الصفحة الإسلامية

من خصائص الإمام الحسين (ع): فأبى أن يعيش إلا عزيزا

4373 08:49:09 2015-10-20

كان الإمام الحسين (ع) قدوة لكل أبي، ومثالا يحتذيه كل ذي نفس عالية وهمة سامية، ومنوالا ينسج عليه أهل الإباء في كل عصر وزمان، وطريقا يسلكه كل من أبت نفسه الرضا بالدنية.

أبنا: أما إباء الإمام الحسين (ع) للضيم ومقاومته للظلم واستهانته القتل في سبيل الحق والعز فقد ضربت به الأمثال وسارت به الركبان وملئت به المؤلفات وخطبت به الخطباء ونظمته الشعراء وكان قدوة لكل أبي ومثالا يحتذيه كل ذي نفس عالية وهمة سامية ومنوالا ينسج عليه أهل الإباء في كل عصر وزمان وطريقا يسلكه كل من أبت نفسه الرضا بالدنية وتحمل الذل والخنوع للظلم، وقد أتى الحسين عليه ‏السلام في ذلك بما حير العقول وأذهل الألباب وأدهش النفوس وملأ القلوب وأعيا الأمم عن أن يشاركه مشارك فيه وأعجز العالم أن يشابهه أحد في ذلك أو يضاهيه وأعجب به أهل كل عصر وبقي ذكره خالدا ما بقي الدهر، أبى أن يبايع يزيد بن معاوية السكير الخمير صاحب الطنابير والقيان واللاعب بالقرود والمجاهر بالكفر والإلحاد والاستهانة بالدين.

قائلا لمروان وعلى الإسلام السلام إذ قد بليت الأمة براع مثل يزيد، ولأخيه محمد بن الحنفية : والله لو لم يكن في الدنيا ملجأ ولا مأوى لما بايعت يزيد بن معاوية، في حين أنه لو بايعه لنال من الدنيا الحظ الأوفر والنصيب الأوفى ولكان معظما محترما عنده مرعي الجانب محفوظ المقام لا يرد له طلب ولا تخالف له إرادة لما كان يعلمه يزيد من مكانته بين المسلمين وما كان يتخوفه من مخالفته له وما سبق من تحذير أبيه معاوية له من الحسين فكان يبذل في إرضائه كل رخيص وغال، ولكنه أبى الانقياد له قائلا: إنا أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة ومختلف الملائكة بنا فتح الله وبنا ختم ويزيد رجل فاسق شارب الخمر قاتل النفس المحترمة ومثلي لا يبايع مثله، فخرج من المدينة بأهل بيته وعياله وأولاده، ملازما للطريق الأعظم لا يحيد عنه، فقال له أهل بيته: لو تنكبته كما فعل ابن الزبير كيلا يلحقك الطلب، فأبت نفسه أن يظهر خوفا أو عجزا وقال: والله لا أفارقه حتى يقضي الله ما هو قاض، ولما قال له الحر : أذكرك الله في نفسك فإني أشهد لئن قاتلت لتقتلن، أجابه الحسين عليه‏السلام مظهرا له استهانة الموت في سبيل الحق ونيل العز، فقال له: أ فبالموت تخوفني وهل يعدو بكم الخطب أن تقتلوني، وسأقول كما قال أخو الأوس وهو يريد نصرة رسول الله (ص) فخوفه ابن عمه وقال: أين تذهب فإنك مقتول.

فقال:

سأمضي وما بالموت عار على الفتى***إذا ما نوى حقا وجاهد مسلما

أقدم نفسي لا أريد بقاءها*** لتلقي خميسا في الوغى وعرمرما

فإن عشت لم أندم وإن مت لم ألم*** كفى بك ذلا أن تعيش فترغما

يقول الحسين عليه‏ السلام : ليس شأني شأن من يخاف الموت ما أهون الموت علي في سبيل نيل العز وإحياء الحق ليس الموت في سبيل العز إلا حياة خالدة، وليست الحياة مع الذل إلا الموت الذي لا حياة معه، أ فبالموت تخوفني هيهات طاش سهمك وخاب ظنك لست أخاف الموت إن نفسي لأكبر من ذلك وهمتي لأعلى من أن أحمل الضيم خوفا من الموت وهل تقدرون على أكثر من قتلي مرحبا بالقتل في سبيل الله ولكنكم لا تقدرون على هدم مجدي ومحو عزي وشرفي فإذا لا أبالي بالقتل.و هو القائل: موت في عز خير من حياة ذل، وكان يحمل يوم الطف وهو يقول: الموت خير من ركوب العار والعار أولى من دخول النار و الله من هذا وهذا جاري و لما أحيط به بكربلاء وقيل له: أنزل على حكم بني عمك، قال: لا والله!لا أعطيكم بيدي إعطاء الذليل ولا أقر إقرار العبيد، فاختار المنية على الدنية وميتة العز على عيش الذل، وقال: إلا أن الدعي ابن الدعي قد ركز بين اثنتين بين السلة والذلة وهيهات منا الذلة يأبى الله ذلك لنا ورسوله والمؤمنون وجدود طابت وحجور طهرت وأنوف حمية ونفوس أبية لا تؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام. أقدم الحسين (ع) على الموت مقدما نفسه وأولاده وأطفاله وأهل بيته للقتل قربانا وفاء لدين جده صلى‏الله‏عليه‏وآله بكل سخاء وطيبة نفس وعدم تردد وتوقف قائلا بلسان حاله: إن كان دين محمد لم يستقم إلا بنفسي يا سيوف خذيني.

ويقول السيد حيدر الحلي (ره) بالمناسبة:

طَـمِعَتْ  أن تـسومَهُ الـقومُ ضَـيماً***وأبــى  اللهُ والـحـسامُ الـصـنيعُ

كـيفَ  يـلوي عـلى الـدنية جـيداً***لـسـوى  اللهِ مـالـواهُ الـخـضوعُ

فـأبـى  أن يـعـيشَ إلا عَـزيـزاً***أو تَـجَـلى الـكفاحُ وهـو صـريعُ

زوّجَ  الـسـيفَ بـالـنفوسِ ولـكن***مـهَرُها  الـموتُ والـخِضابُ النَّجيع

بـأبي  كـالئاً عـلى الـطفِ خـدْراً***هــوَ  فـي شـفرةِ الـحُسام مـنيعُ

قَـطـعوا  بـعده عُـراه ويـا حـبلَ***وريــدِ  الأســلامِ أنـت الـقطيعُ

قـوّضـى يـاخـيامَ عَـلـيا نِـزار***فـلـقدْ  قــوّضَ الـعـمادُ الـرفيعُ

وامــلأي  الـعينَ يـا أمـية نَـوماً***فـحـسينٌ  عـلى الـصعيدِ صَـريعُ

وَسَـروا فـى كـرائم الـوحي أسرى***وعَــداك  ابــن أمِـهـا الـتقريعُ

فـتـرفقْ  بـهـا فـمـا هــي إلا***نـاضـرٌ دامــعٌ وقـلـبٌ مَـروعُ

...........

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك