الصفحة الإسلامية

السيّدة سكينة.. امرأة من نور تحدّت الموت فغلبته بالصبر والإيمان

2008 2016-05-04

سيطول بعدي يا سكـينـةُ فاعلمي *** منكِ البكـاءُ إذا الحِمامُ دهـاني

لا تُحرقي قلبي بدمعك حسـرةً *** مـادام منّي الـروحُ في جـثماني
فإذا قُتـلتُ فأنـت أولى بالـذي *** تأتينـه يــــــا خيـرة النّسـوانِ
عزيزةُ الإمام الحسين (عليه السلام) كما سمّاها أبوها (سلام الله عليه) وهي آمنة بنت الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام)، أمّها: الرّباب بنت امرئ القيس بن عدي الكلبيّ، اشتهرت بلقب (سكينة) المعبّر عن السكينة والهدوء والوَدَاعة والوقار، ولها خمس إخوة هم: علي بن الحسين الأكبر وعليّ بن الحسين زين العابدين، وجعفر بن الحسين وعبد الله بن الحسين (عليهم السلام) والأخير هو شقيق السيدة سكينة حيث أنّ أمّه الرّباب أيضاً. وفاطمة بنت الحسين (عليها السلام)، وأمّها: بنت طلحة بن عبيدالله التيمي.
ولدت في العام السابع والأربعين من الهجرة الشريفة وفي اليوم الحادي والعشرين من شهر رجب الأصبّ على أغلب الروايات، وكان عمرها عند استشهاد والدها الإمام الحسين (عليه السلام) أربعة عشر عاماً تقريباً قضتها (سلام الله عليها) تحت رعاية أبيها وإشرافه، وتربية المعصوم المباشرة لها أثرٌ بالغ في بناء شخصيّتها، ومن النواحي كافة العلمية والدينية والأخلاقيّة والخُلقية أيضاً، فضلاً عن تأثير البيئة الأُسرية المتضمّنة لأكثر من معصوم، وشخصيّات أُخَر كانت بحقّ واصلة الى الدرجات العُليا من العلم والمعرفة والتهذيب.
لقد نشأت السيدة سكينة (عليها السلام) وتربّت في البيت النبويّ في أحضان والدتها الرباب وإشراف أبيها الإمام الحسين (عليه السلام) فتشرّبت مبدئيّات وأخلاقيّات الرساليات الداعيات من بيت النبوّة محتذيةً بقدوة النساء بعد الزهراء(عليها السلام) السيدة زينب(عليها السلام).
بعد واقعة الطفّ وما جرى فيها من أحداث ومصائب كانت قد جرت عليها، وخير مجاهدة فيها في سبيل ربّها، مثبتةً للعالم أجمع قوّة الموقف والمبدأ والعقيدة.
انتقلت السيدة سكينة (عليها السلام) إلى رعاية أخيها الإمام السجاد (سلام الله علية)، حيث عاشت حياة حافلة بالعلم والأدب والنشاط الاجتماعي، وكان خصومها يقرّون لها بعلمها ومناقبها، فكانت السيّدة سكينة سيدة نساء عصرها، وأوقرهنّ ذكاءً، وعقلاً، وأدباً، وعفّةً، تزيّن مجالس نساء أهل المدينة بعلمها وأدبها وتقواها، ذات بيان وفصاحة، يشهد بعبادتها وتهجّدها.
تعرّض تاريخ أهل البيت (عليهم السلام) إلى حملات تشويه طويلة الأمد، متعاقبة من جيلٍ إلى جيل؛ من أجل زعزعة مكانتهم في قلوب الناس، وقد تعرّضت سيرتها إلى الكثير من قسرية التزييف، فدوّنوا لنا صحائف كثيرة، والسيدة سكينة (عليها السلام) لم تتزوّج غير ابن عمّها عبد الله بن الإمام الحسن (عليهما السلام) فقط، وزواجها بغير ابن عمّها من الأباطيل التي طبّل لها رواة السوء والمرتزقة من حثالات الأمّة، فنسبوا تعدّد الأزواج للسيدة سكينة (عليها السلام)، وغاب عنهم مقياس العلم والأخلاق والأمانة، فكالوا لأهل البيت الطاهرين (عليهم السلام) وأتباعهم ومحبّيهم شتّى أنواع البهتان والتهم والإفتراءات، كلّ ذلك بسبب ولائهم لأهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرّجس وطهّرهم تطهيراً.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك