الصفحة الإسلامية

شيعة الجزائر.. أقلية تعيش بصمت وسط التجاهل الرسمي

2240 2015-11-12

في آخر تقرير لها حول الحرية الدينية، أغفلت الخارجية الأمريكية عن ذكر الجماعات الدينية الإسلامية بالجزائر، ومنها المجموعات الشيعية، وقد اكتفى التقرير بالحديث عن الحالة المسيحية واليهودية من حيث العدد والصعوبات البيروقراطية في ممارسة نشاطاتهم وشعائرهم. تعود الجذور التاريخية لوجود الشيعة في الجزائر – حسب بعض البحوث التاريخية- إلى فترة قيام الدولة الشيعية في شمال إفريقيا على يد عبيد الله الشيعي الذي جند من الشمال القسنطيني نحو 4 آلاف من أتباعه إلى مصر حيث قاموا ببناء جامع الأزهر، وتجزم دراسات حول الصوفيين الشيعة أن جذور التشيع كانت قبل قيام الدولة الفاطمية.  وبعد قيام الثورة الإيرانية سنة 1979، بدأت ملامح المشهد السياسي في الوطن العربي عموما والجزائر خصوصا تأخذ شكلا جديدا، متأثرة بالفكر الثوري، مما جعل التيار الديني في الجزائر يقتنع بقيام الإسلام السياسي ووصوله إلى السلطة وأصبحت هذه الثورة بمثابة قدوة ونموذج ناجح. انطلاقا من كل هذا، سعت CNN بالعربية للاتصال بمجموعة من المنتسبين لهذا المذهب بالجزائر لملامسة أوضاعهم عن قرب والحصول على شهادات حية، لأول مرة، عن حياتهم، التي تتصف بالسرية والكتمان، وكذا محاولة معرفة عددهم بالتقريب. وفي الموضوع، قال الصادق سوالمية، أحد أتباع هذا المذهب، في هذا الصدد “من يسأل عن عدد الشيعة في الجزائر عليه أولا إعطاءهم الحق في الوجود والاجتماع ليدرك كم عددهم”. وأرجع سوالمية، وهو أحد ابرز وجوه الشيعة في الجزائر، سبب تخفيهم إلى “أن شعوبنا عبر 14 قرنا تربّت على الفكر الواحد والمذهب الواحد وعدم التسامح، فالعرب تعودت على قتل المعارض ورفضه”. وأضاف أن “عقلية الرفض والتحجر تجعل الشيعي لدى الكثير من الناس في صورة الشيطان ولذلك يتحاشى الكثير منا إعلان وجوده “. أما عن أماكن العبادة وممارسة الطقوس الخاصة بالشيعة في الجزائر –يقول- سوالمية “مذهبنا ليس هندوسيًا حتى تكون له أماكن خاصة، فنحن نصلي في المسجد ونحج إلى بيت الله الحرام ونصوم رمضان، أما بخصوص الحسينيات ومكان التجمعات للقيام بها، فالحق فيها لازال ممنوعا”. الحديث عن الشيعة لم يمنع محدثنا عن إشهار سهامه ضد سفارة السعودية في الجزائر ودورها المسكوت عنه في نشر المذهب الوهابي الذي “فاق كل الحدود” حتى وصلت كتب ابن تيمية المجانية إلى المداشر قبل أن يصلها الكهرباء بعشرات السنين على حد تعبيره. مهما يكن، لا يمكن إنكار وجود الشيعة خاصة بالمدن الكبرى كالعاصمة، ووهران، وقسنطينة وغيرها، بيد أن أتباع المذهب الشيعي يجدون صعوبة في الإقرار به، والإعلان عنه في خضم مجتمع سني، وترفض هذه المجموعات الشيعية الظهور لأنها مهددة من طرف الوهابيين المتعصبين، فلهذا يتخفون وراء التصوف لأن التصوف أقرب منهجا وسلوكا من التشيع حسب تعبيرعبد القادر بوخيرة . وبالعودة إلى تقرير الخارجية الأمريكية حول الحرية الدينية في الجزائر، يرجح أستاذ علم الاجتماع الديني بجامعة مستغانم مصطفى راجعي إغفال التقرير الأمريكي للحالة الشيعية بان ” ليس للسفارة الأمريكية في الجزائر اتصالات مع المتحولين إلى الحالة الشيعية في الجزائر”، منتقدا بذلك الخارجية الأمريكية، فـ”رغم ما لديها من وسائل تعجز عن كتابة تقارير تمتاز بالشمولية و الدقة”.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
آخر الاضافات
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك