عن أن أفيك حقك أو أًبين منزلتك. 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك